الأتمتة الروبوتيّة للعمليّات

سامر مرار/ جامعة العلوم التطبيقية - تعدّ التّكنولوجيا المتقدّمة أحد أهمّ أركان الأعمال اليوم، إذ تساهم في تحسين كفاءة المؤسّسات وتقليل المصاريف وزيادة الإنتاجيّة. ومن بين التّقنيات الحديثة الّتي تحقّق ذلك، تأتي تقنية الأتمتة الروبوتيّة للعمليّات، المعروفة باسم Robotic Process Automation (RPA)، حيث تقوم على إنشاء روبوتات برمجيّة -غير ميكانيكيّة- تستطيع تقليد الموظّف البشري في تنفيذ مهامّه الكمبيوترية المكرّرة واستخدام برمجيّات الحاسب الآليّ.

ramadan offers

كيف يتعلّم الرّوبوت؟

يتمّ تعليم الرّوبوتات خطوات وقواعد المهامّ المطلوب تنفيذها بدقّة، تماماً كما يتمّ تدريب أيّ موظّف جديد على مهامّ عمله. ثمّ بعد ذلك، يقوم الرّوبوت بتنفيذ هذه المهامّ بشكل آليّ ومتكرّر دون الحاجة لأيّ تدخّل بشري.

ومن أمثلة ما يمكن للرّوبوت القيام به:

  1. الدّخول إلى البريد الإلكترونيّ وقراءة الرّسائل والمرفقات وتمييز محتوياتها.
  2. الدّخول إلى برنامج المحاسبة وإنشاء حركات محاسبيّة.
  3. استخراج تقرير بما تمّ القيام به، ثمّ إعادة إرساله عبر البريد الإلكترونيّ للأشخاص المعنيّين.

وبناءً على ذلك، أصبح يطلق على الرّوبوت في كثير من المؤسّسات اسم "الموظّف الرّقمي" على غرار "الموظّف البشريّ" كونه يقوم بمهامّ موكلة إليه مثله مثل زملائه من الموظّفين البشريّين في العمل.

الرّوبوت والموظّفون البشريّون

بالنّسبة للموظّفين البشريّين، يساهم استخدام الرّوبوت في تخفيف عبء تنفيذ المهامّ المتكرّرة والبسيطة عن كاهل الموظّفين، ممّا يتيح لهم التّركيز على المهامّ الأكثر قيمةً وتحدّياً، مثل الاهتمام بالمنتجات والتّسويق والتّخطيط ومراجعة الأداء ومنح وقت أكثر للتّركيز على العملاء ومتطلّباتهم؛ الأمر الّذي يساهم في تطوير مهارات الموظّفين وزيادة فرص نجاحهم الوظيفي.

U5G
استبدال البشر بالروبوت

الرّوبوت والمؤسّسات

يُعَدُّ تطبيق الأتمتة الروبوتيّة نقلة نوعيّة في تحسين أداء العمليات في المؤسسات، أبرزها تقليل التّكلفة وزيادة الإنتاجيّة، حيث يعمل الموظّف الرّقمي 24 ساعة في اليوم، و 7 أيّام في الأسبوع. لهذا الأمر انعكاس إيجابيّ على كفاءة وجودة ودقّة العمل المنجز، إذ إنّ الموظّف الرّقمي يقوم فقط بما تمّ تدريبه عليه وبنفس المعايير والدقّة في كلّ مرة.

وفي السّنوات الأخيرة أصبحت هذه التّقنية رائجة في القطاعات الماليّة والتّجارية والصّحية والصّناعية، ويتوقّع أن تشهد هذه التّكنولوجيا في المستقبل القريب تطوّراً أكبر وانتشاراً أوسع في كافّة القطاعات نظراً للعوائد الّتي حقّقتها.

مسارات مهنيّة جديدة

يعتبر تعلّم الأتمتة الروبوتيّة من الأمور السّهلة والسّريعة والّتي تحتاج إلى وقت قصير، كونها لا تتطلّب معرفة في كتابة الأكواد البرمجيّة ولا حتّى خبرة تقنيّة متقدّمة. ويضاف إلى ذلك الانتشار الواسع لمصادر تعليمها عبر الإنترنت ممّا يفتح آفاقاً جديدة ويوفّر مهارات قيّمة ومساراً مهنيّاً جديداً للشّباب في سوق العمل.

يمكن للمهتمّين وبغضّ النظر عن تخصّصاتهم العلميّة، أن يبدأوا بتعلّم الأتمتة الروبوتيّة والعمل على تطوير مهاراتهم في هذا المجال الّذي يتزايد الطّلب عليه بكل يسر وسهولة. تعتبر تطبيقات Blue Prism وUiPath وAutomation Anywhere من أشهر برامج الأتمتة الرّوبوتية للعمليّات والّتي توفّر مصادر مفتوحة للتعلّم.

تطبيق الأتمتة الروبوتيّة

تحدّيات

تواجه هذه التّكنولوجيا تحدّيات عديدة، أهمّها مقاومة التّغيير والخوف من فقدان البشر لوظائفهم لصالح الرّوبوتات، بالإضافة إلى المخاوف المتعلّقة بالأمان والخصوصية. على الرّغم من ذلك، يتوقّع أن تبحث المؤسّسات عن أفضل الطّرق لاستخدام هذه التّقنية في أعمالها بما يعزّز نموّ المؤسّسة ومهارات الموظّفين البشريّين على حدّ سواء. بالإضافة إلى ذلك، يجب التّفكير في كيفيّة التكيّف مع هذا التطوّر التّقني الّذي يؤثّر على سوق العمل. وفي الوقت نفسه، على المؤسّسات ضمان استخدام هذه التّكنولوجيا بشكل أخلاقيّ ومسؤول، مع الحفاظ على الأمان والخصوصيّة للمعلومات والبيانات الحسّاسة.

انضم لأول وأسرع وأقوى شبكة 5G في الأردن!

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *