أمّة تصنع التّكنولوجيا أم تستهلكها فقط
أحمد رائد عدنان جابر/ جامعة الطفيلة التّقنية - تغيّر العالم مع ظهور الثّورة الصّناعية على فترات مختلفة؛ بسبب ظهور صناعات لم تكن موجودة في العصور السّابقة، وتعدّ التّكنولوجيا إحدى أهمّ اختراعات البشر على جميع الفترات بسبب أثرها الكبير على العالم، خاصّة في آخر نصف قرن من حياة البشرية مع اختراع جهاز الحاسوب والهاتف النقّال وغيرها من الاختراعات التكنولوجية التي جعلت العالم قرية صغيرة يعرف الجميع فيها بعضهم رغم عددهم الكبير.
التّكنولوجيا في المنطقة العربيّة
تعدّ المنطقة العربيّة إحدى أكثر المناطق الّتي تستخدم التّكنولوجيا الحديثة عن طريق شرائها من مخترعيها، ومنتجيها وهي الدّول المتقدّمة في التّكنولوجيا.
وقد انتشرت التكنولوجيا في العالم العربي بكثرة خاصة مع انتشار الإنترنت، ووسائله الكثيرة، التي جعلت شباب عالمنا العربي يقبلون عليها وخاصّة أنّها تتيح لهم فرصة التّواصل مع العالم الخارجي، وكان لاستخدامها في عالمنا آثار عديدة بعضها إيجابيّة وخاصّة ما يتعلّق بالدّراسة والعلم.
فقد دخل العديد من الشّباب مجالات التّكنولوجيا وحتى أبدعوا فيها مثل التخصّصات الهندسية والصّناعية، والطّبية، ولكنّ أغلب آثار التكنولوجيا الحديثة قد تعدّ آثار مدمرة بلا فائدة كما يحصل حاليًّا في عالمنا العربي، حيث إنّ اغلب الشباب أصبح تركيزهم على مواقع التّواصل الاجتماعي، والهواتف النقّالة الّتي لا تنقل إلّا السّيء والتّي تدمّر عقولهم وثقافتهم ما يجعل هذه الفئة الشابة بلا هدف، ولا مستقبل فنحن أمّة نستخدم تلك التكنولوجيا ولا نخترعها، ولا نسيّرها لمصلحتنا فالّذين يقومون ببيعها لنا يحاولون استخدامها في توجيه أبنائنا نحو الهاوية لإبعادهم عن واقعهم، ومستقبلهم، وأمّتهم الّتي تعاني من واقع صعب.
كيف نصنع التّكنولوجيا؟
يعدّ الأردنّ من أكثر الدّول العربيّة الّتي تنتج فئة متعلّمة على مستوى الوطن العربي ويتواجد داخل الأردن كليّات عديدة، وبرامج خاصة بالتّكنولوجيا، أو حتّى برامج مشتركة مع بعض التخصّصات الأخرى.
من هنا فإنّه على القائمين على التّعليم إنشاء مراكز متخصّصة بهؤلاء الشّباب الّذين يدرسون التخصّصات التّكنولوجية لتدريبهم خلال الجامعة على تطويرها، واختراع ما يناسب بيئتهم داخل هذه المراكز، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للبحوث العلميّة، وإيجاد أساتذة متخصّصين بكلّ مجال من مجالات التّكنولوجيا.
وعلى الدّولة كذلك تسخير جميع قدراتها للشّباب المبدعين في التّكنولوجيا عن طريق رفد المراكز بالمال، والمعدّات، والتّقنيات أو إنشاء مراكز بحوث ودراسات خاصّة بدراسة الواقع التّكنولوجي في الدّولة مع الاهتمام بالتّعليم الجامعي للشّباب، وإنشاء مؤسّسات خاصّة بتكنولوجيا يعمل فيها شباب من جميع التخصّصات التّكنولوجية على سنوات متتالية لإدخال التّقنيات المختلفة والمتنوعّة الّتي تصبّ في مصلحة الدّولة، والشّباب ليصبح هؤلاء الشباب منتجين بدل أن يكون عاطلين عن العمل.
ويلي ذلك إخراج ما قاموا بإنتاجه إلى المؤسّسات في الدّولة، ثمّ العالم مثل الهواتف، والرّوبوت وحتى أجهزة الحاسوب وصناعات السّيارات، وشبكات الاتّصال ما يمكن أن يحوّل الأردنّ إلى بلد منتج للتّكنولوجيا بدل أن يكون مستهلكاً ليقوم بتصديرها كما هو الحال مع دول جنوب شرق آسيا الّتي سبقت عالمنا ملايين السّنيين الضوئية علميًّا للأسف، ولذلك علينا دعم الشّباب في قطاع التّكنولوجيا على مراحل وسنوات لنصل إلى الأفضل في هذا المجال في النّهاية.