الأمن السيبراني في الأردن: تطوّر متسارع
الأمن السيبراني في الأردن أصبح يحظى بأهمّية مضاعفة بالنّظر إلى التطوّر المستمرّ الذي يقوم به المخترقون للوصول إلى أهدافهم فضلاً عن التّطوير في أساليبهم ما يتطلّب مضاعفة الشّركات لجهودهم في مواجهة الهجمات السّيبرانية المتزايدة.
ومع استخدامات الأمن السيبراني في الأردن والتي تعدّ غير محدودة، بدأ الأردن في اتّباع خطى العالم في الاتّجاه نحو دمج الخدمات المدارة بالأمن السّيبراني لتحقيق فوائد أكبر تمكّن الشّركات من القيام بالمهامّ المتعلّقة بالأمن التّكنولوجي بصورة أكثر كفاءة.
فما هي الفوائد المترتّبة على دمج الخدمات المدارة وخدمات الأمن السّيبراني في الأردن؟ وعلى ماذا ينطوي مفهوم الخدمات المدارة؟ وما هي استخدامات الأمن السيبراني في الأردن في ظلّ دمجه بالخدمات المدارة؟ وما هي أهمية الأمن السيبراني في الأردن بناء على كلّ ذلك؟
دمج الخدمات المدارة وخدمات الأمن السيبراني: ميّزات غير محدودة
دور الخدمات المدارة في تحقيق الأمن التّكنولوجي لدى الشّركات
يمكن تعريف الخدمات المدارة بأنّها جميع أنشطة تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات والخدمات المرتبطة بتنفيذ المشاريع التّكنولوجية والاستعانة بمصادر خارجيّة لتحقيق الأمن السّيبراني فيها.
ويتضمّن ذلك خدمات تكنولوجيا المعلومات المنفصلة مثل أمن تكنولوجيا المعلومات وإدارة مكان العمل وتطوير البرامج بالإضافة إلى الحلول المتكاملة مثل إدارة المشروع والعمليّات والتّدريب والتّعليم وغيرها.
ويتمّثل دور الخدمات المدارة بصورة رئيسيّة فيما يلي:
- تأمين الشّبكات التّنظيمية
- إعداد برامج الأمن
- إنشاء نظام دعم للبيانات وتأمينه
- تطبيق ضوابط أمنية مناسبة لحماية أنظمة الأعمال الهامّة
- برامج حماية وحلول مضادّة للفيروس
- إعداد شبكة افتراضية خاصة وتأمينها
- تحديث وتطوير الأنظمة ومعدّات التكنولوجيا عند الحاجة
- تأمين البيانات التّنظيمية الحسّاسة
- تقديم استشارات للموظّفين وتوفير التّعليم الّلازم بالأمن السّيبراني
- إجراء تدقيق لأمن المعلومات بشكل منتظم وتقييم المخاطر
وتهدف مزايا دمج الخدمات المدارة مع خدمات الأمن السيبراني إلى جعل الشّركات أكثر استعداداً لمواجهة المخاطر السّيبرانية خصوصاً مع الإحصائيّات التي تشير إلى أنّ أكثر من 73% من الشّركات لا تزال غير مستعدّة للهجمات السّيبرانية الحديثة.
ولتحقيق ذلك، تعمل ميّزات دمج الخدمات المدارة مع خدمات الأمن السيبراني أيضاً على توفير حلول تكنولوجيّة وأمنيّة متقدّمة بشكل يومي؛ مثل برامج الحماية والشّبكات الافتراضية الخاصّة، والبرمجيّات المضادّة للتصيّد الاحتيالي، وإدارة بيانات الاعتماد.
إضافة إلى ذلك، تضمن هذه الميّزات تمتّع الشّركات بأمن سيبراني فعّال، من شأنه تجنيبها خسارة مبالغ قد تزيد عن 200 ألف دولار جرّاء الأضرار الناجمة عن الهجمات السيبرانيّة، والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى إيقاف عمل هذه الشركات.
ويتّسم دمج الخدمات المدارة بخدمات الأمن السيبراني بالمرونة والفعالية فضلاً عن القدرة على الوصول إلى الثّغرات في الأنظمة ورصد الاختلالات في التّهديدات والعمليّات التّنظيمية بصورة فوريّة بالإضافة إلى إمكانية الاستثمار في البنية التّحتية التّكنولوجية وبالتّالي تطوير عمل الشّركات بصورة مستمرّة.
الأمن السيبراني في الأردن: أمنية تساهم في جهود البلاد
تنبع أهمية الأمن السيبراني في الأردن من كون البلاد تخطو بثبات في مجال الأمن السّيبراني وتطويره حيث يبذل المركز الوطني للأمن السّيبراني جهوداً حثيثة في هذا المجال، ففي الوقت الذي ارتفع فيه عدد الهجمات السّيبرانية في الأردن إلى 1087 حادثة في النّصف الأول من العام، أصبح الأردن ملتقى إقليمي في مجال الأمن السّيبراني.
ويحظى الأمن السيبراني في الأردن بأهمّية متزايدة حيث شهدت المملكة عقد قمّة الأردن الأولى للأمن السّيبراني في نيسان/ أبريل من هذا العام بحضور خبراء ومتخصّصين في هذا المجال، تطرّقوا إلى أبرز الحلول والاتّجاهات في عالم الأمن السّيبراني بالإضافة إلى أحدث الأساليب التي يلجأ لها المخترقون.
واتّساقاً مع الاتّجاه العالمي الهادف لدمج الخدمات المدارة للأمن السيبراني، يأتي افتتاح شركة أمنية مركزها الموحد لخدمات الأمن السّيبراني وإدارة عمليّات الشّبكة ضمن خطوات الأردن الواثقة في هذا المجال.
ويقود هذا الدّمج إلى الاستغلال الأمثل للموارد في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات وحماية البيانات بصورة أكثر فعاليّة بالإضافة إلى تمكين الشّركات من بناء استراتيجيّات دفاعيّة أقوى ضدّ الهجمات السّيبرانية أو أيّ تهديدات قد تواجه أعمالها سواء كانت هجمات سيبرانية أو مشاكل في البنية التّحتية.
وستكون الشّركات الصّغيرة والمتوسطة وكذلك الكبيرة أكثر قدرة على وضع خطط متكاملة للأمن السّيبراني حيث سيجدون لأوّل مرّة في الأردن مكاناً واحداً للحصول على الخدمات المدارة والخدمات السّحابية وحلول ربط الأعمال ليصبح الأمن السيبراني في الأردن واحداً من أبرز قصص النّجاح في قطاع تكنولوجيا الأعمال.
ولن تسهم هذه الخطوة التي تصبّ في الاتجاه العالمي المتمّثل في دمج الخدمات المدارة للأمن السيبراني في وضع الأردن على الخريطة في هذا المجال فقط بل أيضاً في تنسيق الجهود بصورة أكبر لتمكين أصحاب الأعمال من تحديد المخاطر السّيبرانية، ومن ثمّ القيام بالإجراءات والتّغييرات اللّازمة للمحافظة على عمليّاتها ضدّ الهجمات السّيبرانية الأمر الذي سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني كذلك.