هل قانون حظر تيك توك في أمريكا مدفوع من جماعات “صهيونية”؟

سواء كنت من محبّي التّطبيق أو كارهيه، وسواء كنت متابعاً لأخبار حظر تيك توك في أمريكا أم لا، لن نختلف معاً في جانب من جوانب القضيّة، والتي تشير بدلائل عديدة أنّ حظره جاء مدفوعاً من جماعات مؤيّدة لإسرائيل! ألست معنا في هذا؟

يُعتبر مصير تيك توك، التّطبيق الشّهير لمقاطع الفيديو القصيرة، محل اهتمام بين مستخدميه ومنشئي المحتوى، خاصّةً بعد مشروع قانون في الولايات المتحدة يهدّد بحظره بعد موافقة مجلس النواب على المشروع، ويطرح هذا التطوّر تساؤلات حول مستقبل التّطبيق وتأثيره على المستخدمين والصّناعة بشكل عام. وما يهمّنا هنا، هل لهذه الدّرجة وصلت سيطرة اللوبي “الشيطاني”؟

تفاصيل علاقة فلسطين بحظر تيك توك في أمريكا!

تيك توك الجديدة

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً مفصّلاً حول وقوف الجماعات المؤيّدة لإسرائيل وراء إقرار حظر تيك توك في أمريكا، في محاولات جديدةٍ للحدّ من المحتوى المؤيّد لفلسطين! خصوصاً مع العدوان المستمر على أهلنا في قطاع غزة حتّى اليوم.

وقد تمّت الموافقة على مشروع القانون الأمريكي بأغلبيّة 352 صوتاً مقابل 65 في مجلس النوّاب، وينصّ المشروع على ضرورة بيع تطبيق تيك توك لشركة أمريكيّة، وإلا سيواجه الحظر في الولايات المتّحدة. ومع ذلك، يتطلّب هذا المشروع موافقة مجلس الشّيوخ ليصبح قانوناً، وتسعى إدارة بايدن إلى إتمام هذه العمليّة بالسرعة الممكنة.

هذا التهديد يطرح تحدّيات كبيرة أمام تيك توك ومستخدميه، مع استمراريّة الجدل حول ما إذا كان التطبيق سيبقى متاحاً في الولايات المتحدة أم لا. ويتوقع أن يواجه مشروع حظر تيك توك في أمريكا المزيد من المعارضة في مجلس الشّيوخ، مع اعتبارات قانونيّة وسياسيّة تحدّ من إمكانيّة التوقيع النهائيّ على المشروع.

قضايا “اللوبي” المكشوفة وعلاقتها بحظر تيك توك في أمريكا

خلال تغريدة لأحد مستخدمي منصّة X، تعكس رأي الكثيرين في الولايات المتّحدة وعالميّاً حول التدخّلات الخارجيّة في سياسة بلدانهم، ومحاربة المحتوى الفلسطيني على كافّة الأصعدة، حيث جاء في قوله: الحملة الهستيرية المختلّة لحظر تيك توك مدفوعة من مجمع الدّعاية الصهيونية. وكذلك اتّفق معه رأي جمهور كبير من المتابعين! مستدلّين بذلك بأنّ عضو الكونغرس المتقدّم بالمشروع مموّل من “آيباك” – لجنة الشؤون العامّة الأمريكيّة الإسرائيلية.

أحداث غزّة فتحت أعين العالم بحق!

ليس فقط قضيّة حظر تيك توك في أمريكا، وإنّما هو مشهد كامل من حصار المحتوى الدّاعم لفلسطين، واتّهام أيّ موقف “مشرّف” أو عادل بأنّه معادٍ للسّامية، نعم هو العالم الذي نعيش فيه اليوم، حيث تكشّفت الوجوه القبيحة للحضارة المزيّفة، والتي يتوقّف “نبضها الإنساني” عندما يتعلّق الأمر بأي قضيّة أحد أطرافها الكيان المحتل.

دليل آخر للسيطرة

في نوفمبر- تشرين الثاني الماضي، أرسل السيناتور الجمهوري جوش هاولي رسالة إلى إدارة بايدن، طالب فيها بحظر تيك توك. وفي هذه الرسالة، أشار بشكل خاص وواضح لا يقبل التأويل إلى “انتشار المحتوى المناهض لإسرائيل على تيك توك” كواحدةٍ من الأسباب الرئيسية للدّعوة إلى حظره. يمكنكم الاطّلاع على نص الرّسالة.

فيما صرّح المدير السابق لمكتب المفوضيّة السّامية لحقوق الإنسان في نيويورك كريغ ماكبير بقوله: “إنّهم لا يحاولون حظر تيك توك، بل يحاولون استخدام سلطة الحكومة لتمكين ملكيّة مؤيّدة لإسرائيل من الاستيلاء على تيك توك بالإجبار؛ لإسكات انتقادات الإبادة الجماعيّة والفصل العنصري”.

خاتمة ورأي إنسانيّ

في زمننا الحالي، يشهد العالم مشهداً مريرًا للغاية، حيث تتزايد حالات الظلم والقهر، وتتجاوز حدود الإنسانية بشكل صادم. وما يزيد الأمر سوءاً هو أن هذه الجرائم لم تعد مقتصرة على الغرف المغلقة أو تحدث في الخفاء، بل أصبحت متاحة للعيان عبر منصات التّواصل الاجتماعي، حيث يتم بثها على الهواء مباشرة للعالم كله.

إنّ الوقوف إلى جانب الإجرام وجرائم الحرب هو خيانة لقيم الإنسانية والعدالة التي نسعى جميعاً لتحقيقها والتساهل مع هذه الأعمال الشنيعة والسماح لها بالاستمرار يعد تجاوزاً خطيراً للخط الأحمر الذي يفصل الإنسانية المتحضّرة عن عالم الغاب! حقاً؛ نحن بحاجة إلى تغيير جذريّ في الوعي والسّلوك، حيث يتعين علينا جميعاً أن نكون أصواتاً للضحايا والمظلومين، ونعمل بكل جهدنا للقضاء على ظاهرة الإجرام والظلم من جذورها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *