شريحة في أدمغة البشر قريباً! ما القصة؟
لا يكاد يمرّ أسبوع دون تصدّر قطب الذكاء الاصطناعي رجل الأعمال إيلون ماسك لعناوين الأخبار، وهذه المرّة كان الإعلان عن حصول شريحة ماسك على موافقة هيئة الغذاء والدّواء الأمريكيّة لإجراء تجارب على البشر العنوان الأبرز.
لطالما شكّل موضوع زراعة شريحة في جسم الإنسان الكثير من الانقسام بين الخبراء والمتابعين بالنّظر إلى الآثار السّلبية المرتبطة بذلك وما يمكن أن تخلّفه مثل هذه الشّرائح داخل جسم الإنسان من تغييرات غير مسبوقة.
إلا أنّ شريحة الذكاء الاصطناعي الّتي أعلن ماسك عن نيّة شركته زراعتها في أدمغة البشر ستعود بالكثير من الفوائد بحسب رجل الأعمال خصوصاً الصّحية عليهم حيث ستسهم في علاج عدد من الأمراض.
فما بين الفوائد المتوقّعة من شريحة إيلون ماسك والجدل الدّائر حولها لأيّهما ستكون الغلبة؟
شريحة ماسك: تجارب سريريّة مرتقبة
يحاول الملياردير الأمريكيّ إيلون ماسك منذ سنوات عديدة الحصول على الموافقات اللّازمة لزراعة شريحة في جسم الإنسان وخصوصاً داخل الدّماغ، إلا أنّ هذه المحاولات باءت بالفشل بالنّظر إلى التّبعات الأخلاقيّة المرتبطة بذلك.
ومع إعلان شركة نيورالينك مؤخّراً عن حصولها على الموافقات اللّازمة من الحكومة الأمريكيّة لزراعة شريحة الذكاء الاصطناعي في أدمغة البشر للمرّة الأولى، يبدو أنّ ماسك سيدخل التّاريخ من أوسع أبوابه.
وسيكون العالم على موعد مع عدد من الدّراسات المخبريّة والسّريرية لزرع شريحة إيلون ماسك داخل الأدمغة البشريّة خلال ال 6 أشهر المقبلة.
ولا تعدّ شريحة ماسك الحاصلة على الموافقة محاولة جديدة من رجل الأعمال في هذا المجال خصوصاً أنّه يحاول منذ عام 2016 أن يطلق تجارب بشرية لزراعة شرائح إلكترونية داخل الدماغ عبر شركته المختصّة بمجال التّكنولوجيا العصبيّة.
وعقب محاولات الملياردير الأمريكيّ لتحقيق رؤيته منذ عام 2022 من خلال التقدّم بطلب الحصول على الموافقة من هيئة الغذاء والدّواء الأمريكيّة، يبدو أنّه اقترب كثيراً من تحقيق حلمه.
فوائد الشريحة الإلكترونية
الأمراض المزمنة
وبحسب ماسك ستحقّق هذه الشّرائح فوائد عديدة وثورية خصوصاً في المجالات الصحية حيث ستسهم شريحة ماسك في علاج عدد من الأمراض المزمنة وغير القابلة للعلاج مثل الشّلل والعمى.
الأمراض النفسية
كما يمكن أن تسهم هذه الشّريحة كذلك في علاج أمراض السّمنة وبعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتّوحد والفصام.
الجراحات الاختيارية
ولا يعدّ هذا الهدف الوحيد من زراعة هذه الشّرائح بل تشمل أيضاً أهدافاً طويلة المدى مثل إدراج هذه الشّريحة في إطار الجراحات الاختياريّة لتزويد الأدمغة بقدرات معلوماتية، مثل تصفّح الإنترنت والتّخاطر.
وفيما يتعلّق بآليّة عمل شريحة ماسك فإنّ المريض سيخضع لعمليّة جراحيّة في الدّماغ لزّراعة الشريحة الّتي ستتّصل بسلسلة من الخيوط الرّفيعة والمرنة، والّتي يتم إدخالها مباشرة مع أنسجة المخّ، حيث تكتشف الإشارات العصبية.
ويتألّف الدّماغ من خلايا عصبيّة تنقل الإشارات إلى خلايا أخرى في الجسم، لتتمكّن الشّريحة الجديدة من قراءة هذه الإشارات فيما تترجم بعدها تحكّماً حركيّاً مثل التحكّم بفأرة الكمبيوتر عن طريق خاصيّة البلوتوث.
معضلة أخلاقيّة وماسك يؤكد استعداده لزرعها في أدمغة أطفاله!
على الرّغم من حصول شركة نيورالينك على الموافقات اللّازمة إلا أنّ طريقها ليس ممّهداً بالكامل حيث إنّها تواجه تدقيقاً فيدراليّاً بسبب تجاربها السّابقة على الحيوانات.
فقد نفّذت الشّركة سابقاً عمليّات جراحية على القردة والخنازير والأغنام بشكل سريع، من أجل الحصول على موافقة وكالة الأغذية للتّجارب البشرية بناء على طلب قطب الأعمال الشّهير الأمر الّذي أدّى إلى نفوق عدد كبير منها.
وفي عام 2022، بدأ المفتّش العام لوزارة الزّراعة الأمريكية التّحقيق في الانتهاكات المحتملة لقانون رعاية الحيوان نتيجة هذه التّجارب، حيث يختّص هذا القانون بكيفيّة تعامل الباحثين وإجراء الاختبارات على أنواع معيّنة من الحيوانات.
وأدّت تجارب الشّركة المستمرّة منذ عام 2018 إلى نفوق حوالي 1500 رأس من بينها أكثر من 280 من الأغنام والخنازير والقردة.
وكانت هيئة الغذاء والدّواء قد رفضت سابقاً التّجارب البشريّة باستخدام شرائح الذّكاء الاصطناعي بالنّظر إلى المخاوف المتعلّقة بمشاكل محتملة في بطاريّة الشّريحة المدمجة وإمكانيّة تنقّل أسلاك الجهاز داخل الدماغ، والتحدّي المتمّثل في استخراج الجهاز بأمان دون إتلاف أنسجة المخ.
ومع هذه المخاوف، تأتي تأكيدات ماسك منذ أواخر عام 2022 بأنّه واثق جدّاً من سلامة الشّريحة وأنّه مستعدّ لزرعها في أدمغة أطفاله.
أول وأسرع وأفضل شبكة 5G في الأردن.. اشترك الآن!
