موسيقى بالذكاء الاصطناعي: كيف ستتغيّر الصّناعة؟

موسيقى بالذكاء الاصطناعي لم تعد مجرّد مرادفاً لتطبيقات قادرة على إنتاج مقاطع موسيقيّة مختلفة أو المساعدة في جانب من جوانب الصّناعة بل أصبحت واقعاً جديداً يمكن من خلاله إنتاج أغاني وألبومات كاملة دون الحاجة لوجود المطرب الأصلي.

أصبح من الممكن الآن أيضاً كتابة أغنية بالذكاء الاصطناعي أو تلحين كلمات بالذكاء الاصطناعي فيما يبدو أنّه إعادة تشكيل لصناعة الموسيقى حيث يمكن أن تكون موسيقى بالذكاء الاصطناعي مختلفة واستثنائية إلا أنّها في الوقت نفسه قد تفتقر إلى الرّوح والعاطفة والمشاعر الإنسانيّة التي تثيرها الموسيقى الأصلية.

ومع انطلاقة النّسخة 37 من مهرجان جرش للثّقافة والفنون كواحد من أبرز المحافل الموسيقيّة في الأردن يبرز هذا الموضوع على السّطح ليتمحور السّؤال حول إمكانية حلول موسيقى بالذكاء الاصطناعي مكان الموسيقى بصورتها التّقليدية.

تلحين الكلمات بالذكاء الاصطناعي

موسيقى بالذكاء الاصطناعي: مزايا ومحاذير

تمّ الإعلان مؤخّراً عن عدد كبير من المحاولات الموسيقيّة لإنتاج أغاني أو إعادة إنتاج أغاني بأصوات مطربين آخرين أو بطرق جديدة وانتشرت هذه المحاولات انتشار النّار في الهشيم.

وقام الموسيقي النّيجيري إكليبس نكاسي باستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي لإطلاق ألبوم كامل جمع أغانيه من موسيقى الأفروبيت النّيجيرية في الاستوديو الخاصّ به.

وعلى الرّغم من اعتقاده في البداية بأنّ هذه التّقنيات تشكّل تهديداً لمسيرته إلا أنّه قرّر أن يحوّل هذه الأدوات إلى فرص لتعزيز مسيرته المهنية.

ففي الوقت الذي كان تأليف الأغاني والاستعانة بالموسيقيين والتّسجيل في الاستوديو التّقليدي وصولاً إلى طرح الألبوم يتطلّب آلاف الدّولارات ويستغرق أكثر من 3 شهور، فإنّ كتابة أغنية بالذكاء الاصطناعي أو تلحين كلمات بالذكاء الاصطناعي لا تستغرق سوى ثلاثة أيّام ولا تكلّف أكثر من 500 دولار ما قد يفتح آفاقاً جديدة أمام العاملين في مهنة الموسيقى.

كما تتمثّل الجوانب الإيجابية الأخرى لإنتاج موسيقى بالذكاء الاصطناعي في قدرتها على إنتاج موسيقى إبداعية ومبتكرة تضفي نكهة جديدة على الموسيقى التّقليدية الأمر الذي قد يمنح الصّناعة حيويّة.

وتأتي حقوق النّشر وحقوق الملكية الفكرية كواحدة من أبرز المخاوف المرتبطة بإنتاج موسيقى بالذكاء الاصطناعي خصوصاً في ظلّ قدرة التّطبيقات الجديدة على إنتاج أصوات مشابهة لأصوات المطربين الموجودة بالفعل أو تغيير طبيعة الأغاني الموجودة أو إزالة بعض المقاطع أو المؤثّرات.

بناء على ذلك، يدعو الخبراء إلى وجود تشريعات تحظر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي قد تغيّر من طبيعة الأغاني أو أصوات المطربين أو ألحانهم دون الحصول على إذنهم المسبق.

مهرجان جرش

انطلاقة مهرجان جرش: الأنغام الموسيقيّة تتلألأ في سماء جرش

بالحديث عن الموسيقى في زمن الذّكاء الاصطناعي تأتي المناسبات الموسيقية العريقة مثل مهرجان جرش للثقافة والفنون بنسخته ال37 والذي انطلق في 26 تمّوز الماضي كتأكيد على مكانة المناسبات الموسيقيّة بصورتها التّقليدية بين محبّي الفنّ.

ففي الوقت الذي تبرز فيه الأسئلة حول مدى تهديد إمكانية إنتاج موسيقى بالذكّاء الاصطناعي لصناعة الموسيقى كما نعرفها، يضيء مهرجان موسيقي هامّ حفر اسمه كمناسبة وطنيّة عريقة شعلته باهتمام جماهيري معتاد وبمشاركة فنّية عربية واسعة.

واستمرّ المهرجان حتى 5 آب حيث احتضنته مسارح المدينة الأثرية في تناغم حقيقي بين التّاريخ والمستقبل حيث تضمّن المهرجان الذي انطلق لأوّل مرّة عام 1981 عرض مجموعة من المسرحيات والأفلام السينمائية إضافة إلى أمسيات شعرية وندوات فكرية وأنشطة ترفيهية في شارع الأعمدة وكرنفال للأسرة والطفل بساحة مسرح الصّوت والضوء وذلك بالإضافة إلى الحفلات الغنائيّة التي شارك بها مغنّون عرب ممّيزون.

ويشكّل المهرجان الذي عقد تحت شعار "ويستمرّ الفرح" فرصة للاحتفال على الصّعيد الوطني والاحتفاء بالموسيقى والفنون بأشكالها المختلفة حيث ينتظره الأردنيّون عاماً بعد عام.

وعلى الرّغم من الآفاق التي قد ترتبط بانتشار تطبيقات الذّكاء الاصطناعي للملّحنين والمغنّين مثل تطبيق Audio Craft الذي أطلقته ميتا مؤخّراً من خلال تحليلها للأنماط الموسيقيّة المختلفة وإنشاء توليفات موسيقيّة جديدة إلا أنّ الموسيقى بصورتها التّقليدية لن تفقد بريقها ليكون التّعاون بين الإنسان والذّكاء الاصطناعي السّبيل الأبرز لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التّطبيقات.

استمع إلى أغانيك المفضلة دون تحميل مع أسرع  إنترنت من أمنية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *