شريحة إيلون ماسك.. تعود إليكم من جديد!

لكلّ متابع، لربّما ستقول بأنّ الموضوع قديم، ولماذا يعاد طرحه في كل مرّة! أو لربما توجّه انتقاداً لنا هنا أو لغيرنا من المدوّنات والمواقع التي تقدّم مواضيع متنوعة وتقنيّة، ولكن، حالما تُكمل قراءة المقال، وبفقراته الأولى، ستدرك أنّ أساس الجدل الذي وقعنا به هو الشخصية الأكثر جدلاً “إيلون ماسك”، فهو الذي يعيد طرح فكرة شريحة ايلون ماسك، وأخبارها معه لا تنتهي

هنا، نبدأ بآخر خبر حول شريحة الدماغ البشري، ثم نعود معاً لنذكرك بتاريخ الحكاية، حتى يكون الموضوع كاملاً ومحكماً.

آخر أخبار شريحة إيلون ماسك!

شريحة الدماغ البشري

أعلن “ماسك” الرئيس التنفيذي لشركة نيورالينك عن نجاح أول عملية زراعة لشريحة دماغية “للإنسان”، وأن المتبرع تعافى تماماً من أيّة آثار للعملية، وأصبح الآن قادراً على التحكم بفأرة الكمبيوتر من خلال تفكيره فقط، ودون استخدام يده!

وبعد نجاح زرع الشريحة الأولى من نوع Telepathy أو التخاطر في دماغ بشري، ونجاح تحكم “المريض” بفأرة الكمبيوتر مباشرة من دماغه دون استخدام أطرافه، أشار “ماسك” إلى أنّ الأولوية في “العمليات الأولى” ستكون لأولئك الفاقدين لأطرافهم!

وبحسب القائمين على الشركة، فإنّه لدى “ماسك” الكثير من الخطط القادمة بخصوص نيورالينك، حيث صرّح بأن الشركة ستسهّل الجراحات السريعة، لتصبح أمراً عادياً، لغرس الشرائح لعلاج حالات؛ منها السمنة الحادّة، والتوحّد والاكتئاب وانفصام الشخصية، والكثير من الأمراض المتعلّقة بالأعصاب وأوامر الدّماغ.

وهنا، انتهى الخبر الأخير الذي ارتأينا أن نضعه بين يديك عزيزي القارىء. والآن، سنعود شيئاً فشيئاً للإحاطة بالموضوع، وسنختصره “قدر الإمكان” على الرّغم من الكمّ الهائل من المعلومات التي تدور حوله.

بداية الحكاية

لطالما كان الخوض في موضوع الدّماغ البشري معقّداً، سواء بدراسته، إدراك مدى قوّته وتأثيره وما يمكن أن يصل إليه العلم في هذا المجال. من هنا، بدأت قصّة أخرى قبل عدّة سنوات، وبطلها “إيلون ماسك” مالك ومدير عام العديد من الشركات المختصّة بالعلوم والأبحاث، الاتصالات والتواصل مثل منصة X “تويتر سابقاً”، ونيورالينك للأبحاث العلميّة والطبّية وغيرها.

 شريحة إيلون ماسك بين واقعٍ وخيال

عندما كان “إيلون ماسك” في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونيّة، تطرّق إلى نيّته زرع شريحة في الدماغ البشري، وفاجأ المذيعة التي تحاوره بقوله “لربما أكون قد زرعتها في دماغي شخصياً، وأنت لم تدركي ذلك، وكذلك المشاهدين” هنا، انطلقت الكثير من الإشاعات والمقولات حول مدى جديّته في ذلك، وأين وصل في هذا “المشوار” المثير حقاً للاستغراب. وحرصاً على بقائه في دائرة الضوء، لا يتأخر “ماسك” عن إعادة طرح الموضوع وتجديد القيل والقال، شهراً بعد شهر، وعاماً بعد آخر.

* يمكنكم العودة إلى تغطيتنا المسبقة للموضوع من هنا.

مؤخراً، وبعد الإفصاح عن تفاصيل زرع شريحة في الدماغ البشري بحسب مقال نشر على موقع “الجزيرة نت“؛ تبيّن أنها ستتم عبر الخطوات التالية:

خطوات زرع شريحة في الدماغ البشري:

  • عمل ثقب بقطر 2 ملم في جمجمة “المريض” أو المتبرع.
  • توصيل الأقطاب الكهربائية بالدماغ.
  • إطلاق مجموعة أسلاك “مايكرو” متناهية الصّغر إلى الدماغ.
  • البدء بعمل الشريحة في تسجيل البيانات ونقلها لاسلكياً إلى أجهزة الاستقبال الخارجية.

رد شريحة إيلون ماسك على الذكاء الاصطناعي

وكما صرّح “ماسك” في غير مناسبة؛ فإن زرع شريحة في الدماغ تأتي كإحدى خطوات الرّد البشري على الذكاء الاصطناعي، الذي حذر كثيراً من تطوّره الهائل، ومدى خطورته على البشر، حيث أنّه صرّح برغبته الجمع بين الإنسان والآلة، وبدايتها تصميم روبوت يمكنه زرع الشريحة تلقائياً عبر إبرة صلبة تتعامل مع الأسلاك الخارجة من الشريحة، تسهيلاً للعملية، واستغلالاً “للسلاح” الذي حذر منه، والمتمثل في الذكاء الاصطناعي.

تجارب مسبقة “غير بشرية” على شريحة إيلون ماسك

التجارب الأولية على شريحة إيلون ماسك تم تطبيقها على أنثى خنزير، حيث نجحت الشّريحة بعد زراعتها بالتنبّؤ بمواضع الخطوات بدقّة للحيوان عندما جعله “الأطباء” يستخدم جهاز المشي، وتمّ تسجيل كافة الأنشطة العصبيّة للجوع والتّصرفات الأخرى “الفطريّة”.

التّجربة الأخرى على الحيوانات كانت أكثر دهشة، حيث تمّت زراعة شريحة إيلون ماسك في دماغ قرد يدعى “بيجر”، والذي تمكّن من التحكّم بلعبة فيديو بدماغه، دون استخدام أيّة أداة تحكم، الأمر الذي فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول الجدوى الحقيقية لزراعتها للبشر. “هذه التجربة ذاتها التي نجحت في الخبر الأخير الذي ذكرناه بداية المقال”.

تفاؤل بالنّتائج وإخلاف بالمواعيد

على الرغم من أن النتائج التي أعلنت عنها شركة “نيورالينك” التابعة لماسك، والحماس الذي أثارته في الأوساط العلمية، إلا أنها أخلفت العديد من المواعيد، انطلاقاً  من موعد التجربة الحقيقية والعلنية على البشر، والتي تأخرت في أكثر من مناسبة، وبأعوام عديدة! الأمر الذي دفع المتابعين إلى التشكيك بمدى أمن ونسبة نجاح التجربة على أرض الواقع، وهل تصل النتائج إلى المستوى الذي أعلنت عنه الشركة حقاً؟ وذلك بالطبع قبل نجاح العملية على الدماغ البشري “بحسب ما صرّحت الشركة”.

ما القادم؟

الشرائح الدماغية ليست حكراً على نيورالينك، حيث أن عشرات الشركات حول العالم تعمل على ذات المبدأ، وتحاول تطوير “علاقة” حقيقية بين الدماغ وأجهزة الكمبيوتر، ومنها شركات صينية وأمريكية كبرى، إلا أنّ ما يجعل شريحة إيلون ماسك هي الأكثر شهرة، لربما إجادته “الثرثرة الهادفة” وظهوره الإعلامي الدائم.

التطورات متتابعة بالمجال، وهناك الكثيرون في انتظار النتائج الحقيقيّة، مثل فاقدي البصر، الذين وعدهم “ماسك” بأن الشريحة ستعيده إليهم، حتى وإن ولدوا كذلك، إلى جانب الأمراض السمعيّة والنطقيّة، وحتى الشّلل الحركي.

المستقبل بالاستناد إلى تصريحات الشّركات المطوّرة واعد جداً، ولكن، هل سيكون كل ذلك “العسل” دون ثمن؟ أو بالأحرى، هل نحن مستعدّون لدفع الثمن؟ وهل سيكون باهظاً؟ التطوّر متسارع، والأيام تمضي سريعةً أيضاً، وبما أن غداً لناظره قريب، سيكون الجواب على تساؤلاتنا على “مرمى عصى” من لحظة كتابة هذا المقال!

يمكنكم أيضاً معرفة المزيد حول الأمراض التي يطمح “ماسك” لعلاجها عن طريق زرع شريحة في الدماغ البشري، من هنا.

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *