في يوم الصّحة العالمي: كيف تؤثر الضغوط المالية على صحتنا؟
يحتفي العالم في 7 نيسان/أبريل من كلّ عام بيوم الصّحة العالميّ وفيما تحلّ الذّكرى الخامسة والسبعين لهذه المناسبة هذا العام في رحلة ممتدّة ومستمرّة لتحقيق الصّحة للجميع، تأتي الضغوط المالية بوصفها واحدة من أكثر العوامل تأثيراً على الصّحة على المدى الطّويل بحسب دراسات علميّة.
وتؤثّر المشاكل المالية على جميع الأفراد بغضّ النّظر عن طبقتهم الاجتماعيّة وعلى عكس اعتقاد البعض قد تكون تأثيراتها فوريّة وخطيرة، فبحسب دراسة أجريت عام 2022، نشرت مجلّة ساينس دايركت إنّ الضّغط المالي يؤثّر على المناعة والغدد الصمّاء العصبيّة حيث يمكن أن تكون فوريّة وتستمرّ على مدار 4 سنوات ما يؤثّر بصورة طويلة الأمد على العمليّات البيولوجية وبالتّالي على الصّحة العامّة.
فكيف يحتفي العالم بيوم الصّحة العالميّ؟ وكيف يمكن التّعامل مع الضغوط المالية بصورة لا تتأثّر معها صحّتنا سلباً؟
يوم الصّحة العالميّ: 75 عاماً من الإنجازات والتحدّيات
يعود تاريخ يوم الصّحة العالمي إلى العام 1948 عندما دعت جمعيّة الصّحة العالميّة الأولى إلى تخصيص يوم عالميّ للصّحة لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، بناء على ذلك، بدأ الاحتفال بصورة سنويّة بيوم الصّحة العالميّ في شهر نيسان/أبريل منذ عام 1950.
وبالنّظر إلى أهمّية إشراك الأفراد والمجتمعات في تحقيق الصّحة والتّوعية بالعوامل الّتي تؤثّر على صحّتنا، يتمّ كلّ عام اختيار موضوع متعلّق بالأمور الّتي تثير القلق وتحظى بالأولويّة في سلّم منظّمة الصّحة العالميّة. وفي هذا الإطار، تعدّ كلّ من الصّحة النّفسية والعقليّة جزءاً لا يتجّزأ من الصّحة الجسدية بالإضافة إلى ضرورة تسليط الضّوء على العوامل المؤثّرة على الصّحة بصورة مستمرّة وملّحة مثل الضغوط المالية.
ويعدّ يوم الصّحة العالميّ جزءاً من برنامج طويل الأمد يهدف إلى تخصيص الموارد والأنشطة للتّوعية بالقضايا الصّحية حيث تمّ إطلاق مفهوم هذا البرنامج في أيّار/ مايو عام 1984 عندما صادقت 26 دولة من الدّول الأعضاء بالموافقة عليه لتعزيز الصّحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضّعفاء، حتى يتمكّن الجميع في كلّ مكان من بلوغ أعلى مستوى من الصّحة والرفاه.
تحظى احتفالات هذا العام بأهمّية خاصّة حيث تسعى الأنشطة إلى إلقاء نظرة على النّجاحات التي تحقّقت في مجال الصّحة العامة والتي حسّنت نوعيّة الحياة خلال العقود السّبعة الماضية، بالإضافة إلى كونها مناسبة للتصدّي للتحدّيات الّتي تهدّد الصّحة العامّة وعلى رأسها المشاكل المالية على سبيل المثال بوصفها واحدة من أهمّ التحدّيات الّتي تهدّد سلامة الأفراد وصحّتهم.
ويمكن للأفراد الذين يعانون من الضغط المالي البحث عن الدعم و المساعدة من خلال الانضمام إلى المحادثات الخاصّة بالصّحة العامّة على وسائل التّواصل الاجتماعي عبر استخدام الهاشتاغ الرّسمي الخاصّ بحملة هذا العام WHO 75# و #HealthForAll.
كيف نحمي صحّتنا من الضغوط المالية؟
الدّراسة المذكورة في بداية المقال لا تعدّ الوحيدة من نوعها حول الأثر الّذي قد تتركه المشاكل المالية على صحّتنا، حيث وجدت دراسة استقصائيّة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية شملت أكثر من 3 آلاف فرد، أنّ 90% من الأشخاص الّذين شملتهم الدّراسة أفادوا بأنّ المال كان مصدراً للتوتّر بالنّسبة لهم، كما أفاد حوالي ثلثي المستجيبين بأنّهم لا يستطيعون التغلّب على الصّعوبات المالية التي تتراكم، وأنّ 40% لم يتّخذوا أيّ خطوات لتأمين مستقبلهم الماليّ.
وتعد الضغوط المالية من أكثر الضغوط التي يمكن أن تؤثر على صحتنا العامة، ولذلك من المهم أن نحافظ على صحتنا ونتخذ بعض الإجراءات الوقائية.
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها:
- التخطيط المالي: حيث تسهم إدارة النفقات وفقاً لخطة مالية واضحة في تحقيق العافية المالية.
- تقسيم النفقات بحسب الأولويات: وتقليص النفقات غير الضرورية.
- الدعم الاجتماعي: من خلال طلب النصيحة من العائلة والأصدقاء حول كيفية إدارة الأموال.
- البحث عن مصادر دخل إضافية: مثل العمل بدوام جزئي لتعزيز الوضع المالي.
وتشمل آثار الضغط المالي على صحّتنا عدداً من الأعراض:
- التّأثير على نوعيّة الحياة: حيث يؤدّي التوتّر بشأن المصادر الماليّة إلى التّأثير على نوعيّة حياة الأفراد بصورة كبيرة من خلال عدم القدرة على ممارسة الكثير من الأنشطة اليوميّة أو الحصول على الرّعاية اللّازمة.
- العزلة الاجتماعية: يمكن أن يشعر الشخص بالعزلة والانعزالية بسبب الضغط المالي، حيث قد يتجنب الأنشطة الاجتماعية التي تتطلب تكاليف مالية.
- انخفاض مستوى الرّفاه: وذلك على المستويين المعيشي والنّفسي، حيث إنّ الضغوط المالية قد تؤدّي إلى عدم القدرة على تحمّل تكاليف الحياة الأساسيّة وبالتّالي انخفاض مستويات الرّفاهية النّفسية.
- الاكتئاب والأرق: بوصفها أعراض مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالضّغوط النّفسية، حيث قد يشعر الشخص بالاكتئاب والأرق بسبب الضغط المالي وعدم القدرة على الحفاظ على مستوى معيشي معين.
- الأمراض المزمنة: المرتبطة بالحالة النّفسية غير المستقرّة مثل تسارع معدّل ضربات القلب وتوتّر العضلات وتسارع النّفس، وذلك بسبب زيادة مستويات هرمونات التوتر والكورتيزول والأدرينالين، وقد يؤدّي ذلك إلى مشاكل مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدّم وارتفاع الكوليسترول وآلام العضلات ومشاكل أخرى.
كيف يمكن تجنّب هذه الآثار؟
لا يمكن تحقيق ذلك بجني الكثير من المال وإنّما بالوصول إلى ما يعرف بالعافية الماليّة والّتي يمكن تعريفها بأنّها حالة من التوازن والاستقرار المالي، و تعني شعور الشخص بالأمان فيما يتعلّق بالوضع المالي بغضّ النّظر عن مقدار المال الّذي يجنيه الفرد بما لا يؤثّر على الأفكار والصّحة العاطفيّة للأشخاص. وتتضمن العافية المالية أيضاً القدرة على الادخار والاستثمار و تحقيق الأهداف المالية الطويلة الأمد.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال القدرة على التحكّم في الشّؤون الماليّة اليومية، وحريّة اتخاذ الخيارات التي تساعد الفرد على الاستمتاع بالحياة، مع القدرة أيضا على امتصاص الصّدمات المالية، والوصول إلى الأهداف الماليّة التي يحدّدها الفرد لنفسه.
افتح حساب محفظة UWallet وسهّل حياتك.. سجّل الآن مجاناً