7 اتّجاهات تعيد تشكيل صناعة الاتصالات

 صناعة الاتصالات تتطور بصورة متسارعة تتغيّر معها قواعد اللّعبة بين مزودي الخدمة والمستهلكين خصوصاً في ظلّ الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها شركات الاتّصالات لتعزيز البنية التّحتية لتقنية الجيل الخامس.

وتتطلّب ثورة الاتصالات هذه تحوّلاً على نطاق واسع تشمل نماذج الأعمال والعمليّات وتجربة العملاء في إطار الإمكانات التي يوفّرها الذّكاء الاصطناعي والواقع المعزّز والافتراضي وغيرها، وهو الأمر الذي يتطلّب كذلك إدارة الموارد البشريّة والمواهب التي يمكنها أن تحقّق هذا التحوّل المطلوب خصوصاً في ظلّ المنافسة الشّديدة في قطاع الاتصالات.

صناعة الاتصالات: طلب متزايد على المواهب

تقنية الجيل الخامس في قطاع الاتصالات
الجيل الخامس

بحسب الدّراسات فإنّ التطوّر الكبير في قطاع الاتصالات سيصاحبه نموّ كبير في الطّلب على المواهب التّقنية حيث تشير الأرقام إلى ارتفاع يتراوح بين 20% و30% بصورة عامّة، فيما تصل نسبة نموّ الطّلب على المهندسين الكهربائيين بصورة خاصّة إلى إلى 24.4% مقارنة بـ 5.9% في القطاعات الأخرى.

بناءً على ذلك، سيتعيّن على شركات الاتصالات نفسها تطوير خطط مستدامة وطويلة الأمد لدعم المواهب ورفدها بالتّقنيات والاتّجاهات الحديثة.

في هذا المجال، تظهر دراسة حديثة أجرتها شركة ماكينزي أنّ المؤسسّات التي تحرص على تطوير خطّة لاستقطاب المواهب تراعي التنوّع والتّكامل إلى التفوق على منافسيها.

من هنا، وفي ظلّ اتّسام المواهب التّقنية في قطاع الاتصالات بقلّة التنوّع مقارنةً بالمواهب الأخرى، من الضّروري أن تُغيّر الشّركات رؤيتها في هذا المجال في ظلّ الاتّجاهات الحديثة التي سترسم ثورة الاتصالات القادمة والمدعومة بتقنيات الجيل الخامس والتّقنيات الحديثة المختلفة على تنوّعها.

إلى أين يمضي قطاع الاتصالات؟

7 اتجاهات تعيد رسم الصّناعة

يفرض التحوّل الرّقمي نفسه بقوّة على مشهد صناعة الاتصالات الذي سيشهد المزيد من التغييرات، الأمر الذي يدفع شركات الاتّصالات لوضع التّقنيات الحديثة في قلب استراتيجياتها في المستقبل القريب وإجراء التّعديلات اللّازمة على أولويّاتها في هذا المجال.

وكما تَقدّم فإنّ إقدام شركات الاتّصالات على تأهيل مواهبها التّقنية واستقطاب المواهب الجديدة بصورة متنوّعة ومتسّقة مع الاتّجاهات العالميّة سيكون البداية المثالية لتحقيق التقدّم في سباق صناعة الاتّصالات مع مراعاة الاتّجاهات المستقبلية السّبعة التّالية:

1- تطوير البنية التّحتية بصورة مستمرّة: مع الوتيرة المتسارعة لتقدّم شبكات الجيل الخامس والاستعداد لاستقبال الجيل السّادس الذي بدأت ملامحه بالفعل بالتشكّل بالإضافة إلى تأثيراته المتوقّعة على الطبّ وتجربة العملاء أوتعزيز تجربة الأفراد الحاليّة في الميتافيرس؛ حيث بدأت المؤتمرات وغرف تبديل الملابس الافتراضية بحجز مكانها كجزء من الواقع.

وفي إطار هذه التطوّرات المتوقّعة، سينمو سوق الاتّصالات ليصل عدد الأجهزة المتّصلة إلى 51.9 مليار جهاز عام 2051 مقارنةً ب 43 مليار جهاز عام 2020؛ لذا يتعيّن على شركات الاتّصالات توسيع شبكتها وتحسين إنتاجيّة البيانات وتقليل زمن الوصول لمواكبة هذه الاتّجاهات المتقدّمة.

كما سيكون على شركات الاتّصالات أن تطوّر من مواهب الفريق العامل على التّقنيات القديمة مثل الجيل الثّاني والثّالث والتي لن تكون مستخدمة.

2- تبّني تقنيات حوسبة الحافّة: مع تقدّم تقنيات الجيل الخامس ودخول الجيل السّادس على الخطّ سينخفض زمن الاستجابة في مقابل ازدياد عرض النّطاق التردّدي ما يستدعي تبّني تقنيات الحوسبة المتطوّرة أو حوسبة الحافّة لمعالجة البيانات في الوقت الفعليّ.

سيسهم ذلك في تطوّر غير مسبوق في مختلف الصّناعات بفضل تطبيق تقنيات الحوسبة الطّرفية على نطاق واسع؛ حيث أظهرت دراسة أجرتها ماكينزي شملت 75 مديراً تنفيذيّاً في مجال الاتّصالات بأنّ نصفهم يسعون إلى تحسين كفاءة الشّبكة وأدائها وتطوير القطاعات المختلفة وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقّق من خلال تقنيات حوسبة الحافّة.

3- الاعتبارات المرافقة للجيل المستقبلي من وسائل النّقل: سيرسي الاتّجاهان السّابقان القواعد للجيل المستقبلي من وسائل النّقل بفضل التقنيات المتّصلة ووسائل النّقل الكهربائيّة ما يسهم في تعزيز كفاءة السّفر وعمليّة نقل البضائع بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة البيئية.

ستسيطر التّقنيات الكهربائيّة والهجينة والهيدروجينية على وسائل النّقل خلال المستقبل القريب الأمر الذي يستدعي كذلك زيادة النّطاق التردّدي للتنقّل خصوصاً في المناطق النّائية، بالإضافة إلى توفير تغطية قوّية خصوصأ في حالات الطّوارئ.

ستكون هناك حاجة للجمع بين الاتّصال الأساسي وتقنيات المركبات وبيانات التنقّل في الوقت الفعلي لدعم حلول متقدّمة، مثل القيادة دون استخدام اليدين وشبكات شحن السّيارات الكهربائية والسّيارات المتّصلة التي تمكّن المركبات من التّواصل مع محيطها.

ستحتاج شركات الاتّصالات إلى تطوير مواهبها لتطوير خوارزميّات الاتّصال في المركبات مع تبّني تقنيات التعلّم الآلي والذّكاء الاصطناعي، فيما ستسهم مهارات هندسة إنترنت الأشياء في التعرّف على الصّوت مع جمع البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي.

4- منهجيّة xRAN: والتي تسهم في تحقيق المرونة بين شركات الاتّصالات ومصّنعي المعدّات وأجهزة البنية التّحتية، مثل الأبراج والهوائيّات والكابلات وغيرها، الأمر الذي يقلّص من الإنفاق التّشغيلي ويسرّع وتيرة نشر خدمات الشّبكة الجديدة ويحفّز المنافسة.

وتسهم الأساليب الجديدة لهذا النّهج في إتاحة الفرصة للتّشغيل السّلس والبيني بين الشّركات والمصّنعين، ما يمكّن الشّركات من اختيار موردّين مختلفين وبالتّالي تقليل المخاطر التي تواجهها شركات الاتّصالات لدى تبّنيها حلولاً جديدة.

وتشير نتائج استطلاع حديث إلى أنّ 67% من المدراء التّنفيذيين الحاليين يخطّطون للاستثمار في أساليب هذا النّهج الجديد.

5- الثّقة والخصوصيّة والهوّية الرّقمية: مع إقدام شركات الاتّصالات على تحليل البيانات في الوقت الفعلي، ستحظى الثّقة والخصوصيّة بأهمّية أكبر حيث سيكون بإمكان الشّركات اكتساب ميزة تنافسية في صناعة الاتصالات من خلال الحصول على ثقة المستخدمين.

6- الذّكاء الاصطناعي: والذي سيحوّل تجربة العملاء بصورة متكاملة من خلال تزويدهم بخدمات ومحتوى مخصّص لاحتياجاتهم بناءً على سلوكيّاتهم وأنماط الاستخدام وغيرها من البيانات المعتمدة على تحليل اتّجاهات سلوك العملاء، كما يمكن للذّكاء الاصطناعي التّوليدي أن يسهم في تطوير المنتجات وتسريع وتيرة الابتكار.

7- التكنولوجيا الكمّية: بحسب الاستطلاع الذي ضمّ المدراء التنفيذيين لمجموعة من شركات الاتّصالات، أشار 52% من المشاركين إلى أنّهم يعتقدون بأنّ التّكنولوجيا الكمّية ستكون بمثابة ميّزة لشركات الاتّصالات في السّنوات الخمس المقبلة.

ستسهم هذه التّكنولوجيا في التّبادل الآمن لمفاتيح التّشفير ومكافحة التّهديدات السّيبرانية المعقّدة فضلاً عن تسريع الاتّصال بصورة كبيرة.

ماذا بعد؟

كي تتمكّن شركات الاتّصالات من تبّني هذه الاتّجاهات ودمجها في استراتيجيّاتهم من الضّروري أن تقوم بوضع خطط طويلة المدى لتطوير المواهب والاحتفاظ بها.

كما ستتاح الفرصة لشركات الاتّصالات لتطبيق عدد من الأساليب ونماذج العمل والتي يجب أن تكون متّسقة مع الرّؤية الكلّية وبالتّالي التّركيز على الاتّجاه المناسب.

على سبيل المثال، في حال كان توجّه الشّركة نحو تعزيز مكانتها في عالم الأعمال سيكون عليها الاستثمار في الحوسبة الطّرفية والتكنولوجيا الكمّية، فيما سيتعيّن على الشّركة التي تبحث عن التميّز في مجال تجربة العملاء أن تركّز على الذكاء الاصطناعي.

عقب تحديد الاتّجاه الذي تريد الشّركة التّركيز عليه ستظهر حاجة لتحديد احتياجاتها من المواهب التي تمتلك المهارات المتوافقة مع هذا الاتّجاه، ومن ثمّ العمل على تطوير المواهب الموجودة من خلال وضع خطّة واضحة للتطوّر الوظيفي أو استقطاب مواهب جديدة وإتاحة الفرص للتعلّم وبناء المهارات وتبادل الخبرات.

ويأتي التطوّر والتقدّم في صناعة الاتصالات جنباً إلى جنب مع التطوّر والابتكار في استقطاب المواهب الأمر الذي يتطلّب معرفة القائمين على التّوظيف في شركات الاتّصالات بأحدث اتّجاهات التّوظيف في المجالات التّقنية.

مصدر المقال: الرابط

 

احصل على إنترنت الجيل الخامس من أمنية سرعة ولا أروع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *