ماذا سيعني قدوم إيلون ماسك إلى تويتر؟
حسام خطّاب - يوم الأحد الماضي، كان إيلون ماسك واحداً من أشهر مستخدمي تويتر. ويوم الإثنين، أُعلن عن أنّ ماسك أصبح أكبر مالك فرديّ لأسهم تويتر. و يوم الثّلاثاء، أعلن الرّئيس التّنفيذي لتويتر أنّ ماسك أصبح عضواً في مجلس إدارة تويتر.
مفاجأة انضمام ماسك
مفاجأة انضمام إيلون ماسك إلى تويتر كانت الخبر التّقني الأضخم لهذا الأسبوع، وهو ما زاد على السّحر الّذي يمتلكه إيلون ماسك في أدمغة المتابعين. وهو كذلك يوضّح كيف أنّ منّصة تويتر هي القلب النابض لأخبار العالم اليوم، وأيّ قصّة ممكن أن تنتشر على تويتر، وأيّ مستخدم سيكون له مداخلة أو انطباع عليها.
كما أنّ انضمام ماسك أضاف إلى الصّخب والغموض الّذي أحاط بتويتر خلال الفترة الماضية. فمنذ حوالي أربعة أشهر، تنّحى جاك دورسي عن منصبه كرئيس تنفيذي لتويتر، وهذا التنّحي كان بشكل أو بآخر نتيجة لضغوط من مجموعة Elliott Management التي تملك 4% من أسهم تويتر. فالمجموعة الاستثمارية لم تكن راضية عن سعر سهم تويتر وعن حجم نموّ المستخدمين.
وتركت المجموعة الاستثمارية مقعدها في مجلس الإدارة قبل عام، وبالمقابل وضعت تحدّيًا وأهدافًا كبيرة على دورسي مثل زيادة عدد المستخدمين بمائة مليون مستخدم، وزيادة المبيعات والحصّة السّوقية. عندما ترك دورسي منصبه، كان جلّيًا أنّه لم يحقّق الأهداف الموضوعة، واختار التنحي. هذه الأهداف أصبحت مسؤولية خليفته Agrawal. خلال الفترة الماضية، المؤشّرات لم تكن لصالح خليفته. نعم تويتر بدأت في طرح منتجات جديدة، ولكنها خسرت أموالًا في الرّبع الأخير وزادت فقط ستة ملايين مستخدم.
هذا كلّه يدلّ أنّ شركة تويتر ما زالت تحت مرمى نيران المجموعة الاستثمارية Elliot أو أي مستثمر نشيط آخر، ويترك الباب مفتوحًا أمام ضغوط إضافية لتنحي Agrawal أو حتى بيع المنصة ذاتها. وهو ما كان سببًا كافيًا وجذّابًا لانضمام إيلون ماسك، الّذي يملك علاقات طيبة مع كل من دورسي وخليفته، وجميعهم مهتمون بالعملات الرقمية وبتقديم نموذج مختلف من وسائل التواصل الاجتماعي.
وجود ماسك في مجلس الإدارة سيشكّل حصنًا نوعًا ما أمام ضغوط المستثمرين، ومع أنّ ماسك يملك صوتًا واحد من أصل ١٢ عضوًا في مجلس الإدارة، مكانته في كونه مالكًا للحصّة الأكبر من أسهم تويتر وفي كونه مؤثّرًا مع ٨٠ مليون متابع، ممّا سيمنحه قوة ناعمة لكبح جماح المستثمرين. ومع انضمامه، زاد سعر سهم تويتر بحوالي ٢٧٪، وهو ما سيعطي Agrawal مزيدا من الوقت لتحقيق الأهداف.
ماذا بعد؟
السّؤال المتبّقي هو عن طبيعة التّأثير الذي سيسعى له ماسك في تويتر. ماسك ردّد مراراً أنّه مهتم بطرح منّصة تواصل اجتماعي جديدة مع قيود أقلّ، ممّا قد يعني أنه ربما سيؤثر على سياسات إدارة المحتوى على تويتر، وربما يعيد دونالد ترامب إلى منّصة تويتر. ماسك لم ينتظر كثيراً، وسأل جمهوره المليوني عن رغبتهم في طرح خاصيّة تعديل التغريدات بعد النشر، والملاحظ أن Agrawal شارك هذا الاستفتاء على حسابه الرسمي.
المؤشّرات الرّاجحة حتّى اللحظة أن Agrawal ربّما أراد تشتيت الاهتمام بعض الشّيء عن الأهداف المطلوبة منه، وسهام النقد بدأت تطاله أنه لم يقدم تحسينًا ملموسًا على أرقام تويتر. الآن مع استفتاء ماسك، الوارد أن Agrawal سيواجه صراعًا بين مشاريعه وأفكاره وبين رؤية ماسك للمنّصة، على الرّغم من التقاء أفكارهما على أكثر من صعيد.
تصرّفات ماسك وتغريداته أحيانًا تكون غير منّظمة، ويغلب عليها الفوضى في كثير من الأحيان، وهو ما استدعى قرارات قضائية بحقّه بسبب تهم التلاعب بأسعار أسهم الشركات عبر تغريداته. اليوم الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، والرّهان على أنه سيتحدّى أكثر وأكثر منصب الرّئيس التنفيذي في الشّهور القادمة، وانضمام ماسك سيشكّل تهديدًا بطريقة أو بأخرى على منصب Agrawal، ولعلّنا نشهد تغييرات إدارية جديدة إن اختلفت الرّؤى والتوجهات، ومن مأمنه يؤتى الحذر.