تطور شبكة الجيل الخامس 5G عبر العقود
في ظلّ آخر الإحصائيّات الّتي تتوقّع أن يبلغ عدد مشتركي شبكة الجيل الخامس 5G مليار مشترك مع نهاية العام الحالي، يترقّب المشتركون الإمكانيات الّتي ستوفّرها هذه الشّبكات عقب أكثر من ربع قرن على اختراع أوّل هاتف لاسلكي.
منذ عام 1908 وحتّى الآن شهد عالم الاتّصالات تطوّرات ثوريّة جعلت من الهواتف الذّكية جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا خصوصاً في ظلّ سرعة الجيل الخامس الّتي ستنقل المستخدمين إلى مستويات أخرى.
من الهاتف اللّاسلكي إلى شبكة الجيل الخامس 5G: كيف تطوّر عالم الاتّصالات؟
يعتبر الخبراء بأنّ عام 1908 يشكّل البداية لانطلاقة الهواتف اللّاسلكية في العالم حيث صدرت براءة اختراع في الولايات المتحدّة، إلا أنّ هذه الفكرة لم تصبح واقعاً محقّقاً إلاّ في الأربعينات عندما طوّرت شركة AT&T الأمريكية للاتّصالات خلايا اتّصال لمحطّة ثابتة وكانت هذه الأجهزة عبارة عن أجهزة راديو ثنائيّة الاتجاه تسمح لبعض الأشخاص مثل سائقي سيارات الأجرة وخدمات الطوارئ بالتّواصل.
وقبل أكثر من 80 سنة من انتشار خدمة الجيل الخامس، تمثّلت الخطوة التّالية في إنتاج شركة موتورولا للمرّة الأولى عام 1973 لأوّل هاتف يمكن حمله باليد تمّ استعماله على نطاق ضيّق جدّاً.
ويمكن اعتبار الهاتف DynaTac الّذي أطلقته موتورولا في الثمانينات النّموذج الفعلي للهواتف المحمولة كما نعرفها الآن، وذلك على الرّغم من وزنه الّذي يقارب 1 كيلو جرام، وحجمه الضّخم بطول 30 سم وسمك 9 سم، إلا أنّه يمكن أن يعدّ الشّرارة الحقيقية لعالم الاتّصالات قبل إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G من خلال إتاحة الفرصة لتوفير وقت محادثة يصل إلى 30 دقيقة.
ويرى بعض المتابعين بأنّ انطلاقة الهواتف الذّكية بشكلها الحالي بدأت مع دخول شركة "نوكيا" إلى هذا السّوق منذ أوائل التّسعينيات من القرن الماضي، من خلال إطلاق جهاز Nokia 1011 عام 1993، الّذي يعتبر أوّل هاتف على الإطلاق يعمل على شبكات GSM الهاتفية التي تستخدم الشّبكات الرقمية بدلاً من التّناظرية، وأتاح هذا الجهاز للمرّة الأولى تبادل الرّسائل النّصية القصيرة، كما قدّم الشّاشة المزدوجة وإمكانية تخزين 99 رقماً.
ومع الاقتراب نحو إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G أنتجت نوكيا أوّل موبايل ذكي متّصل بالإنترنت عام 1996، والّذي حمل اسم "نوكيا 9000 كومينيكتور" وبلغ وزنه 400 جراماً حيث استهدف قطاع رجال الأعمال.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، دخلت إريكسون هذا العالم بالإضافة إلى سوني وإل جي وسامسونج إلى السّباق وساهمت في تطوّر الهواتف المحمولة من خلال ظهور الشّاشات القابلة للطّي، والشّاشات المزدوجة، ورافق ذلك ظهور الشّاشات الملوّنة في الظّهور وكذلك الكاميرات المدمجة، وهي العناصر الّتي عزّزت تجربة المستهلكين.
ومع دخول أجهزة آيفون عام 2007 إلى السّوق بصورة قوّية قدّمت واجهة مستخدم سهلة الاستخدام، كما أنّه استخدم تقنيات الجيل الثالث للاتصالات والتي كانت متاحة منذ عام 2001.
ومع تطوّر التّكنولوجيا وانتشار التّطبيقات الذّكية ووسائل التّواصل الاجتماعي منذ عام 2010 وزيادة عدد المستخدمين لهذه التّطبيقات لتصل إلى مليار مستخدم للفيسبوك على سبيل المثال، أصبحت الحاجة ملحّة بصورة أكبر لتطوير الهواتف والشّبكات المرتبطة بها لمواكبة احتياجات المستخدمين الّذين أصبحوا يستخدمون هذه التّطبيقات على هواتفهم بصورة رئيسيّة.
شبكة الجيل الخامس 5G: وداعاً للهواتف المحمولة كما نعرفها
في ظلّ سرعة شبكة الجيل الخامس غير المسبوقة بالإضافة إلى المزايا الاستثنائية الّتي توفّرها لن تعود تجربة المستخدمين مع الهواتف المحمولة كما نعرفها سابقاً، فعلى سبيل المثال لن يكون ضروريّاً أن يقوم المستخدمون بتنشيط وضع الطّائرة لدى ركوب الطّائرة اعتباراً من 30 يونيو/حزيران 2023.
وخلال الرّحلة يمكن استخدام شبكة WIFI، في حال تمّ الدّفع لبعض شركات الطّيران مثل Air Europa أو Iberia، وسيكون بإمكان الرّكاب الاستفادة من سرعة شبكة الجيل الخامس على الطّائرة حيث سيتمكّنون اعتبارًا من 30 يونيو/حزيران 2023 من استخدام شبكة الجيل الخامس 5G على هواتفهم المحمولة طوال الرّحلة، بما في ذلك الإقلاع والهبوط.
بناء على كلّ ذلك، الميّزات المرتبطة بشبكة الجيل الخامس 5G ستحقّق للمستخدمين مستويات غير مسبوقة من الإمكانيّات سقفها السّماء بالفعل.