نظرة على أهمّ مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي

سجّل عام 1953 ظهور الذّكاء الاصطناعي لأوّل مرّة إلّا أنّه لم يكن على المستوى نفسه من التقدّم الذي نشهده اليوم، وعلى الرّغم من ذلك لا تزال مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي تلقي بظلالها على نظرة المستخدمين والخبراء له.

سبعون عاماً مرّت اكتسب خلالها الذّكاء الاصطناعي زخماً متزايداً خصوصاً مع ظهور شات جي بي تي خلال السّنوات القليلة الماضية ومن ثمّ الذّكاء الاصطناعي التّوليدي، ما شكّل بالفعل ثورة حقيقية على جميع المستويات خصوصاً في ظلّ إسهامه في تغيير مفهوم العمل في مختلف القطاعات والمجالات.

بناء على كلّ ذلك يبدو أنّ هناك حاجة لتصحيح معلومات خاطئة بالذكاء الاصطناعي ليتمّ التّعامل معه وتوظيفه بصورة سليمة.

هل ساهم الذكاء الاصطناعي في نشر الأخبار الكاذبة؟ اقرأ أكثر

المعرفة قوّة!

مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي

لماذا يجب تصحيح مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي؟

أصبح الذّكاء الاصطناعي التّوليدي الأسرع نموّاً، إلّا أنّ مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي لا تزال جزءاً من نظرة المستخدم لهذه التقنيات الحديثة، فما هي أبرز هذه المفاهيم وما هي المعلومات الأكثر دقّة حولها؟

فيما يلي أكثر معلومات خاطئة بالذكاء الاصطناعي تداولاً وما يقابلها من تصحيح:

  1. الذّكاء الاصطناعي يماثل الذّكاء البشري

يتيح الذّكاء البشري للإنسان التعلّم والتّواصل والفهم والتّعاطف واتّخاذ القرارات، وفي المقابل فإنّ الذّكاء الاصطناعي هو محاولة لمحاكاة الذّكاء البشري وإنشاء نتائج مماثلة باستخدام آلة عن طريق مفهوم التعلّم الآلي.

يعمل الخبراء على تطوير التعلّم الآلي بصورة مستمرّة كي يكون الذّكاء الاصطناعي قادراً على التّرجمة أو قيادة السّيارة أو التعرّف على الصّور وغيرها من المهام البشرية، إلّا أنّ ذلك لا يجعل الذّكاء الاصطناعي مساوياً بالضّرورة للذّكاء البشري؛ حيث إنّ الآلة تقوم بما تدربّت عليه فقط.

تعرف على أول ذكاء اصطناعي أردني

  1. الذّكاء الاصطناعي سيكون سبباً في فقدان الوظائف

في الوقت الذي يرى فيه خبراء في الاقتصاد بأنّ 44% من مهارات العمّال بالإضافة إلى أكثر من 300 مليون شخص حول العالم سيفقدون وظائفهم خلال السنوات الخمس المقبلة لصالح الذّكاء الاصطناعي، يبدو أنّ ذلك يندرج ضمن معلومات خاطئة بالذكاء الاصطناعي.

في مقابل ذلك، يرى الخبراء بأنّ الذّكاء الاصطناعي سيفتح أبواباً وآفاقاً جديدة من الإمكانات للموظّفين ما يعني نجاحهم بصورة أكبر.

وتشمل هذه الإمكانات تحسين النّتائج الطبّية وتعزيز قطاعات التّعليم وتحليل البيانات وحلّ الجرائم، ما يعني مجموعة جديدة كلّياً من الخدمات والوظائف قد تصل إلى 97 مليون وظيفة جديدة.

اقرأ أكثر عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف على مدونة أمنية 8log

  1. تطبيق الذّكاء الاصطناعي يحتاج إلى تكلفة عالية وصعب التّنفيذ

يعدّ ذلك ضمن مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي فربّما كانت الشّركات الكبيرة الأكثر قدرة على إطلاق بحوث لتطوير نماذج اللغة في شات جي بي تي، إلّا أنّ التطوّر في هذه التّقنيات جعل إمكانية قيام المؤسّسات بتطوير النّماذج الخاصّة بها أكثر سهولة وأقلّ تكلفة والأهمّ أكثر تخصّصاً حسب احتياجاتها.

  1. الذّكاء الاصطناعي محايد

بالنّظر إلى أنّ الذّكاء الاصطناعي يعمل بصورة أساسية من خلال الآلات، يفترض المستخدمون بأنّ النّتائج الصّادرة عنه ستكون محايدة وغير متحيّزة.

لا يعدّ ذلك صحيحاً لأنّ البشر هم من قاموا بتدريب هذه الآلات في المقام الأوّل، أي أنّ المدخلات في الأساس بشرية الأمر الذي ينفي كون نتائجها محايدة وغير متحيّزة.

ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام؟ اقرأ أكثر

  1. الذكاء الاصطناعي سيسطر على العالم

على خلاف ما روجّت له أفلام الخيال العلمي وغيرها من المعتقدات السّائدة حول قدرة الذّكاء الاصطناعي على السّيطرة على العالم، فإنّ ذلك مرّة أخرى يندرج تحت مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي.

الحقيقة التي لا تندرج ضمن معلومات خاطئة بالذكاء الاصطناعي هو أنّ هذه التقنية لن تستطيع تجاوز ما حدّده البشر لها للقيام به، وبالتّالي فإنّ البشر هم من سيحدّدون المدى الذي يمكن أن يصل له الذّكاء الاصطناعي.

حقيقة واحدة راسخة!

بناء على كلّ ذلك، فإنّ الحقيقة الأكثر أهمّية هي أنّ تقنيات الذّكاء الاصطناعي تتطوّر بصورة مستمرّة، إلّا أنّ البشر هم العامل الرّئيس في تحديد الشّكل والطّريقة التي تتطوّر بها هذه التّكنولوجيا.

من هنا سيكون علينا كبشر أن نمتلك رؤية واضحة لما نريد من هذه التّقنيات القيام به وتوظيفها لتكون عاملاً مساعداً لتحقيق المزيد من الإنجازات وخلق المزيد من الوظائف، بالإضافة إلى تطوّر القطاعات المختلفة.

تعرّف على الحلول التقنية الذكية التي تقدمها شركة أمنية من خلال متجرها الإلكتروني!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *