هل انتهى عصر مواقع بيع الصور؟

في عصرنا الرقمي الحالي، يشهد عالم التصوير تحوّلات هائلة، وتطورات سريعة في كيفية توزيع وبيع الصور عبر الإنترنت. ومنذ سنوات، كانت مواقع بيع الصور تحظى بشعبية كبيرة، وقد اجتاحت عبر بوّابة احتياجات التصميم والتنوّع الكبير أسواقاً أنشأتها بنفسها، واعتُبرت مصدراً هائلاً للدّخل لأصحاب المواقع وللمصوّرين كذلك، وبعضها كان عبئاً في بعض الأحيان على المصممين لقلّة المواقع المجانية! ولكن، هل انتهى عصر هذه المواقع، وهل دقّ الذكاء الاصطناعي مسماراً آخر في نعشها؟

تأثير التكنولوجيا الذكية على مواقع بيع الصور

مواقع بيع الصور

تطورّت تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير مؤخراً، وأثّرت بالتالي على العديد من المجالات سلباً أو إيجاباً، وبمعادلات عكسية واضحة،  وفي موضوعنا هنا؛ باتت قادرة على إنتاج صور ذات جودة عالية بوتيرة سريعة وبتكلفة منخفضة مقارنةً بالتصوير التقليدي، والأكثر استغراباً؛ بمواصفات تمليها على المواقع كما تشاء، وخيارات لامتناهية أيضاً. تقنيات توليد الصور بالذًكاء الاصطناعي تتيح إمكانية إنتاج صور متنوعة وجذابة بشكل تلقائي، مما يقلل من الحاجة إلى التصوير الاحترافي التقليدي وبالتالي يؤثر حتى على أفضل مواقع بيع الصور بشكل كبير.

تطور العرض الطلب على مواقع بيع الصور

مع تزايد الطلب على الصور عبر الإنترنت للاستخدامات المختلفة وتنوع مواقع بيع الصور، بما في ذلك التسويق والإعلان والنشر والتصميم، فإن سوق بيع الصور ما زال قوياً. ومع ذلك، فإن هذا الطلب قد شهد تحولات في طبيعته وتفضيلات المستخدمين، فبينما يفضل البعض الصور التي تتميز بالأصالة والتّفرد، يفضّل آخرون الصور التي تتميز بالجودة والاحترافية، سواء كانت مأخوذة بطريقة تقليدية أو بتقنيات الذكاء الاصطناعي وفي كلتا الحالتين صعوداً أو هبوطاً “الضحيّة والبطل” هي مواقع الربح من بيع الصور.

تحديات جديدة

تواجه أفضل مواقع بيع الصور مثل Shutterstock، و iStock تحدّيات جديدة مع تقدم التكنولوجيا، بما في ذلك التحدي من المنافسة مع تقنيات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي وضرورة التميز والابتكار لجذب العملاء أو خلق قيمة مضافة أخرى غير توفير منتجاتها التقليدية، حيث يتطلب النجاح في هذه الصناعة الآن تقديم خدمة وتجربة فريدة للمستخدمين، أو حتى خفض الأسعار، والعمل أكثر على مسألة الربح المشترك، التي تمكّن “المتسوّقين” من المصمّمين وغيرهم من إحراز فوائد أخرى.

مصمّمون عرب وعالميّون، ماذا قالوا؟

علّق كثير من المصمّمين العرب حول مسألة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذه المواقع لا تزال تتّسم “بمزاجية” النتائج، بما يعني أنّه مهما كان الوصف الذي تزوّدها به دقيقاً، لا يزالون يجدون مبتغاهم أكثر دقة لدى مواقع بيع الصور بالعربي، أو المواقع الأخرى العالمية، وهو ما أيّدهم به مصمّمون عالميون، وأضافوا بأن مواقع الربح من بيع الصور تتفوّق في الملامح البشرية الحقيقية، عندما يتعلق الأمر بصور الأشخاص!

تحليل ختامي

على الرغم من تقدم التكنولوجيا وتأثيرها على صناعة بيع الصور، إلا أنه من السّابق لأوانه الحديث عن نهاية هذه الصناعة. بدلاً من ذلك، يجب على الشركات في هذا القطاع التكيّف مع التّغييرات والابتكار لتلبية احتياجات وتفضيلات المستخدمين الحديثة، وتقديم قيمة مضافة تجعلها تستمر في النمو والازدهار في عصر التكنولوجيا الرقمية، أو حتى أن تجد حلولاً مبكّرة في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونرى أنّ دمجها بالخدمات الحالية هو العصا السحريّة التي لربما تشكّل طوق نجاتها مستقبلاً.

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *