وحدات التّنقل ذاتيّة القيادة اختبارات أولية تدشّنها إمارة دبي في مسيرتها نحو التحول إلى مدينة ذكية بالكامل
يتجه عالم اليوم نحو التّحوّل إلى عالم ذكي، يضمّ مدناً ذكيّة تعتمد بشكل أساسي على التّكنولوجيا والإنترنت لتسيير كلّ أمورها الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثّقافيّة. ويُعتبر قطاع النّقل من أساسيات المدن الذّكيّة والذي يحظى بإهتمام كبير من قبل الشركات التي تعنى بتطوير وتوفير تكنولوجيات جديدة تخدم مفهوم المدن الذكيّة.
أحدث ما توصّلت إليه إحدى الشّركات هي وحدات تنقل ذاتية القيادة تعمل على الكهرباء، أيّ على بطاريات قابلة لإعادة الشّحن. توفّر هذه الوحدات خدمة نقل الركاب وشحن الأغراض وبخاصة البقالة إلى المستهلكين. ولقد كانت إمارة دبي، التي تسعى لأن تصبح واحدة من أذكى المدن في العالم، السبّاقة في إطلاق اختبارات أولية لهذه الوحدات على طرقات الإمارة.
نقل الرّكاب:
بدأت إمارة دبي اختبار خدمة نقل الركاب عبر هذه الوحدة، وذلك بهدف تحديد مدى جودتها وطريقة عملها من حيث السّرعة والتي تتراوح بين 20 كلم في السّاعة والـ 80 كلم، ومن حيث خريطة التّنقل (أي الطّرق التي تسلكها). هذه الوحدات الصغيرة التي بإمكانها العمل ثلاث ساعات متواصلة، تتسع لعشرة ركّاب، ستة منهم في وضعيّة الجلوس وأربعة في وضعيّة الوقوف. ومن المبكر الحديث عن إطلاق تلك الوحدات بشكل رسمي في المدن نظراً إلى عدم إكتمال كافة الإجراءات والدّراسات حولها. وفي حال نجاحها ستسعى إمارة دبي إلى إعتمادها رسمياً في العام 2020.
الشّحن والتّوصيل:
أطلقت وحدات التنقل ذاتية القيادة في دبي خلال معرض Expo 2020، وذلك بفضل شركة في الولايات الأمريكيّة المتّحدة تحت إسم Robomart التي تعمل على تطوير وإطلاق هذه الوحدات الذّاتيّة القيادة بالشّراكة مع إمارة دبي. توفّر هذه الوحدة إلى جانب خدمة نقل الركاب، خدمة الشحن والتوصيل. إذ كلّ ما تطلبه من بقالة كالفاكهة والخضراوات، سيصلك إلى عتبة منزلك من دون القيام بأي جهد. فإنسان اليوم يسعى لتفادي زحمة السّير لشراء حاجيّاته، وكلّ ما يطلبه في وقت فراغه هو الجلوس ونيل قسط من الرّاحة من دون القيام بأدنى الأعمال نظراً إلى الضّغوطات الكبيرة ومتطلّبات العيش. مع وحدة التنقل الذكية هذه، كلّ ما عليه فعله هو تشغيل الخدمة عبر هاتفك الذّكي من خلال تطبيق مخصّص لها وطلب إحدى هذه الوحدات الذّكيّة بشكل مجّاني. عند وصولها إلى بيتك، تختار ما تحتاج من البقالة المتوفرة وتعود إلى مكانك. أمّا فيما يتعلق بعملية الدّفع، تنتظر الشّركة الحصول على براءة اختراع لخاصية جديدة توفرها هذه الوحدات، حيث تقوم عبر التقنيات الذكية بتسجيل كلّ ما يأخذه المستهلك ومن ثمّ إرسال الإيصال إلى صاحب الأغراض لإتمام الدّفع.
هذا هو العالم الجديد الذي ينتظرنا، حيث التّكنولوجيا تفرض واقعاً جديداً، وعلينا التكيّف معها ومجاراتها.
إنجاز ونقلة كبيرة لقطاع النقل للإمارات.