كيف نحمي أطفالنا على التواصل الاجتماعي؟

في ظلّ الانتشار الكبير للتّواصل عبر الإنترنت الّذي أصبح الوسيلة الرّئيسية لتبادل الأخبار والمعلومات، أصبحت حماية الأطفال عبر التواصل الاجتماعي ضرورة ملحّة كما تزايدت حاجة الأهل للمساعدة في هذا المجال.

ويتزايد الحديث حول سلامة الأطفال على الإنترنت مع انتشار الآراء الّتي تشير إلى أنّ الصّحة العقليّة للأطفال تتأثّر بصورة واضحة من مواقع التّواصل الاجتماعي على الرّغم من تواصلهم مع أصدقائهم عبر انستغرام وتيك توك وغيرها.

ويذهب البعض بعيداً ليتساءل حول ما إذا كان من المناسب أن يستخدم الأطفال مواقع التّواصل الاجتماعي.

حماية الأطفال عبر التواصل الاجتماعي: الواقع والقانون

صادق الاتحادّ الأوروبيّ في شهر نيسان/ أبريل على قانون جديد يجبر مواقع التّواصل الاجتماعي على إزالة المحتوى الضارّ أو دفع مليارات الدّولارات كغرامة في حال عدم الالتزام بذلك.

وتأتي هذه المحاولات التّشريعية بهدف حماية الأطفال عبر التواصل الاجتماعي خصوصاً الّذين تقلّ أعمارهم عن 13 عاماً، ففي الولايات المتحدّة قام المشرّعون الفيدراليّون بتقديم مشروع يهدف إلى حظر استخدام مواقع التّواصل الاجتماعي على هذه الفئة.

فيما يدعو القانون كذلك إلى حصول الأطفال الّذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً على إذن من أولياء أمورهم لإنشاء حسابات عبر قنوات التواصل الاجتماعي.

فتاه تستعمل السوشال ميديا

ويدرس هؤلاء المشرّعون كذلك منع شركة ميتا من جني الأموال من البيانات الّتي تجمعها عن الأطفال وذلك لضمان تحقيق سلامة الأطفال على الإنترنت. 

وعلى الرّغم من الجدل القائم حول منع الأطفال من ذوي ال 13 عاماً من استخدام الإنترنت إلا أنّ هذا القانون موجود بالفعل في الولايات المتحدّة تحت اسم "حماية خصوصيّة الأطفال على الإنترنت" ودخل حيّز التّنفيذ عام 2000 ويمنع الأطفال من هذه الفئة العمريّة من استخدام الإنترنت دون إذن الوالدين.

umniah 5g banner

من جهتها التزمت مواقع التّواصل الاجتماعي بهذا القانون من خلال منع الأطفال دون ال13 عاماً من التّسجيل والحصول على حسابات.

إلا أنّه وفي ظلّ الحديث عن حماية الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ حماية الخصوصيّة لا تشكّل مصدر القلق الوحيد فالأطفال يواجهون مخاطر التنمر واضطّرابات الأكل والأفكار الانتحاريّة.

طفل على انستغرام

ماذا يفعل الآباء لحماية أطفالهم؟

umniah 5g banner

السن القانوني وحماية الأطفال على التواصل الاجتماعي

يرى الخبراء بأنّ سن ال13 لا يعدّ السنّ الأفضل لوجود الأطفال على مواقع التّواصل الاجتماعي، وعلى الرّغم من وجود القوانين فإنّ الرّدع الحقيقيّ قد يأتي من الآباء.

ينبع مصدر القلق من حقيقة أنّه لا توجد وسيلة للتحقّق من عمر الشّخص لدى الاشتراك في الخدمات المختلفة عبر الإنترنت.

وعلى الرّغم من مراعاة الشّركات لحقيقة حماية الأطفال عبر التواصل الاجتماعي إلا أنّه لا زال هناك الكثير من العمل لوضع الأطفال بعين الاعتبار لدى إنشاء التّطبيقات المختلفة.

دور الآباء في المساهمة في تحقيق سلامة الأطفال على الإنترنت

وعلى الجانب الآخر، يرى الفريق المعارض لحظر استخدام الأطفال دون ال 13 عاماً لوسائل التّواصل الاجتماعي بأنّهم قد يجدون صعوبة عندما يتمّ السّماح لهم فجأة باستخدامها عندما يبلغون 18 عاماً.

وفيما يتعلّق بدور الآباء في هذا المجال، يقترح الخبراء أن يقوم الآباء بتصفّح مواقع أبنائهم باستمرار بالإضافة إلى فتح نقاشات مع أطفالهم للتعرّف على اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم.

كما يشدّد الخبراء على ضرورة تعريف الأطفال بجميع جوانب الإنترنت وفوائد ومضارّ مواقع التّواصل الاجتماعي لأنّ المعرفة دائماً قوّة.

مصدر المقال: الرابط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *