اكتشاف النجم سوبرنوفا: الأردن في الفضاء

اكتشاف النجم سوبرنوفا: الأردن في الفضاء

 

اكتشاف النجم سوبرنوفا وضع الأردن نجمة عالية في السّماء كما أنّه ثمرة لتسعة شهور من الرّصد المستمرّ توّج باكتشاف هذا النّجم المتفجّر في صحراء أبو ظبي.

يطرح اكتشاف النجم سوبرنوفا عدّة أسئلة حول آليّة الرّصد واعتماد الاكتشاف بالإضافة إلى طبيعة هذا النجم وأهمّية هذه الخطوة لعلم الفلك في الأردن فضلاً عن التطوّرات المتوقّعة في مجال علم الفلك بالنّظر إلى التطوّر المتسارع في التّكنولوجيا والذّكاء الاصطناعي.

 

اكتشاف النجم سوبرنوفا ثمرة ل 9 شهور من الرّصد

الذكاء الاصطناعي وعلم الفلك

 عندما بدأ  مدير مركز الفلك الدّولي وعضو الجمعية الفلكية الأردنية المهندس محمد شوكت عودة جهوده الرّصدية في سماء أبو ظبي في 26 تشرين الثّاني/نوفمبر 2022 لم يكن يعرف بأنّه على وشك دخول التّاريخ من بوّابة الفضاء.

المهندس عودة انتظر بصبر العالم وإصرار السّاعي لتحقيق الإنجاز ظهور النّجم المنفجر سوبرنوفا عقب مئات العمليّات اليوميّة من تصوير عدد كبير من المجّرات يصل إلى 90 مجّرة في اليوم الواحد.

على مدار التّسعة شهور الماضية عمل المهندس عودة بجدّ على مقارنة الصّور الجديدة النّاتجة عن عمليّة الرّصد ومقارنتها بالصّور المرجعية القديمة.

وتتمّ العملية من خلال التأكّد من كون أيّ جرم جديد يظهر في الصّور ليس مكتشف سابقاً وهو الأمر الذي تأكّد منه المهندس عودة خلال عمليّة الرّصد التي كان يقوم بها بصورة حثيثة في مرصد الختم الفلكي في أبوظبي في مجرة NGC 1097 ( كالدويل 67).

اكتشاف النجم سوبرنوفا جاء تتويجاً لهذه العمليّات والجهود الدّقية والتي تؤكّد على الإمكانات العربية التي يمكن أن تحقّق إنجازات ممّيزة في مجال عالم الفلك.

في يوم الجمعة الموافق 8 أيلول/سبتمبر 2023 لاحظ القائمون على عمليّة الرّصد وجود نجم لامع جديد داخل المجرّة ذات الرّقم NGC 1097 وهو سوبرنوفا الذي سجّل معه حضور الأردن في المجّرات بقوّة.

تمّ توثيق هذه الظّاهرة من الاتحاد الفلكي الدّولي ومن ثمّ إبلاغ الجمعية الأمريكية لراصدي النّجوم المتغيّرة بوصفها الجهة المعتمدة لإضافة النّجم الجديد إلى كتالوج النّجوم المتغيّرة.

 يمكن تعريف النّجم المتفجّر سوبرنوفا بأنّه مجّرة حلزونية  تقع في الجزء الجنوبي من العنقود المجري الذي يسمّى الكور Fornax.

تنبع أهمّية هذه المجّرة من كونها تبعد مسافة تصل إلى 45 مليون سنة ضوئية أيّ ما يعادل 425 مليون تريليون كيلو متر عن الأرض وتحتوي على ثقب أسود ذي كتلة كبيرة تفوق كتلة الشّمس بأكثر من 140 مليون مرّة.

يمكن لهذا الثّقب ابتلاع المادّة المحيطة حوله بصورة تدريجية، ومنذ اكتشاف نجم سوبرنوفا ضمن هذه المجّرة والذي أعطي الرّمز  SN 2023rve انتشر الزّخم حول العالم.

فقد قام الفلكي كلاوديو بالكون في إيطاليا عقب الإعلان عن الاكتشاف بيوم واحد برصد وتحليل الأطياف لهذا النجم مؤكّداً بأنّه من  النّوع الثاني.

ويعني ذلك بأنّ سوبرنوفا هو نجم كبير الكتلة حيث إنّه أكبر من الشمس بحوالي 8 مرات، وفي هذه الحالة يتحوّل هذا النجم إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني.

في الأردنّ قام عضو الجمعية الفلكية الأردنية ومركز الفلك الدولي أنس صوالحة برصد هذا النجم المتفجّر SN 2023rve من سماء الأردن بعد اكتشافه.

الذكاء الاصطناعي وعلم الفلك

الذكاء الاصطناعي والفضاء

 يعدّ استخدام الذّكاء الاصطناعي في علم الفلك قديماً حيث استخدمت لأوّل مرّة عام 1990 تقنية الشّبكة العصبية الاصطناعية التي تسهم في دراسة أشكال المجّرات من قبل علماء الفلك في جامعة أريزونا الأمريكيّة.

ومع التطوّر المتسارع لتقنية الذّكاء الاصطناعي خصوصاً مع تمكّن العلماء في شهر نيسان\أبريل الماضي من تحسين ثورة الثّقب الأسود الموجودة في درب التبّانة بما أوضح الخصائص الحرارية والحافات المظلّلة التي تنحني بالقرب منها أشّعة الضّوء في الكون سيكون علم الفلك على موعد مع قفزات ثوريّة وغير مسبوقة.

تسهم خوارزميّات الذّكاء الاصطناعي في تمكين علماء الفلك من تحليل البيانات الضّخمة وبالتّالي اكتشاف حقائق مثيرة عن الكون.

وأسهم تطوّر التلسكوبات على مدار القرون الماضية وصولاً إلى الأجهزة الحالية المتقدّمة جدّاً في تمكين العلماء والرّاصدين من اكتشاف عدد لا يحصى من المجّرات بعد أن كان الاعتقاد السّائد بأنّ الكون مليء بالنّجوم والغبار فقط.

وتسهم أدوات الذّكاء الاصطناعي كذلك في التعرّف على أنماط المجّرات وبدقّة قد تصل إلى 98% فضلاً عن الإسهام في إثبات الكثير من النّظريات وتحويلها إلى حقائق عن الكون والفضاء.

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *