هل أصبحت المصانع الذكية واقعاً مع الجيل الخامس؟
مصطلح المصانع الذكية الّذي ظهر كرؤية مستقبليّة ثوريّة أصبح واقعاً يوماً بعد يوم خصوصاً مع انتشار تطبيقات الجيل الخامس بصورة كبيرة ومتزايدة.
تهدف تكنولوجيا المصانع إلى تشغيل بيئة الإنتاج بأقلّ تدخّل بشري باستخدام تقنيات التّصنيع الحديثة، بالإضافة إلى تحديث الممارسات الصّناعية من خلال المعدّات والمرافق والمنتجات والبيانات والعمليّات الأكثر ذكاءً.
المصانع الذكية: التكنولوجيا تعيد رسم عمليّة التّصنيع
يمكن تعريف عمليّة التّصنيع بصورة عامّة بأنّها عمليّة تحويل الموادّ الخام أو المكوّنات إلى منتجات نهائية، حيث يلعب هذا القطاع دوراً محوريّاً في اقتصاد العالم من خلال المساهمة بتريليونات الدّولارات في التجارة العالميّة سنويّاً بالإضافة إلى توظيف الملايين من الأشخاص.
ويعدّ قطاع التّصنيع قديم قدم العصر الحجري، حيث شهد على مدار القرون الماضية تحوّلات جذريّة جعلته قطاع قائم على الابتكار والتكنولوجيا من خلال تبّني التّطبيقات الحديثة الّتي تشمل العمليّات الآلية، والمعدّات المتصلة دائماً، والتّصنيع الغني بالبيانات.
ومع انتشار تطبيقات الجيل الخامس، أصبح مفهوم المصانع الذكية رؤية مستقبليّة حيث ستمكّن تطبيقات الجيل الخامس العديد من الشّركات في غضون بضع سنوات فقط من ربط مصانعها بالكامل لاسلكيّاً وجعل إنتاجها أكثر كفاءة واستقلاليّة ومرونة من أيّ وقت مضى.
كما سيتمّ نشر شبكات جيل خامس (5G) لاسلكيّة خاصّة بالمواقع الصناعيّة خلال السّنوات القليلة المقبلة، حيث تحتاج الشّركات إلى شبكات قويّة، وفائقة السّرعة، وذات نطاق تردّديٍّ عالٍ.
ومن المتوقّع أيضاً أن يشهد العصر الصناعي للمصانع تغييرات جذرية على غرار أنظمة التّخزين المؤتمت وخطوط الإنتاج، بالإضافة إلى الواقع المعزّز والروبوتات.
وما يجعل المصانع الذكية أقرب من أيّ وقت مضى، بدء عدد من الشّركات بالفعل بتطبيق تكنولوجيا المصانع والاستفادة منها مثل شركة Siemens الّتي بدأت باختبار التّطبيقات الصّناعية في شبكة جيل خامس خاصّة ومستقّلة في مركز اختبار السيّارات في نورمبرغ حيث رُكِّبت نماذجُ أوّليّةٌ لهذا النظام في المصانع الواقعة في Amberg وKarlsruhe.
كما ستكون هانوفر منطقة اختبار ثوريّة لاستخدامات تطبيقات الجيل الخامس في المصانع من خلال افتتاح 5G Smart Venue في أكبر موقع للمعارض في العالم في المدينة.
فوائد تطبيقات المصانع الذكية
وتسهم تطبيقات المصانع الذكية المعتمدة على تقنيات شبكات الجيل الخامس والذّكاء الاصطناعي بصورة رئيسيّة في تحقيق عدد من الفوائد تشمل:
-
زيادة مستويات السّلامة
ستسهم الرّوبوتات الصّناعية أو الآلات التي تعتمد على الذّكاء الاصطناعي على تخفيض أعداد الإصابات من خلال قيامها بالمهامّ الخطيرة بدلاً من العمّال.
-
تقليل التكاليف
تقوم العديد من تقنيات الذّكاء الاصطناعي بتخفيض تكاليف المصانع التي تستخدمها، سواء من خلال توفير أجور العمالة أو من خلال التّرشيد في استخدام المواد الخام.
-
زيادة الإنتاجية
على الرّغم من أنّ عدد المصانع الّتي تعمل على مدار اليوم باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة ودون الاعتماد على عمالة بشرية قليل جدّاً، إلا أنّ الكثير من المصانع تتجّه نحو تبّني هذه التّقنيات.
-
تعزيز الكفاءة
سيسهم استخدام الرّوبوتوات بصورة متزايدة في عمليّات التّصنيع في تعزيز الكفاءة وتقليل نسبة الخطأ مقارنة بطرق التًصنيع التّقليدية.
-
معالجة كمّية هائلة من البيانات
بالنّظر إلى القدرات غير المحدودة للتّقنيات الحديثة والرّوبوتات ستكون قادرة على معالجة كمّية هائلة من البيانات مقارنة بطرق التّصنيع التّقليدية.
هذه الفوائد والمزايا بالإضافة إلى الخطوات الكبيرة الّتي قام بها العالم في هذا المجال، تعني أنّنا أقرب إلى واقع المصانع الذّكية من أيّ وقت مضى خصوصاً مع الأرقام الّتي تتحدّث عن وصول قيمة سوق الرّوبوتات الصّناعية إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2024، فهل نحن مستعدّون لهذا التغيير الجّذري؟