الأمن السيبراني في الأردن يتقدّم بثبات في المنطقة
الأمن السيبراني في الأردن يحظى بأهمّية متزايدة فعلى الرّغم من أنّ خطة الأمن السيبراني الوطنية ظهرت إلى النّور لأوّل مرّة عام 2012 إلا أنّ الأردن يخطو بثبات منذ ذلك الحين لتصدّر المشهد الإقليمي في هذا المجال.
على مدار السّنوات الماضية سجّل الأردن اسمه بحروف من ذهب في هذا القطاع الحيوي الذي يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على أمن المعلومات وتدرك الدّول والشّركات أهمّيته الكبيرة كلّ يوم حيث توجت هذه الجهود بانعقاد القمّة الأولى للأمن السّيبراني مؤخّراً بالإضافة إلى إطلاق جائزة هي الأولى من نوعها لتحفيز التطوّر في هذا القطاع.
وبالنّظر إلى حداثة هذا المجال نسبيّاً لا يزال الغموض يكتنف بعض الجوانب الخاصّة به مثل رواتب الأمن السيبراني في الأردن، أو كيفيّة دراسة تخصص الأمن السيبراني في الأردن، ومدى توفّر وظائف الأمن السيبراني أو نسب قبول تخصص الأمن السيبراني أو دورات الأمن السيبراني في الأردن وغيرها إلا أنّ هناك أمر واحد واضح ومتفّق عليه وهو أنّ الأمن السيبراني في الأردن يسير على خطى العالم.
الأمن السيبراني في الأردن على خارطة الطّريق العالمية
رسالة ودور المركز الوطني للأمن السيبراني
يعدّ المركز الوطني للأمن السيبراني الجهة الوطنية الرّسمية التي تضع خطة الأمن السيبراني وتصدر التّشريعات والقوانين الخاصّة بهذا المجال ويمكن للمهتمّين التّسجيل في دورات الأمن السيبراني في الأردن أو التعرّف على رواتب الأمن السيبراني في الأردن من خلاله كما يصدر عنه الأرقام الرّسمية المتعلّقة بعدد الهجمات الإلكترونية المسجّلة في الأردن.
بحسب أرقام المركز فقد تمّ تسجيل 1087 هجمة إلكترونية في الأردن في النّصف الأوّل من عام 2023 بزيادة مقدارها 100% عن الحوادث المسجّلة في الوقت نفسه من العام الماضي الأمر الذي يدقّ ناقوس الخطر.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه منفّذو الهجمات بتطوير أساليبهم لتواكب الاحترازات الأمنية التي تقوم بها الشّركات والدّول ما يجعل من الاستثمار في هذا المجال على قدر كبير من الأهمّية.
وانطلاقاً من هذه الأهمّية استضاف الأردن القمّة الأولى للأمن السيبراني وطرح خلالها أكثر من 400 خبير من مختلف أنحاء المنطقة مواضيع عديدة تمحورت حول كيفيّة تسهيل الاستثمار في هذا القطاع وتهيئة البنية التّحتية لتطويره بالإضافة إلى تعزيز الوعي بالمفاهيم والتخصّصات المندرجة فيه.
بناء على ذلك، سيكون الالتحاق بوظائف الأمن السيبراني في الأردن جزء من المستقبل ممّا قد يحفّز الشّباب على دراسة تخصص الأمن السيبراني في الأردن بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة خصوصاً أنّ 12 حادثة من تلك المسجّلة بحسب المركز الوطني للأمن السيبراني صنّفت بأنّها خطيرة جدّاً مقابل 6 فقط العام الماضي الأمر الذي يتطلّب مواكبة التطوّر المستمرّ في هذا المجال.
وفيما يتعلّق بدور المركز الوطني في تطوير قطاع الأمن السيبراني في الأردن فتشمل رؤيته ورسالته وأهدافه كلّ ممّا يلي بوصفه مظلّة وطنية تعمل مع جميع القطاعات والجهات المعنية لوضع الأردنّ على الخارطة الإقليمية والعالمية:
1- توفير فضاء أردني إلكتروني مقاوم للتّهديدات.
2- الاستجابة لحوادث الأمن السّيبراني على المستوى الحكومي.
3- استقبال الشّكاوى المتعلّقة بالأمن السّيبراني.
4- نشر الوعي الوطني حول أهمّية الأمن السّيبراني وتعريف الشّباب بنسب قبول تخصص الأمن السيبراني.
-5 تطوير الأطر التنظيمية لحوكمة وإدارة مخاطر الأمن السيبراني على المستوى الوطني.
أوّل مسابقة إقليمية للأمن السيبراني في الأردن
تتسارع وتيرة الاستثمارات العالمية في مجال الأمن السّيبراني فقد بلغ حجمها 173 مليار دولار عام 2022 ومن المتوقّع أن تصل إلى 266 مليار دولار بحلول عام 2027 في الوقت الذي وصلت فيه الاستثمارات في منطقة الشّرق الأوسط 20 مليار دولار عام 2022 ومن المتوقّع أن تصل إلى 40 مليار دولار عام 2027.
لا يمكن التّغاضي عن هذا التطوّر المتسارع من هنا أطلق المركز الأردني للتصميم والتطوير "جودبي" المسابقة الأولى من نوعها في منطقة الشّرق الأوسط وإفريقيا المتخصّصة في مجالات الأمن السّيبراني والتشفير "”ARMYTHON 2023.
وتستهدف الجائزة المختصّين والخبراء من الجيوش والأجهزة الأمنية وتمّ إطلاقها على هامش فعاليّات مؤتمر ومعرض الذّكاء الاصطناعي في تكنولوجيا الدّفاع والأمن السّيبراني 2023AIDTSEC الذي عقد في أيلول الماضي في الأردن.
وبالنّظر إلى أهمّية تضافر الجهود للتصدّي لهجمات الأمن السّيبراني المتزايدة، تهدف الجائزة إلى تعزيز النّقاشات بين الخبراء وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وسيكون المشاركون في المسابقة على موعد مع تحدّيات سيبرانية متنوّعة على مدار ثلاثة أيّام تهدف إلى تعزيز قدراتهم للتصدّي للهجمات السّيبرانية.
وتشمل المسابقة 7 مجالات رئيسيّة تندرج ضمن الأمن السّيبراني لتعزيز الوعي والمعارف حولها حيث قام بتصميمها خبراء أردنيين متخصّصين وحاصلين على جوائز عالميّة وبإشراف أكاديمية "سايبر شيلد" التابعة للمركز.
وتشمل التحدّيات مجالات:
- التّشفير (CRYPTOGRAPHY).
- التّحقيقات الرّقمية والاستجابة للحوادث (.(DIGITAL FORENSIC AND INCIDENT RESPONSE
- فحص ثغرات المواقع الإلكترونية(WEBSITES PENETRATION TESTING).
- جمع المعلومات من المصادر المفتوحة (OSINT).
- الهندسة العكسية (REVERSE ENGINEERING) وغيرها من المجالات.
من المؤكّد أن القائمين على قطاع الأمن السيبراني في الأردن يدركون بأنّ كلّ دقيقة تصنع فرقاً في هذا المجال الذي تصل فيه المنافسة إلى مستويات غير مسبوقة ولا تقتصر المنافسة على تطوير تقنيات الأمن السيبراني فقط بل أيضاً على تطوير تقنيات الهجوم من المجرمين الإلكترونيين الأمر الذي يجعل من العمل دون توقّف حاجة وليست ترفاً.