ما هو التغير المناخي؟
يهدّد التغير المناخي اليوم كل جانب من جوانب الحياة البشرية، وإذا تركت البشرية للتصرف مع الطبيعة دون رادع، فسوف نعاني من الاحتباس الحراري، وتفاقم حالات الجفاف، وارتفاع مستويات سطح البحر، والانقراض الجماعي لبعض أنواع الكئنات الحية. العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً، فما هو الحل؟
لماذا يحدث تغير المناخ؟
المناخ هو متوسط الطقس في مكان على مدى سنوات عديدة. ويشكل التغير المناخي تحولاً في تلك النسبة. إن تغير المناخ السريع الذي نراه اليوم ناجم عن استخدام البشر للنفط والغاز والفحم لمنازلهم ومصانعهم ووسائل تنقلهم، عندما يحترق هذا الوقود الأحفوري، فإنه يطلق غازات دفيئة – معظمها يتكون من ثاني أكسيد الكربون – هذه الغازات تحبس حرارة الشمس وتتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
العالم اليوم أكثر دفئاً بحوالي 1.1 درجة مئوية مما كان عليه في القرن التاسع عشر، كما ارتفعت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 50%.
يجب أن يتباطأ ارتفاع درجات الحرارة إذا كنا نريد تجنب العواقب السيئة، وفقاً لعلماء المناخ، فإن الاحترار العالمي يجب أن لا يتجاوز ال1.5 درجة مئوية بحلول عام 2100.
ومع ذلك، ما لم يتم اتخاذ مزيداً من الإجراءات، فيمكن للكوكب أن يبقى دافئاً بأكثر من 2 درجة مئوية بحلول ذلك الوقت. وقدر تقرير صدر عام 2021 عن مجموعة "تعقب العمل المناخي" المستقلة أن العالم يتجه نحو 2.4 درجة مئوية من الاحترار بحلول نهاية القرن. إذا لم يتم التعامل مع الوضع بجدية، يعتقد العلماء أن الاحترار العالمي يمكن أن يتجاوز 4 درجات مئوية في المستقبل، مما سيؤدي إلى موجات حر مدمرة، وفقدان الملايين لمنازلهم بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، وفقدان بعض الأنواع النباتية والحيوانية بشكل لا رجعة فيه.
اقرأ أيضاً: ما مدى ارتباط الأحداث المتطرفة التي يشهدها العالم الآن بتغير المناخ

ما هو تأثير تغير المناخ؟
الظواهر الجوية المتطرفة هي بالفعل أكثر كثافة في جميع أنحاء العالم، مما يهدد الأرواح وسبل العيش. ومع المزيد من الاحترار، يمكن أن تصبح بعض المناطق غير صالحة للسكن، حيث تتحول الأراضي الزراعية إلى صحراء.
وتواجه منطقة شرق أفريقيا حالياً موسمها الخامس من فشل تساقط الأمطار الذي يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه عرّض ما يصل إلى 22 مليون شخص لخطر الجوع الشديد. يمكن أن تزيد درجات الحرارة القصوى أيضاً من خطر حرائق الغابات – كما رأينا في أوروبا الصيف الماضي، وسجلت فرنسا وألمانيا نحو سبعة أضعاف أراضي محترقة بين يناير ومنتصف يوليو 2022، مقارنة بالمتوسط.
وتعني درجات الحرارة الأكثر سخونة أيضاً أن الأرض المتجمدة سابقاً سوف تذوب في أماكن مثل سيبيريا، مما يطلق الغازات الدفيئة المحاصرة لعدة قرون في الغلاف الجوي، وهو ما يزيد من تفاقم تغير المناخ. وفي مناطق أخرى، يتسبب هطول الأمطار الغزيرة في فياضانات تاريخية – كما رأينا مؤخراً في الصين وباكستان ونيجيريا.
ومن المتوقع أن يعاني الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية بشدة لأن مواردهم أقل ومن الصعب التكيف مع تغير المناخ بدون موارد تساعد في ذلك.
كما تتعرض محيطات الكوكب وكائناتها للتهديد. تشير الأبحاث المنشورة في أبريل 2022، بتمويل من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، إلى أن ما بين 10% و 15% من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض.
في عالم أكثر دفئاً ستجد الحيوانات البرية أيضاً صعوبة في العثور على الطعام والماء الذي تحتاجه للعيش. على سبيل المثال، يمكن أن تموت الدببة القطبية مع ذوبان الجليد الذي تعتمد عليه، وستكافح الأفيال للعثور على 150 – 300 لتر من الماء الذي تحتاجه يومياً.
ويعتقد العلماء أن ما لا يقل عن 550 نوعاً يمكن أن ينقرض خلال هذا القرن إذا لم يتم اتخاذ إجراء.
كيف سيؤثر تغير المناخ على العالم؟
سيكون لتغير المناخ آثار مختلفة على العالم، وفقاً لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية بحدود 1.5 درجة مئوية.
- ستكون المملكة المتحدة وأوروبا عرضة للفياضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة.
- ستشهد بلدان الشرق الأوسط موجات حر شديدة وجفافاً واسع النطاق.
- الدول الجزرية في منطقة المحيط الهادئ يمكن أن تختفي تحت ارتفاع منسوب مياه البحار.
- من المرجح أن تعاني العديد من الدول الأفريقية من الجفاف ونقص الغذاء.
- من المحتمل أن تكون ظروف الجفاف في غرب الولايات المتحدة شديدة، في حين ستشهد مناطق أخرى عواصف أكثر شدة.
- من المرجح أن تعاني أستراليا من درجات الحرارة الشديدة وزيادة الوفيات الناجمة عن حرائق الغابات.

ماذا تفعل الحكومات من أجل حل مشكلة التغير المناخي؟
تتفق الدول على أنه لا يمكن معالجة تغير المناخ إلا من خلال العمل معاً، وفي اتفاق تاريخي في باريس في عام 2015، تعهدت بمحاولة الحفاظ على الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.
تعهدت العديد من الدول بالوصول إلى "الصفر الصافي" بحلول عام 2050. وهذا يعني الحد من انبعاثات غازات دفيئة قدر الإمكان، وموازنة الانبعاثات المتبقية عن طريق امتصاص كمية مكافئة من الغلاف الجوي.
ويتفق الخبراء على أن هذا الهدف لا يزال قابلاً للتحقيق، لكنه يتطلب من الحكومات والشركات والأفراد إجراء تغييرات جوهرية حالاً.
اقرأ أيضا: دور شركات التكنولوجيا الكبرى في مكافحة التغيّر المناخي
كيف يمكن للأفراد أن يساهموا؟
يجب أن تأتي التغييرات الرئيسية من الحكومات والشركات، لكن العلماء يقولون أن بعض التغييرات الصغيرة في حياتنا يمكن أن تحد من التغير المناخي:
- استقل عدداً أقل من الرحلات الجوية إن أمكن.
- حاول التنقل بدون سيارة في الرحلات القصيرة أو استخدم سيارة كهربائية.
- قلل استهلاك اللحوم والألبان.
- قم بشراء منتجات وأجهزة موفرة للطاقة عند الحاجة لاستبدال أجهزتك الحالية.
- قم بالتحويل من نظام التسخين بالغاز أو منتجات النفط إلى مضخات حرارية كهربائية أو سخانات شمسية.