برنامج Deep Fake استخدام التكنولوجيا وأدواتها لتشويه الحقائق

تصريحٌ متلفز للرئيس الأميريكي السابق باراك أوباما، وجهّ خلاله إهانات لخلفه دونالد ترامب. الخبر قد يبدو طبيعياً، لا سيما وأنه أمامنا بالصوت والصورة واضحاً لا لُبس فيه.

عندما تصل إلى منتصف الفيديو تدرك أن هذا الفيديو لا أساس له من الصحة، وأن الكلام الوارد لم ينطق به "أوباما" من الأساس، ولكن تمت صناعته باستخدام برنامج يحمل اسم Deep Fake . هذا البرنامج الذي يعتمد على تقنية الذكاء الإصطناعي، يمكن استخدامه لإنتاج فيديوهات لشخصيات عامة وهم ينطقون أشياء بصوتهم وبنفس طريقتهم، بشكل يبدو واقعياً للغاية. فإلى أين تأخذنا التكنولوجيا! ومذا ينتظرنا بعد!

بداية العام 2018 نشر أحد المبرمجين مجهولي الهوية، فيديو مفبرك على موقع”Reddit”  معلناً أن هذا الفيديو هو عمل تجريبي لإحدى البرامج الجديدة يحمل إسم Deep Fake. لقي هذا المنشور انتشاراً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من رواد الموقع، لتنتشر بعد ذلك الفيديوهات المفبركة بشكلٍ واسع، ولم يقتصر البرنامج على فبركة الفيديوهات للناس العاديين أو المشاهير بل ألقى بظلاله على عالم السياسة والسياسيين.

Deep Fake

تتيح ثورة الذكاء الاصطناعي وتطوّر تقنية  “Machine Learning” أو "تعلم الآلة"، الفرصة أمام التطبيقات البرمجية أن تكون عملياتها أكثر دقة واحترافية، إذ تعتمد على تقنية “Predictive algorithm” أو ما يعرف باسم الخوارزمية التنبؤية. هذه التقنية تساعد البرامج والآلات المستخدمة على تعلّم ملامح الوجه وكيف تتغير في المواقف المختلفة، وبالتالي يضمن البرنامج جودة تركيب عالية لتبدو وكأنها حقيقية.

هكذا يعمل برنامج Deep Fake، والذي يُعتبر إصداراً متطوراً من برنامج Photoshop الشهير، ولكن بدلًا من العمل على الصور الثابتة فإنّه يعمل على فيديوهات ومقاطع مصورة. ولا يقوم هذا البرنامج بعملية مبادلة للوجه فحسب بل يطابق تعبيراته أيضاً. مما لا شك فيه بأن برنامج Deep Fake، سيشكل أداة فعالة لنشر الأخبار الكاذبة، لا سيما على مواقع التواصل الإجتماعي، بعد أن كانت هذه البرامج حتى الأمس القريب غالية الثمن وبعيدة المنال عن الهواة، فأصبحت اليوم مجانية وسهلة نسبياً بالنسبة للكثيرين. يستند البرنامج على مكتبات مفتوحة المصدر متعددة مثل Keras و TensorFlow، والتي توفرها Google مجانًا للباحثين ولأي شخص لديه اهتمام بتعلم الآلة لتجميع الوجوه لا سيما المشاهير. وهكذا يمكن من خلال هذه الخطوات البسيطة استخدام Deep Fake.

التكنولوجيا لتشويه الحقائق

من جهتها أعلنت شركة «Adobe» صاحبة برنامج “Photoshop” عن مشروع مماثل أطلقت عليه اسم “VOCO”. هذا المشروع يحتاج إلى 20 دقيقة على الأقل للتعرف على تركيبة نغمة الصوت المراد فبركته، ويمنح الفرصة للمستخدم للحذف أو التعديل أو الإضافة كيفما شاء، فضلاً عن إمكانية حفظ الصوت لاستخدامه في نص آخر. وتحسباً لأي استعمال غير أخلاقي أو خطر لهذا المشروع أعلنت الشركة أنها ستضيف خاصية اختبار الصوت حتى يتم تحديد إن كان مزيفاً أم حقيقياً. لكن المشروع الذي أعلن عنه منذ عام 2016 لم يبصر النور حتى اليوم. في هذا الوقت شهدنا رواجاً لبرنامج Deep Fake بشكلٍ واسع. هذه الظاهرة استدعت تدخل وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأمريكية DARPA التي عمدت إلى تمويل مشروع سيحاول كشف الفيديوهات والصور الصحيحة عن تلك المزيفة عن طريق الذكاء الإصطناعي أيضاً.

umniah 5g banner

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *