ما أهمية اليوم العالمي للأرض؟
تدقّ النّسب المتعلّقة بالتلّوث البيئي والمخاطر البيئيّة وأثرها على صحّة البشر ناقوس الخطر، فبحسب آخر الإحصاءات فإنّ 25% من الوفيات في العالم ناجمة عن عوامل خطر بيئيّة، ما يتطلّب تدخّلاً عاجلاً ومبادرات فاعلة على غرار اليوم العالمي للأرض الّذي يعقد هذا العام تحت عنوان "الاستثمار في كوكبنا".
يهدف اليوم الدولي للأرض إلى رفع وزيادة الوعي للحفاظ على البيئة والحدّ من التلوّث بالإضافة إلى تسليط بقعة ضوء كبيرة على المشكلات البيئيّة الّتي تعاني منها الكرة الأرضية حيث تشارك 193 دولة في الاحتفالات والمبادرات المختلفة الهادفة لتعزيز الأصوات المطالبة بحماية كوكبنا وتوفير بيئة صحّية آمنة وعادلة ومستقرّة.
اليوم العالمي للأرض: لنستثمر في كوكبنا
يحتفل العالم بذكرى يوم الأرض في 22 نيسان/أبريل من كلّ عام، وكانت الاحتفالات بهذا اليوم انطلقت منذ عام 1970 عقب قيام السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون بزيارة سانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا عام 1969 ورؤية كمّيات النفط الكبيرة الّتي تلوّث مياه المحيط الهادي بالقرب من السّواحل الأمريكية لمسافة عدّة أميال حيث شكّل ذلك خطراً على البيئة وهدّد حياة الأسماك والطّيور والأحياء المائية.
سارع السّيناتور نيلسون بدعوة المهتمّين بالشّأن البيئي لعرض قانون يخصّص يوم 22 نيسان/أبريل من كلّ عام كيوم قومي للاحتفال بكوكب الأرض لينطلق رسميّاً للمرّة الأولى في أمريكا فقط عام 1970.
وعقب 20 عاماً تأسّست منّظمة دولية ضمّت 141 دولة للاهتمام بكوكب الأرض وتعزيز التّوعية بقضايا البيئة لينطلق رسميّاً اليوم العالمي للأرض.
وبالنّظر إلى أهمّية وحساسيّة الموضوع المرتبط بيوم الأرض تمتدّ احتفالات ذكرى يوم الأرض في بعض الدّول لمدّة أسبوع تحت عنوان "أسبوع الأرض" حيث يتمّ إطلاق مجموعة من الأنشطة والمبادرات التوعويّة على نطاق محلّي بالاتّساق مع الاحتفالات العالمية.
وكان إطلاق اليوم الدولي للأرض متنفّساً حقيقيّاً للجهود والقضايا البيئيّة حول العالم حيث أعقب ذلك إطلاق قمّة الأمم المتحدّة المتعلّقة بالأرض عام 1992 في مدينة ريو دي جانيرو.
كما ظهرت بعد ذلك حملات كبيرة تمحورت حول ظاهرة الاحتباس الحراري والطّاقة النّظيفة، ليعترف قادة العالم في كيوتو في اليابان عام 1997 بأنّ أهمّ أسباب انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري يتمّثل في استمرار انبعاثات الكربون من استهلاك الوقود الأحفوري، داعين إلى ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة لكوكب الأرض.
كيف نساهم بالاستثمار في كوكبنا؟
هناك طرق كثيرة ومتنوّعة للاحتفال باليوم العالمي للأرض بهدف تحقيق الهدف الأساسي من هذا اليوم والمتمّثل في تقليل التلوث والاستفادة من مصادر الطّاقة المتجددة يمكن أن يقوم بها كلّ فرد وتشمل هذه الطّرق المندرجة ضمن المبادرات الدّاعية للاستثمار في الكوكب ما يلي:
- زراعة الأشجار بالنّظر إلى دورها في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.
- تنظيف الأماكن العامّة والشّواطئ من القمامة.
- تعزيز الحملات الهادفة لإعادة التّدوير وجمع الموادّ القابلة لإعادة التّدوير باستمرار.
- تنظيم حملات إرشادية توعوية من خلال المنشورات على مواقع التّواصل الاجتماعي، والحديث عن أهمّية المحافظة على البيئة ومدى تأثيرها على الطّبيعة والكائنات الحية.
- استبدال السيارات والدراجات النارية بالدّراجات الهوائية لمحاولة التّقليل من التلوث.
- استخدام أكياس صديقة للبيئة وقابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من الأكياس البلاستيكية.
- تطبيق فكرة الاستدامة في شراء الملابس، والّتي تهدف إلى شراء الملابس المستعملة بدلاً من الجديدة.
- الخروج للتنزّه في أحضان الطّبيعة، والتأمّل بالمظاهر الطّبيعية، وضرورة المحافظة عليها.
- المشي بدل من استخدام المواصلات ما يسهم في تقليل استهلاك الوقود في العالم.
- ترشيد استهلاك الكهرباء واستخدام المصابيح الموفّرة للطّاقة.
- الاهتمام بالحيوانات وإطعامها باستمرار.
- ترشيد استهلاك المياه لتقليل نسبة الحرارة الّتي تسبّب زيادة تبخّر المياه الخاصّة بالأنهار.
هذه الأرض تستحق الحياة.. شاركونا بصنع التغيير