أهمية الإعلانات وكيف تلعب على عواطفنا واهتماماتنا؟
لم تعد أهمية الإعلانات تنبع من كونها فقط ترويجاً لمنتجات وخدمات الشّركات المختلفة بل أيضاً وسيلة فاعلة لتحديد اتّجاهات المستهلكين وآرائهم وسلوكيّاتهم.
وبالنّظر إلى أنّ الإعلانات الدعائية باتت بالفعل تخصّصاً مستقّلاً وواسعاً ظهر المصطلح الذّي يسمّى بسيكولوجية الإعلان.
من خلال هذا المفهوم تدرس العلامات التّجارية سلوكيّات المستهلكين واهتماماتهم وآرائهم بالتّفصيل لإنشاء إعلانات تجارية برسائل محدّدة وموجّهة.
فما هي أنواع الإعلانات الدعائية المختلفة؟ وما أهمية الإعلانات؟ وكيف تلعب على عواطفنا واهتماماتنا؟
أهمية الإعلانات: تنوّع في الشّكل والقنوات
"عقولنا تخضع باستمرار لمؤثّرات نجهلها تماماً"، تشرح هذه المقولة الشّهيرة في عالم سيكولوجيا الإعلان لوالتر ديل سكوت التأثير الكبير للإعلانات التّجارية على عقولنا وسلوكيّاتنا خصوصاً تلك الّتي تخاطب رغباتنا وتدفعنا لشراء سلعة أو التحوّل إلى خدمة معيّنة.
تنبع أهمية الإعلانات من تنوّعها وتنوع القنوات الّذي يمكن أن تخاطب المستهلك من خلالها ما يجعل إمكانيّة وصولها إلى جميع الشّرائح والفئات العمريّة والاجتماعيّة ممكناً ومتاحاً.
تشمل أنواع الإعلانات الدعائية من حيث الهدف منها:
- الإعلان التّثقيفي الّذي يشرح للمستهلكين مواصفات السّلع وكيفيّة الحصول عليها وطريقة استخدامها.
- الإعلان الإخباري الّذي يطلع المستخدمين على المنتجات الجديدة الّتي تطلقها العلامات التّجارية وعلى آخر التّحديثات على المنتجات والخدمات المختلفة.
- الإعلان التّذكيري الّذي يهدف لتذكير المستخدمين بالخدمات والسّلع المختلفة المعروفة لديهم مسبقاً بالإضافة إلى تعزيز ولائهم.
- الإعلان التّنافسي والذّي يركّز على المنتجات ذات القيمة التّنافسية العالية لجذب المستخدمين.
أمّا من حيث القنوات الّتي تخاطب المستهلكين تشمل أنواع الإعلانات الدعائية:
- الإعلانات المسموعة وهي تلك الّتي تخاطب المستهلكين من خلال القنوات المسموعة مثل الرّاديو والبودكاست وغيرها.
- الإعلانات المقروءة وهي الّتي يستطيع المستهلكون الاطّلاع عليها من خلال القنوات المقروءة مثل الصّحف والمجّلات وغيرها.
- الإعلانات المرئيّة وتعدّ من أهمّ الأنواع الإعلانية حيث تظهر في القنوات المرئيّة مثل التّلفاز والمواقع الإخبارية على الإنترنت وقنوات اليوتيوب وغيرها وتحظى بالانتشار والاهتمام الأكبر بين المستهلكين بالنّظر إلى قوّة الصّورة ومقاطع الفيديو لذلك توليها الشّركات والعلامات التّجارية الأهمّية الأكبر.
- الإعلانات الخاصّة بمواقع التّواصل الاجتماعي وتعدّ الأكثر انتشاراً خلال السّنوات الأخيرة حيث ظهرت أنواع جديدة من القنوات مثل الفيسبوك ولينكد إن وتويتر وإنستغرام وتيك توك بالإضافة إلى أشكال جديدة مثل الstories و ال reels وغيرها كما أصبحت الأسرع وصولاً للمستهلكين.
- إعلانات محركّات البحث مثل جوجل وغيرها وأصبح هذا النّوع من الإعلانات يتطلّب متخصّصين للوصول إلى الفئة المستهدفة باستخدام طرق محدّدة ومتطوّرة بصورة مستمرّة.
أهمية الإعلانات: كيف توجّه سلوكيّات المستهلكين؟
كي تحقّق الإعلانات الدعائية على اختلاف أنواعها الهدف منها وهو استقطاب المستهلكين وتوجيههم لاستخدام منتجات معيّنة أو التحوّل إلى علامة تجاريّة محدّدة، تركّز الشّركات على عدّة عوامل وعناصر تشمل الرّسالة والمحتوى وطريقة العرض بالإضافة إلى القناة المستخدمة.
وتأتي أهمية الإعلانات من كونها تلعب على عدّة أوتار تشمل العواطف والسلوكيّات والاهتمامات لتؤثّر بالتّالي على سلوكيّات الأفراد وآرائهم واتّجاهاتهم وذلك من خلال الطّرق التّالية:
- دراسة الجمهور المستهدف بصورة مفصّلة بما يشمل احتياجاته وخصائصه لإنشاء إعلان يناسب جميع الفئات.
- إضفاء عناصر لاستقطاب الجمهور ودفعهم للتحوّل لمنتج معيّن من خلال التّركيز على خصائصه الفريدة.
- التّركيز على رغبات وتفضيلات المستهلكين عبر توظيف المؤثّرات السّمعية والبصريّة.
- الاستفادة من أسلوب المزايا والفوائد الّتي يمكن أن تعود على المستهلك من خلال الخدمة أو المنتج.
- دفع المستهلكين لاتّخاذ قرارات الشّراء عبر توفير البدائل وشرح الوسائل للحصول على الخدمة وتسهيلها.
- تكرار الإعلان في القنوات المختلفة ممّا يؤثّر على العقل الباطن للمستهلك ويخلق لديه الرّغبة والدّافع للحصول على الخدمة.
- التّركيز على نمط معيشة المستهلكين في الرّسائل الإعلانية وتشجيعهم على تغيير هذا النّمط للأفضل.
- استخدام التّكنولوجيا والتّقنيات الحديثة لتصميم إعلانات ممّيزة تؤثّر على المستهلكين.
تزداد أهمية الإعلانات يوماً بعد يوم حيث أصبحت مجالاً جديداً للسّباق والتّنافس بين العلامات التّجارية لا يقلّ أهمّية عن المنافسة في الخدمات والمنتجات لكنّ الفرق أنّ مجال المنافسة هذه المرّة يتمحور حول عواطفنا واهتماماتنا كمستهلكين.