هل يصبح العالم “ديجيتالياً” بعد كورونا؟

نسفت أزمة كورونا وتداعياتها على كافة الدول ما كان يوصف به العالم الرقمي “الديجيتال” بأنه عالم افتراضي واستخدامه شكل من أشكال الترف ولا يرتبط بالعالم الواقعي بشيء.

فاليوم، ومنذ بدء أزمة كورونا انقلب الحال إلى حال، وباتت الحكومات حكومات تكنولوجية وأصبح المواطنون سكان العالم الرقمي الذي من خلالها يحصلون على كافة احتياجاتهم الأساسية قبل الثانوية.

فمن خلال العالم الرقمي وعلى الصعيد الأردني مثلا أصبح العالم الرقمي ضرورة مثل التعليم عن طريق التقنيات التكنولوجية، إضافة إلى الوظائف التي أصبحت عن بعد وبخاصيات تقنية، وشراء الحاجات المنزلية، فضلا عن الإيجازات الصحفية الحكومية التي أصبحت من خلال تلك التقنيات لعل أبرز أمثلتها الإيجازات الصحفية الحكومية التي تحدث من المنزل في أيام الحظر الشامل.

واتفقت توقعات خبراء من خلال حديثهم لـ”الغد”، أن التوجه نحو العالم الرقمي الذي يحدث الآن ليس توجها لحظيا، بل سوف يستمر إلى ما بعد الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، وعليه باتت الحاجة اليوم إلى تطوير الأدوات التي يحتاجها العالم الرقمي ملحة حتى تتناسب مع الحالة الجديدة التي يمر بها العالم هذا العالم الذي أصبح “ديجيتاليا”.

فبحسب وجهة نظر الخبير بالإعلام الرقمي الدكتور يونس عرب فإنه ما من شك بأن أزمة كورونا كشفت أن الادعاءات التي كانت تقلل من أهمية العالم الرقمي هي ادعاءات لا تمت بالحقيقة بصلة، ولعل منصات التعليم عن بعد وشبكة الخدمات الصحية الرقمية وغيرها من الأمثلة دليل على أن العالم الرقمي ليس ترفا فحسب بل هو العالم الأكثر حقيقة وواقعية وحاجة.

وبين الدكتور عرب أن الوضع الحالي لم يكشف فقط أهمية العالم الرقمي بل أيضا ضرورة تطويره، وتصويب الأخطاء التي ظهرت خلال هذه الفترة وكشفت عدم جاهزية منصات إلكترونية ضرورية، مستشهدا بأنظمة التأمين الصحي التي لم تتحمل كمية الضغط على الشبكة الإلكترونية الأمر الذي جعلها غير قادرة على إيصال البيانات اللازمة لمن يطلبها من المواطنين.

وبين أن أزمة كورونا أثبتت عيوب الخدمات الحكومية الإلكترونية بحيث كشفت أن الرقمية جزء من خدماتها وليس كلها، الأمر الذي يستلزم إعادة تقييم الخدمات الرقمية الحكومية بمنطق الرقمية الكاملة وليس الجزئية.

وأكد أن الانتقال إلى البيئة الرقمية خلال فترة بداية أزمة كورونا لم يكن انتقالا سلسا، ذلك لعدم جاهزية الأدوات الخدمية الرقمية لبعض المنصات الإلكترونية، وأضاف إلى أن الانتقال إلى الرقمية هو أمر ثابت وحقيقي وليس باللحظي، مرجحا أن يبقى هذا الانتقال إلى ما بعد أزمة كورونا وقال: “سيكون العالم الرقمي هو عنوان السنوات القادمة بلا نقاش”.

وهذا ما يؤيده مستشار التواصل الاجتماعي خالد الأحمد، والذي يعتبر أن الوصف الجديد للعالم الطبيعي هو العالم الرقمي، لافتا إلى أنه وفي السابق وتحديدا ما قبل أزمة كورونا لم تكن البنية التحتية للعالم الرقمي جاهزة من قبل جميع حكومات العالم، واليوم أصبح من الضروري أن تكون هناك جاهزية أكثر للبنية التحتية الرقمية.

وعلق على أن أزمة كورونا دحضت ما كان يشاع عن العالم الرقمي بانه افتراضي، بقوله في السابق لم يكن هناك استخدام ونظرة ناضجة للعالم الرقمي، بيد أن هذا العالم أصبح هو العالم الحقيقي والأكثر واقعية، مشيدا بالخطوات التي تسير نحوها الأردن لإتمام جاهزيتها للعالم الرقمي.

بدوره اعتبر الخبير بالقوانين المعلوماتية يحيى شقير، أن من إيجابيات أزمة كورونا أنها شرعت في استيعاب أن هناك تغير هائل في العالم الافتراضي، ولا شك أن أهمية هذا العالم موجودة منذ وقت طويل لكنها كانت تجابه بالإنكار وبالاعتراف بأن العالم الرقمي ليس ترفي بل هو الواقع نفسه.

وأشار شقير أن التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا مثل التعليم عن بعد لا شك بأنه كان في البداية أمر مفاجئ لكن سرعان ما تحول للتكيف، والأمر ينطبق على مختلف القطاعات التي أصبحت تقدم خدماتها إلكترونيا، لافتا إلى أن أزمة كورونا أظهرت وجوب متابعة التطورات التي تطرأ على العالم الرقمي لأن جميع سكان العالم اليوم مجبورون على أن يكونوا داخل الفضاء الرقمي.

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *