الألعاب الأولمبية الشتوية 2022: رياضات جديدة وحضور نسائيّ لافت
يترقّب العالم انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في بكين خلال الفترة بين 4 و20 شباط/ فبراير، حيث تحظى نسخة هذا العام بالكثير من الزّخم لعوامل عدّة أبرزها دخول رياضات جديدة على خطّ المنافسة، وارتفاع حصّة التّمثيل النّسائي لأوّل مرّة، بالإضافة إلى المخاوف من استمرار تفشّي متحوّر أوميكرون.
ولا تقلّ منافسات هذه النّسخة حرارة عن الدّورات السّابقة حيث يشارك 2861 رياضيّ في 109 منافسات بزيادة مقدارها 7 ميداليّات مقارنة بالدّورة السّابقة، فيما تترّبع النرويج والولايات المتحدّة وألمانيا على رأس القائمة بوصفها أكثر الدّول إحرازاً للميداليّات على مدار الدورات الأولمبية.
الألعاب الأولمبيّة الشّتوية: تزلّج على صفيح ساخن
شهدت مدينة شاموني الفرنسيّة انعقاد أوّل دورة للألعاب الأولمبية بشكلها الحاليّ عام 1924، إلا أنّ هذه الألعاب استلهمت أصولها قبل ذلك بكثير وذلك من الألعاب الأولمبية القديمة الّتي عُقدت في مدينة أولمبيا في اليونان من القرن الثّامن قبل الميلاد وحتّى القرن الرّابع قبل الميلاد.
وعلى الرّغم من الطبيعة الشّتوية الباردة للألعاب الّتي تندرج ضمن هذه المسابقة حيث تقوم أغلبها على التزلّج، إلا أنّها تتمّيز باشتعال حرارة المنافسة بين الدّول المشاركة، فقد ارتفع عدد الاختصاصات المندرجة في المسابقة من 9 عام 1924 إلى 15 في النّسخة الحاليّة.
ومن بين الألعاب التي تقام ضمن دورة الألعاب الشتوية، تحظى رياضات التزلّج الألبي، وسباق الزّلاجات، والتزلّج السّريع في المسافات القصيرة، والتزلّج الحرّ، والتزلّج على الجليد الاهتمام الأكبر.
وعلى مدار الأعوام الماضية تمّ إيقاف ألعاب عديدة مثل الكرلنغ (تقوم على دفع صخرة ملساء من الجليد بين عدد من اللّاعبين) وسباق الزلّاجات الجماعيّ لتقدّم بصورة مغايرة. فيما توقفّت بعض الألعاب الأخرى بصورة نهائيّة مثل المواكب العسكريّة.
وعلى الرّغم من إطلاق عدد من الألعاب مثل الباندي (توجيه الكرة بعصيّ على الجليد) والسكيجورنغ كرياضات ترويجيّة على مدار المسابقات الماضية إلا أنّها لم تدمج على الإطلاق في الألعاب الأولمبيّة.
ويرتفع عدد الدّول المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2022 في بكين إلى 91 دولة بينها ثلاث دول عربيّة تشمل السّعودية، للمرّة الأولى، ولبنان والمغرب وذلك مقارنة بمشاركة اقتصرت على 12 دولة في النسخة الأولى من هذه الألعاب.
احتدام زخم المنافسة ومشاركة نسائيّة لافتة
ستشهد الألعاب الأولمبيّة الشّتوية في بكين عقد 109 منافسات عبر 15 اختصاصاً ضمن 7 رياضات وتشمل التزلّج الألبي، والبياثلون (التّتبع المختلط)، والزلّاجة الجماعيّة، والتزلّج الريفيّ، والكرلنغ الزّوجي المختلط، والتزلّج الفنّي على الجليد، والتزلّج الحرّ، وهوكي الجليد، والزحّافات الثّلجية، والتزلّج النّوردي المزدوج، والتزلّج السّريع على مضمار قصير، والزّلاجات الصّدرية، والقفز التزلّجي، والتزلّج السّريع، والتزلّج على الثّلوج.
وتدخل منافسات جديدة على خطّ المسابقة هذا العام حيث سيتمّ إطلاق منافسات جديدة في رياضات الزّلاجة الجماعيّة، والمضمار القصير، والتزلّج الحرّ، والقفز التزلّجي، والتزلّج على الثّلوج.
ولأوّل مرّة في تاريخ المسابقة سترتفع نسبة التّمثيل النّسائيّ إلى 45% مقارنة ب 41% في نسخة 2018 السّابقة، وبذلك يسجلّ هذا العام النّسبة الأعلى للمشاركة النّسائيّة.
ويتطلّع المشّجعون إلى منافسة قوّية خصوصاً مع وجود عدد من اللّاعبين الواعدين الّذين سيسعون بقوّة لصنع حضور ممّيز بالإضافة إلى الّلاعبين المخضرمين.
ويشمل هؤلاء اللاعبون ميكايلا شيفرين من أمريكا في رياضة التزلّج الألبي، وستورلا هولم لايغريد من النّرويج في رياضة البياثلون، وفرانسيسكو فريدريخ من ألمانيا في التزلّج الجماعي، ويوهانيس هوسفلوت كلايبو من النّرويج في التزلّج الرّيفي وغيرهم.
شبح أوميكرون يخيّم على الأجواء
ويخيّم شبح أوميكرون على الأجواء حيث تتزايد المخاوف من انتشاره بين الّلاعبين، الأمر الّذي دفع هوانغ تشون نائب المدير العام لمكتب السّيطرة على الأمراض والوقاية منها بالّلجنة المنّظمة لدورة الألعاب الأولمبيّة الشّتوية 2022 في بكين على التّأكيد بأنّ الصّين لن تتلاعب في نتائج فحوصات ال PCR التي ستجرى على المشاركين، وستتحقّق من تطبيق البروتوكولات الصّحية على الّلاعبين.
وفي إطار هذه المخاوف، سيقتصر الحضور في الملاعب الأربعة الّتي ستحتضن الألعاب على الجّمهور الصّيني فقط في خطوة سبقتها تغيير نظام التّصفيات في عدّة رياضات بسبب قيود السّفر.
كما سيتمّ الاستمرار في تطبيق الإجراءات السّابقة والّتي تمثّلت في بقاء اللاعبين في الفقاعة الطّبية وإجراء الاختبارات باستمرار، وحظر السّفر إلى الأماكن غير المتعلّقة بالألعاب.