لمعرفة كيفية عمل الذكاء الاصطناعي!

إيلون ماسك يُطلق برنامج “غروك” كمصدر مفتوح للمطوّرين حول العالم

جدل جديد يثيره إيلون ماسك، الشخصية المؤسّسة والمبدعة وراء شركات التكنولوجيا الرائدة مثل “تيسلا” و”سبيس إكس”، حيث قام بخطوة وصفت بأنّها “الأكثر جرأة وتحدّياً” بمجال تطوير الذّكاء الاصطناعي، عبر إعلانه عن قرار شركته “إكس إيه آي” بتحويل برنامجها “غروك” إلى مصدر مفتوح للعامة وللمطوّرين من جميع أنحاء العالم، ليتمكّنوا من التّعرف على أساليب الذكاء الاصطناعي، وكيفية عمل الذكاء الاصطناعي. وإلى جانب أنّ هذا القرار يعتبر تحولاً استراتيجياً في عالم التكنولوجيا، فيعتبر كذلك إشارة قويّة إلى رغبة ماسك في تعزيز التعاون والشفافية في المجتمع التكنولوجي.

غروك: روبوت المحادَثة الذّكي

تقنيات التكنولوجيا المالية والقطاع الخيري

“غروك”، الذي طورته شركة “إكس إيه آي”، ليس مجرد برنامج للدردشة، بل هو روبوت محادثة ذكيّ يعتمد على تقنيات الذّكاء الاصطناعي للتّفاعل مع المستخدمين بشكل طبيعيّ، ويبني معرفته على “تراكم الخبرات” وتحليل البيانات الفوري، وبالتّالي الاستجابة المباشرة بناء على ذلك. وبفتح مصدر البرنامج، يتيح ماسك الفرصة للمطوّرين لاستكشاف وتطوير البرنامج بشكل أوسع والتّعرف على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من توافره وتطوّره لجميع الأفراد ومن أيّ مكان على المستوى العالمي.

التّحديات القانونية والتوتر المتزايد

مع إعلان ماسك، ووفقاً لما نشره موقع الجزيرة نت تواجه شركة “أوبن إيه آي” بالمقابل تحدّيات قانونيّة جديدة، حيث يتهمها ماسك بانتهاك عقد التّأسيس وعدم الامتثال لمبادئ الشّفافية الذي تم إدراجه منذ البدايات لانطلاقتها. الخلاف يأتي في ظلّ تطوّر الشّركة من منظّمة غير ربحيّة إلى شركة تجارية تظهر غاياتها واضحة للعلن، ويلقي هذا الصراع الضوء على توتّرات في العلاقات بين المؤسّسين السّابقين ويؤكد الأهمّية المتزايدة للشّفافية والمصداقيّة في مجال التكنولوجيا.

مخالفات “أوبن إيه آي” من وجهة نظر قانونية

منذ تأسيسها؛ أعلنت “أوبن إيه آي” عن أنها “غير ربحيّة”، وتهدف بكل أنشطتها إلى العمل من أجل “خير البشرية” وعلى برامج للذكاء الاصطناعي “مفتوحة المصدر” المتاحة والقابلة للتعديل والاستخدام وإعادة التوزيع، إلّا أنّها خالفت هذا الإعلان، ولم تنشر الكود الخاص بأحدث نسخةٍ من برنامجها “جي بي تي 4”. واعتبر المحامون القانونيون لماسك أنّ العقد التأسيسي بات موضع شكّ، وأنّ الشركة تحوّلت إلى جهة ربحيّة بالكامل، ممّا قد يحوّل غاياتها لتصبح “كارثية على البشرية”.

مستقبل التكنولوجيا مفتوحة المصدر

يعتبر مراقبون أنّ تحويل “غروك” إلى مصدر مفتوح يشير إلى تطوّر مستقبلي للتكنولوجيا، حيث يمكن للمطورين والمهتمين المشاركة في تطوير البرنامج وتحسينه والاطّلاع الدقيق على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج مشابهة بآليات متعدّدة الغايات تخدم البشرية. هذا النّهج يعزّز التّعاون ويساهم في تقديم التّكنولوجيا بشكل أكثر شمولاً وفعاليّة.

حقيقةً، يمكننا القول أنّ تحول “غروك” إلى مصدر مفتوح يمثّل نقطة تحوّل مهمّة في مجال التكنولوجيا، حيث يرمز إلى تطوّر نحو الشّفافية والتّعاون في مجتمع التكنولوجيا العالمي من كافة الأقطار، فيمكن أن يستفيد مبرمج من في “الهند” من الكودات البرمجية ويختصر الطريق لتطوير برمجيات تخدم مجتمعه، ويمكن لعربي من أيّ بلداننا الشقيقة أن يطّلع بسهولة على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي وينهض بهذا المجال ببلده، وحتّى في مجتمعات المطورين في روسيا والصين أو أي مكان في العالم، هو حقّاً مثال على التّعاون الإنساني الكامل.

أمّا عن التحديات القانونية المتزايدة والتّوترات المستمرة، يظلّ من الضروري أن يتعامل القادة في هذا المجال بحكمة لتحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤوليّة، ولربما يثبتوا أنّ “المجتمع التّقني” أكثر إنسانية على الأقل من المجتمع “السياسي”، ولا نبالغ بأن نقول “المجتمع الدّولي” ككل.

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *