هل تساءلت يوماً، كيف ترى الحيوانات؟

العلم يجيب ….

عالم واسع وممتدّ، تظلّ خفاياه تثير فينا الفضول، كيف، أين، ومتى. ونستمر في البحث كمعمّرين لهذا الكوكب، والأرقى على “السلّم العقلي”، ولنجيب عن كلّ سؤال يدور في خلدنا حول كلّ ما يتعلّق بالمخلوقات أو التّضاريس والظواهر المتنوّعة؛ نحتاج إلى المئات، ولربمّا آلاف السنين، أو حتى أكثر!

قد يلاقي الموضوع الذي نطرحه اليوم بين أيديكم إعجاب البعض، ويشبع فضولهم، ولربمّا ينتقده آخرون، ولكن في المحصّلة، نحاول أن نرضي كافّة الأذواق، وأن نطرح المواضيع التي تحظى “بالتريند” العالمي، حتى ولو من قبيل المعلومة، وزيادة الثّقافة والمعرفة.

آخر ما توصّل إليه العلم للإجابة

 كيف ترانا الحيوانات

كنتيجة لتعاون علميّ مختص، وضمن العديد من المواضيع العلمية، ومنها موضوع مقالتنا “كيف ترانا الحيوانات“؛ توصّل فريق بحثيّ من جامعة ساسكس في المملكة المتحدة ومختبر هانلي كولور في جامعة ماسون الأميركية، إلى تطوير نظام تصوير جديد يمكّن من رؤية العالم كما تراه الحيوانات، أو لتقديم جواب حول كيف ترانا الحيوانات، حيث يستخدم هذا النظام عدسة الكاميرا لالتقاط المشاهد بالألوان التي تراها الحيوانات خلال حركتها بدقة تصل إلى 90%، وبهذه النتيجة، يأمل العلماء أن يُسهم هذا الاكتشاف في تعزيز فهمهم للتجارب البصرية لمختلف الكائنات الحية والاستفادة منها علمياً وطبياً.

كيف ترانا الكلاب وكيف ترانا القطط

لعلّ أكثر الحيوانات التي تثير الأسئلة والفضول، حول أسلوب تفكيرها، تواصلها، وحتى رؤيتها، هي الكلاب والقطط، فهي من أكثر الحيوانات مصاحبةً للبشر، خصوصاً ضمن المدن والمناطق المأهولة بكثرة، والتي لا تتواجد فيها المواشي أو الأحصنة وغيرها. والتساؤلات المطروحة في العنوان، “كيف ترانا الحيوانات” تساعد أصحاب هذه الحيوانات في التعرّف أكثر عليها، ولكيفية التعامل معها، وحتى إدراك نواحٍ أكثر من “شخصيتها” الخاصّة.

وبحسب مقال نشر على موقع الجزيرة نت، فإنّ تطوّر نظام التصوير الجديد يفتح أبواب فهم أعمق لحياة الحيوانات وسلوكيّاتها في بيئتها الطبيعية. فهو يمكّن الباحثين من استكشاف التفاصيل الحياتية، وأساليب التواصل، ونمط التنقل للكائنات الحية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في فهمنا لعالمهم المعقّد والملوّن بشكل مختلف.

وعلى الرّغم من أنّ الصور الملوّنة، المحسّنة والمعدّلة قادرة على تقديم جزء من محتوى “كيف ترانا الحيوانات“، إلا أن الطرق التقليدية مثل قياس الطيف الضوئي تستهلك وقتاً كبيراً وتتطلب إضاءة محددة، وتفتقر إلى القدرة على التقاط الأجسام المتحرّكة في الوقت الفعلي.

كيف ترانا الحيوانات برمجيّاً!

للتخلص من هذه الصعوبات، قام الفريق البحثيّ بتطوير جهاز تصوير حديث بتقنية برمجيّة متطورة، حتى يتمكّنوا من تصوير الأشياء المتحركة من زاوية الرؤية الحيوانية. يعتمد هذا الجهاز على إمكانيات التسجيل المتعددة في وقت واحد، والتي تشمل 4 قنوات مختلفة: الأزرق، والأخضر، والأحمر، والأشعة فوق البنفسجية، مما يسمح بتسجيل الّلقطات بألوان دقيقة ومتنوعة تماماً كما تراها الحيوانات.

وبفضل الوحدات الإدراكيّة، يتسنّى للباحثين معالجة هذه البيانات بشكل فعّال، مما يمكّنهم من إنتاج مقاطع فيديو دقيقة تحاكي القدرة البصرية للحيوانات، استناداً إلى المعرفة المتاحة حول استقبال الضوء في عيونها. هذا التّقدم ليس فقط يسهم في توفير طريقة فعالة وموثوقة لاستكشاف عالم الحيوانات ويجيب على “كيف ترانا الحيوانات“، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة للبحث والتطبيقات في مجالات مثل علم الحيوان والبيئة وعلم النفس الحيواني.

لماذا كلّ هذه الجلبة حول “كيف ترانا الحيوانات“؟

حتّى أصحاب “الحيوانات”، لربما سيتساءلون، لماذا كلّ هذه الجهود؟ فالموضوع أبسط من ذلك في نظر الكثيرين، إلّا أنّه وبحسب الباحثين يعدّ النظام الجديد للتصوير “فتحاً جديداً” لمجال البحث، حيث يتيح للعلماء فرصة استكشاف أعمق في عالم الحيوانات وتفاعلها مع البيئة المحيطة بها، الأمر الذي يساعدهم في تطوير مجال تربية الحيوانات ومنها التي تخدم الاستهلاك البشري. بالإضافة إلى ذلك، يمكّن هذا النظام المبتكر صناع الأفلام من خلق صور ديناميكية ودقيقة تعكس كيفية رؤية الحيوانات للعالم من حولها، مما يفتح أفاقاً جديدة للإبداع في صناعة السينما والتصوير الفوتوغرافي.

يتوفر هذا النظام الجديد للتصوير للاستخدام التجاري، مما يتيح للباحثين والمهتمين الآخرين الاستفادة من التكنولوجيا والبناء عليها في المستقبل، مما يساعد في تطوير المزيد من الابتكارات والتطبيقات الفعالة في مجالات متعددة.

ختاماً، هو موضوع علميّ واجب الطّرح، وسواء كنت مهتمّاً بمعرفة “كيف ترانا الحيوانات” أم لا، هناك فئة كبيرة من المصوّرين، والمطوّرين وصنّاع السينما، لا يزالون في انتظار كلّ إنجازٍ مهما كان صغيراً، يساعدهم على الابتكار أكثر، وللتفكير والتطبيق خارج الصندوق، وآخرين يعتبرون حيواناتهم جزء هام من حياتهم، ويهمّهم معرفة أبسط المعلومات حولها!

أخبرنا عزيزي القارىء، هل أنت من فئة المقلّلين من الجهود العلمية في مثل هكذا مجال؟ أم أنّك تشجّع على الابتكار والبحث والتدقيق مهما كان الموضوع في نظر البعض “غير ذي أهميّة”؟ رأيك يهمّنا.

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *