تقنية التوأم الرقمي هل تزيح الميتافيرس عن العرش؟

منذ الإعلان عن دخول شركة فيسبوك في عالم الميتافيرس وتغيير اسم الشّركة إلى ميتا منذ عام ونصف والكثير من التّغييرات في عالم التّكنولوجيا تفرض نفسها حيث توقّع الخبراء أن يشكّل الميتافيرس عالماً موازياً حقيقيّاً للّعب والعمل وممارسة جميع أشكال الحياة الطّبيعية لكن بأبعاد الميتافيرس، ولكن ما إن اعتاد المستخدمون على ذلك ظهرت تقنية التوأم الرقمي بقوّة ليكون السّؤال هل تزيح الميتافيرس عن العرش؟

ramadan offers

تقنية التوأم الرقمي والميتافيرس

 يعرّف الميتافيرس بأنّه رؤية للثّقافة البشريّة المستقبليّة أكثر من كونه مجرّد تقنيات، الأمر الّذي يمكّن الشّركات والأفراد من تشكيل عوالم افتراضية متكاملة، من هنا تعمل شركة Apple على تطوير ما تسمّيه أجهزة "الواقع الممتدّ" لمدّة عقدين من الزمن، ومن المتوقّع الآن أن تطرح نظّاراتها الأولى في وقت لاحق من هذا العام مع البدء في استخدام تقنيات الواقع المعزّز.

التوأم الرقمي والميتافيرس

في ظلّ كلّ ذلك، من المتوقّع أن تستهدف Apple خلال السّنوات الخمس المقبلة الاتّصالات التّجارية حيث تصعد تكنولوجيا التوأم الرقمي بقوّة والّتي ستتيح التنقّل في المساحات الافتراضية واستحضار الكائنات الافتراضية في العالم الحقيقيّ الأمر الّذي يشكّل بعداً إضافيّاً لما يمكن أن تقوم به عوالم الميتافيرس.

لا تعدّ تقنية التوأم الرقمي حديثة كلّياً بل إنّ مفهومها يعود إلى عام 1970 حيث مكّن امتلاك ناسا للأساس الوحيد لهذه التّقنية في العالم من إنقاذ ثلاثة روّاد فضاء انقطعت بهم السّبل بالفضاء ليقلّ إمدادهم بالأكسجين.

يمكن تعريف تقنية التوأم الرقمي بأنّه نسخة افتراضية من أنظمة أو بنى تحتيّة ففي حالة ناسا استخدم المهندسون قدرات المحاكاة الحاسوبية لاكتشاف الخطأ واختبار مجموعة متنوّعة من الحلول المحتملة ومن ثمّ اختيار الأفضل وتطبيقها على طاقم أبولو.

أسهم هذا النّجاح في توجّه ناسا إلى إنشاء توائم رقمية لمركبة فضائيّة منفصلة عن أجهزة المحاكاة بهدف التّكامل والاختبار والمراقبة والصيانة التنّبؤية حيث أصبحت هذه التّقنية تستخدم فيما بعد لصيانة الجسور والمباني ومزارع الرياح والطاّئرات والمصانع.

كيف تعمل تقنية التوأم الرقمي

 تتألّف هذه التّقنية من ثلاثة أجزاء تشمل النّظام المادّي، والنّسخة الرقمية الافتراضية لذلك النّظام المادّي وقناة الاتّصالات التي تربط الجانبين حيث تختلف التوائم الرقمية عن النّماذج أو المحاكاة من حيث إنّها أكثر تعقيداً واتّساعاً وتتغيّر بصورة ديناميكيّة بحسب تغيّر البيانات الواردة من التّوأم المادي.

يعتقد بأنّ هذه التقنية ستقود عوالم الميتافيرس كما ستشكّل عاملاً رئيسيّاً للتحوّل الرّقمي للمؤسّسات، حيث يتوقّع في عام 2027 إلى إنشاء توأم رقمي منفصل لكلّ 15000 طائرة بدون طيّار لتقوم العشرات من أجهزة الاستشعار المثبتة في جميع أنحاء الطاّئرة بقياس درجة الحرارة والرّطوبة والاهتزاز وضغوط الجناح والكفاءة التشغيلية للأجزاء المتحركة.

 

تكنولوجيا التوأم الرقمي

وكي يستفيد المهندسون من قدرات المحاكاة للتوائم الرقمية يعمل المهندسون على النّحو التالي في حال تحطّم الطّائرة.

يرتدي المهندسون الّذين يعملون من المنزل نظّارات الواقع الافتراضي ويظهرون التوأم الرقمي للطّائرة المحطّمة بدون طيّار في بيئة افتراضية مشتركة ثلاثية الأبعاد عالية الدّقة حيث يعيدون تشغيل الحادث أثناء التنقّل داخل الطّائرة ممّا يعرض نسخًا ثلاثيّة الأبعاد من جميع الأجزاء، بالإضافة إلى البيانات السّياقية المستندة إلى المستشعر ليعرفوا بأنّ جهاز التحكّم في الدفة فشل بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

في الوضع الطّبيعي سيتمّ استبدال جميع وحدات التحكّم البالغ عددها 15000 بتكلفة عالية جدّاً وبدون أيّ ضمانات لتكون تقنية التوأم الرقمي أساسيّة في تحقيق نتائج أكثر دقّة.

ستسهم تكنولوجيا التوأم الرقمي في توفير المال ومنع وقوع الحوادث والحفاظ على البيئة بالإضافة إلى إحداث تغييرات إيجابيّة على العمليّات والتّصنيع دون حدوث أعطال خطيرة الأمر الّذي يشكّل تغييراً جذريّاً.

من خلال تقنية التوأم الرقمي لن تكون عوالم الميتافيرس مجرّد مستقبل بعيد المدى بل ستكون وسيلة هامّة واستثنائيّة لتحسين العالم الحقيقيّ وتجنّب الكثير من الأخطار.

مصدر المقال: الرابط

أسرع وأحسن فايبر من أمنية.. اشترك الآن !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *