أول سيارة كهربائية سعودية: الشّرق الأوسط على خطى العالم!
بات التوجّه نحو المشاريع الخضراء والتّقليل من انبعاثات الكربون ضرورة حتميّة في ظلّ الآثار المدّمرة للاحتباس الحراري على نوعيّة الحياة، وتأتي أول سيارة كهربائية سعودية كجزء من جهود السّعودية في تطبيق مشاريع خضراء على المستوى الوطني.
وكانت السّعودية أعلنت عن استثمار 180 مليار دولار للوصول إلى الحياد الكربوني أيّ تقليل انبعاثات الكربون إلى صفر بحلول عام 2060، فهل تكون أول سيارة محلية الصنع خطوة هامّة على طريق تحقيق هذا الهدف؟
أول سيارة كهربائية سعودية: الدّول العربية تتبّنى الاقتصاد الأخضر
في ظلّ إحصائيّات وكالة الطّاقة الدّولية الّتي تشير إلى أنّ قطاع النّقل يعدّ مسؤولاً عن 24% من انبعاثات غازات الدّفيئة على المستوى العالمي، فيما يمثّل النّقل البرّي حوالي 75% من هذه الانبعاثات، يبدو التوجّه إلى ممارسات صديقة للبيئة ضرورة حتميّة حيث تؤدّي هذه الانبعاثات إلى التّأثير بصورة كبيرة على نوعيّة الحياة وزيادة نسبة الأمراض.
وجاء إعلان السّعودية عن تخطيطها لبيع أول سيّارة محلّية الصّنع بحلول عام 2025 بالتّوافق مع الاتّجاه العالمي في تبّني ممارسات الاقتصاد الأخضر حيث يعدّ إنتاج السّيارات الكهربائية من أهمّ الممارسات الّتي يمكن أن تسهم في تحقيق هذه الرؤى.
وتزايد الإيمان بصورة عالميّة بأهمّية السّيارات الكهربائية لتبلغ مبيعاتها حول العالم 6.6 مليون وحدة خلال عام 2021، مقابل 130 ألف سيارة كهربائية مبيعة فقط خلال عام 2012، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطّاقة الدّولية.
ويمكن تعريف الاقتصاد الأخضر بأنّه اقتصاد يهدف إلى الحدّ من المخاطر البيئية وإلى تحقيق التّنمية المستدامة دون أن تؤدّي إلى حالة من التّدهور البيئي، ويرتبط الاقتصاد الأخضر بشكل وثيق بالاقتصاد الإيكولوجي.
وتتوجّه السّعودية بقوّة إلى تطبيق مشاريع خضراء حيث يعدّ مشروع الرّياض الخضراء واحداً من أكبر المشاريع في العالم ويهدف إلى رفع تصنيف العاصمة السّعودية في هذا المجال من خلال رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة من 1.7 متر مربّع إلى 28 متر مربّع أيّ بما يعادل 16 ضعفاً.
هل يحقّق تأسيس أول شركة سعودية لصناعة السيارات الكهربائية هذه الرّؤية بصورة أسرع؟
أول سيارة كهربائية سعودية: السعودية على خطى العالم
أعلنت السّعودية عن إطلاقها لأوّل سيارة كهربائية سعودية محلية الصنع لتكون جاهزة للبيع بحلول عام 2025 لتكون العلامة التّجارية المسمّاة "سير" الأولى من نوعها في المملكة والمنطقة.
وستطوّر شركة فوكسكون Foxconn النّظام الكهربائي لشركة سير حيث يعدّ هذا المشروع جهداً مشتركاً بين الشّركة وصندوق الاستثمارات العامّة ويهدف إلى تعزيز البيئة المستدامة وخفض انبعاثات الكربون والوصول إلى الرّياض الخضراء.
وتضع سير السّعودية في قلب المشهد العالميّ المتوجّه بقوّة إلى تبني ممارسات الاقتصاد الأخضر وزيادة استخدام السّيارات الكهربائية بوصفها من أهمّ التّوصيات في مجال الحفاظ على البيئة.
ولا تسهم سير بوصفها العلامة التّجارية الأولى من نوعها في مجال صناعة السّيارات الكهربائية في العالم العربي في تعزيز الجهود العربيّة في هذا المجال فقط بل أيضاً ستعزّز الاستثمار حيث من المتوقّع أن تجذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 562 مليون ريال (149.5 مليون دولار) لدعم الاقتصاد الوطني، وأن تصل مساهمتها في النّاتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر إلى 30 مليار ريال (7.9 مليار دولار)، مع توفيرها لـ 30 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر بحلول عام 2034 الأمر الّذي يعني بأنّ السّعودية تسير بخطى واثقة نحو عالم صديق للبيئة.
وستكون أول سيارة محلية الصنع مزوّدة بأنظمة تقنية متقدّمة مثل القيادة الذّاتية بما في ذلك سيّارات السّيدان والدّفع الرّباعي حيث ستكون هذه الميّزات متاحة في السّعودية والشّرق الأوسط.
وتسعى العلامة التّجارية الأولى من نوعها إلى تقديم سيّارات كهربائيّة ممّيزة، ومن هنا ستحصل سير على تراخيص تقنية العناصر الموجودة في السيّارات الكهربائيّة الّتي تنتجها شركة BMW فيما ستُطوّر شركة Foxconn النظام الكهربائي للسّيارات، الّتي سيتمّ تصميمها وتصنيعها بالكامل داخل المملكة في خطوة هامّة جدّاً في العالم العربي.
لن نتمكّن من التّعامل مع تبعات وآثار الاحتباس الحراري وانبعاثات الكربون دون اتّخاذ خطوات هامّة وجذريّة على غرار أول سيارة كهربائية سعودية قد تكون نموذجاً يحتذى لدول عربيّة أخرى.
قم بزيارة متجر أمنية الإلكتروني، توصيل مجاني لجميع المحافظات
