ما هو مستقبل العملات الرقمية؟
مع الأنباء العالميّة الّتي تشير إلى تهاوي العملات الرقمية وسقوطها بصورة مفاجئة بعدما كانت القيمة السّوقية لسوق التشفير تقترب من الـ 1.06 تريليون دولار، سجّلت قيمة سوق العملات الرّقمية هبوطاً بحوالي 60 مليار دولار نزولاً إلى مستويات التريليون دولار تزامنًا مع سقوط أكبر 100 عملة رقمية من حيث القيمة السّوقية.
أسباب تراجع أسعار العملات الرّقمية
هناك أسباب عديدة وراء هذا التّراجع، من أبرزها ارتفاع أسعار الفائدة ثلاث مرّات خلال هذا العام بالإضافة إلى التضخّم الّذي يشهده العالم في جميع البلدان وعلى جميع المستويات.
فعلى الرّغم من أنّ السّوق التّقليدية والسّوق الرّقمية غير مرتبطتين ظاهريّاً إلا أنّ سوق العملات الرّقمية تأثّر بالاضطرابات وعدم الاستقرار الّذي تعاني منه السّوق التّقليدية ما أثّر على استعداد المستثمرين بالمخاطرة.
وقد تأتي بعض الضّوابط التّشديدية الّتي فرضتها بعض الدّول كسبب من الأسباب الّتي أدّت إلى تراجع العملات الرّقمية حيث أقدمت دول مثل الهند على فرض ضرائب على الأصول الرّقمية بدأ تنفيذها في الأوّل من تمّوز/يوليو 2022.
نظرة على المستويات الّتي هبطت لها أبرز العملات الرّقمية
بيتكوين
انخفضت بيتكوين دون مستويات الـ 22 ألف دولار خلال التّعاملات الأخيرة (23 و24 تمّوز/يوليو) لتهبط إلى 21.97 ألف دولار بتراجع بلغ 4% بينما نزلت قيمتها السّوقية إلى مستويات دون الـ 420 مليار دولار.
وعلى الرّغم من نزول بيتكوين إلى أكثر من 2% خلال أسبوع، لا تزال تحافظ على مكاسب شهرية تبلغ 3% مع هبوط بنسبة تزيد عن 54% منذ بداية العام.
إيثريوم
وتراجعت ثاني أكبر العملات الرّقمية إيثريوم بنسبة 6% أيّ ما يعادل 1.52 ألف دولار، حيث بلغت قيمتها السّوقية 185 مليار دولار وذلك خلال الفترة نفسها.
نظرة عامّة على السّوق
تراجعت عملة بينانس كوين الرّقمية 3% وصولاً إلى مستويات 255 دولار، حيث تبلغ قيمتها السّوقية حاليّاً حوالي 41 مليار دولار.
فيما نزلت الريبل إلى أكثر من 5% إلى مستويات 0.34 دولار حيث انخفضت بنسبة 5% خلال أسبوع وبنسبة 7% خلال شهر حيث تبلغ قيمتها السّوقية حاليًّا 17 مليار دولار.
في الوقت الّذي تراجعت فيه كاردانو بنسبة 5% حيث نزلت إلى مستويات 0.49 دولار، وتراجعت سولانا بنسبة 6% لتصل إلى مستويات قرب الـ 38 دولار.
كما انخفضت عملة دوج كوين بنسبة 5.5% إلى مستويات 0.065 دولار حيث تراجعت بنسبة 62% منذ بداية العام.
ماذا بعد؟
تثير هذه الهبوطات الحادّة مخاوف كبيرة حول مدى متانة أسواق العملات المشفّرة ومدى الحاجة لإعادة تنظيمها بصورة متكاملة.
في ظلّ كلّ ذلك، يترقّب سوق العملات الرّقمية وبيتكوين القرارات المقبلة بشأن أسعار الفائدة، والّتي يأتي بعد كلّ هذه الخسائر الّتي عانت منها أسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت جرّاء اقتناء البيتكوين.
ومع توقّع المحلّلين أن تتعرّض بيتكوين لموجة جديدة من التراجع خلال الفترة المقبلة، يرى خبراء السّوق أنّ بيتكوين ستعبر الأزمة بفضل استمرار مستثمري الأجل الطويل في الاستثمار بهذه العملة.
وفي هذا المجال، يعتبر خبير التّشفير مات مالي أنّ الشّركات التي تحتفظ بالعملة قد تميل إلى البيع إذا تعرّض الأصل لانخفاض كبير آخر، كما قد تكون التقلّبات العنيفة في سوق العملات الرقمية دافعًا رئيسيًّا لعمليّات البيع الأخيرة الّتي قامت بها الشّركات.
في ظلّ كلّ هذه الخسائر قد يكون شراء بيتكوين محفوفاً بالمخاطر إلا أنّ الخبراء يعتقدون بأنّه لا يزال هناك مستقبل واعد للعملات الرّقمية ويمكن الاستثمار بها ولكن مع المتابعة الحثيثة لواقع السّوق وأسعار العملات.