الخدمات الماليّة في مرمى الهجمات السيبرانية
تشير التّقارير الحديثة لعام 2022 إلى أنّ 67% من المؤسّسات الماليّة تعرّضت لنوع من الهجمات السيبرانية مثل التّلاعب بالبصمة الزّمنية فيما استهدفت 44% من الهجمات مراكز السّوق الأمر الّذي يشير إلى الخطورة المتزايدة الّتي قد تتعرّض لها المؤسّسات المالية خلال الفترة المقبلة.
وبالنّظر إلى تطوير المهاجمين لأساليبهم واعتمادهم أساليب وبرامج جديدة، تبرز الحاجة لاتّخاذ خطوات جدّية لحماية القطاع المالي الّذي يعدّ واحداً من أكثر القطاعات الحيويّة وضمان تحقيق الأمن السيبراني.
الهجمات السيبرانية والقطاع المالي: هدف كبير للقراصنة
تتنوّع الهجمات الّتي يمكن أن تتعرّض لها المؤسّسات المالية وتستهدف العملاء والموظّفين على حدّ سواء كما تشمل الاحتيال الإلكتروني والتّحويلات المالية والسّيطرة على الحسابات وسرقة البيانات الشّخصية للعملاء.
وتشمل الهجمات برامج الفدية الّتي قد تمكّن المقرصنين من اختراق المعلومات غير المعلنة مثل نسب الإيرادات وعروض الاكتتاب أو العمليّات الماليّة الاستراتيجيّة حيث تعرّضت 66% من المؤسّسات للهجوم الإلكتروني الّذي استهدف استراتيجيّتها لدخول السّوق.
وتعدّ الأرقام الّتي تشير إلى الهجمات المستمرّة الّتي تتعرَض لها المؤسّسات المالية مقلقة حيث تعترف 63% من هذه المؤسّسات بتعرّضها لارتفاع في عدد الهجمات السيبرانية الضارّة مع تعرَض 74% منها لمحاولة ابتزاز واحدة على الأقلّ من خلال برامج الفدية خلال عام 2021، قام 63% منها بتسديد مبلغ الفدية المطلوب.
وتهدّد الهجمات السيبرانية الاستقرار الاقتصادي بسبب زيادة الاتّصال بين القطاعين المالي والتّكنولوجي، فالهجمات على المؤسّسات المالية الكبرى أو النظام الأساسي أو الخدمات التي تعتمدها تؤدي إلى تداعي النظام المالي بأسره، مما يتسبب في فقدان الثقة بالإضافة إلى فشل المعاملات وحبس السيولة، وإعاقة عمل الشّركات.
وتؤدّي الهجمات السيبرانية كذلك إلى إعاقة قدرة المؤسّسات المالية عن النّفاذ إلى الودائع والمدفوعات، مما تنتج عنه نتائج سيئة مثل مطالبة المستثمرين والمودعين بأموالهم أو إلغاء حساباتهم والمغادرة.
وتشكّل العملات المشفّرة مصدراً محتملاً لهجوم سيبراني محتمل، فبحسب الدّراسات الأخيرة أظهر 83% من المشاركين قلقهم من الجوانب الأمنيّة المتعلّقة بتداول العملات الرقمية خصوصاً أن القراصنة يستهدفون عمليّات تبادل العملات المشفّرة بهدف تحويلها مباشرة إلى نقود إلكترونية.
تأخذ المؤسّسات المالية هذه الهجمات على محمل الجدّ لذلك تعمل على زيادة ميزانيّتها المخصصة للأمن السّيبراني بمعدّل 20 إلى 30% هذا العام، وتسعى إلى تطبيق حلول توفّر الاستجابة السّريعة والكشف عن الهجمات قبل حصولها بالإضافة إلى التأكّد من تأمين الهواتف المحمولة بالنّظر إلى استخدامها بصورة كبيرة للقيام بالعمليّات الماليّة.
كيف يمكن حماية الخدمات الماليّة من الهجمات السّيبرانية
بناء على كلّ ذلك، لم يعد توفير الحماية الإلكترونية وتبّني حلول الأمن السّيبراني أولويّة حتميّة تشكّل جزءاً لا يتجّزأ من جميع الأعمال خصوصاً في ظلّ التطورات العالمية على الصعيد الاقتصادي والسّياسي والاجتماعي.
ويمكن تحقيق الأمن السّيبراني للمؤسّسات الماليّة من خلال:
- إعداد الخرائط السّيبرانية لأهمّ الرّوابط التّشغيلية والتكنولوجية المتبادلة والبنية التحتية ذات الأهمية الكبيرة بهدف إدماج المخاطر السّيبرانية بصورة أفضل في تحليل الاستقرار المالي لفهم المخاطر على مستوى النّظام.
- زيادة التّعاون الدّولي في مجال التنظيم والرقابة.
- تعزيز القدرة على الاستجابة من خلال تمكين النّظام المالي من استئناف عمليّاته بسرعة حتّى في مواجهة هجوم سيبراني ناجح.
- تعزيز القدرات الدّفاعية من خلال إجراءات فعالة لمصادرة عائدات الجريمة ومقاضاة المجرمين.
من هنا بدأت الحكومات والأطراف المعنيّة بالتّعاون لتحقيق الأمن السّيبراني وصدّ الهجمات المحتملة ومكافحة التّهديدات المرتقبة بكل الأساليب المتاحة.
تعرف على خدمات الأمن المدارة التي توفرها شركة أمنية.