للحصول على صور أفضل بإمكانيات محدودة… إليكم هذه الورشة التدريبية مع المصور معاذ سلوادي
خلق التطور الذي لحق بالهواتف في العقد الأخير مواهب مخبأة كثيرة وأهمها موهبة التصوير، فباتت الكاميرا من أهم عناصر الهاتف التي يركّز المستخدم على تفاصيلها وخصائصها قبل شراء أي هاتف، إلا أن الحصول على صورة جميلة يتطلب أن يكون لدينا بعض المعلومات والقواعد الأساسية للتصوير. ومن هذا المنطلق، أعطى المصوّر والمبدع معاذ السلوادي ورشة تدريبية على صفحة أمنية عبر فيسبوك شرح فيها أبرز قواعد التصوير، وكيف تطورت رحلة الكاميرا، وما هي المصطلحات التي تستعمل في عالم التصوير، إضافة إلى إعطاء نصائح قيّمة لالتقاط أفضل الصور بتقنيات محدودة بالهاتف وبالكاميرا المحترفة.
تاريخ ورحلة تطور الكاميرا
انطلقت ورشة التدريب للمصور معاذ السلوادي عبر استعراض تاريخ التصوير الفوتوغرافي وهي كلمة تعني الرسم بالضوء (فوتو تعني الضوء غراف تعني الرسم أو الكتابة)، وبدأ التطور في هذا المجال يحصل مع حسن بن الهيثم الذي ساعد على إرساء أسس للكاميرا وآلية أخذ الصورة. وأول اختراع في عالم التصوير كان القمرة، إلا أن آلية أخذ الصورة وحفظها تطلب قروناً من العمل لتطبيقه، بدءاً بنترات الفضة وصولاً إلى استعمال مواد كيمائية معينة لحفظ الصورة لمدة أطول وصولاً إلى المادة الحساسة التي هي "الفيلم" الذي يوضع داخل الكاميرا، انتهاءً بالكاميرا الرقمية وتحوّل الفيلم إلى chip إلكترونية التي أحدثت ثورة في عالم التصوير.
وفي بداية استعراض تاريخ وتطور الكاميرا أعطى معاذ مثالاً عن أول صورة تم التقاطها طبعا بالأسود والأبيض والتي أخذ تعريضها للضوء مدة 8 ساعات تقريباً، في وقت أننا اليوم نستطيع أخذ عشرات الصور بكبسة زر واحدة وبأقل من خمس ثواني ونستطيع حفظها وطبعها. إلا أن هذا الأمر أخذ وقتاً طويلاً لاسكتشافه في السابق، كما أن ظهور أكثر من شخص في الصورة لم يكن بالسهولة التي نتكلم عنها اليوم نظراً لأن التقاط الصور كان يحتاج إلى مدة طويلة.
عند قلب الجدار لتظهر الصوره بشكل أفضل
الجدار عند انعكاس الصورة عليه
أول صورة فوتوغرافية في التـــاريـــخ تعود لعام 1826م
أول إنسان تُلتقط صورته
هذه الصورة تم التقاطها لشارع في باريس من قبل المصور (لويس داجير) عام 1838، عند إلقائك نظرة أقرب للصورة تشاهد في الزاوية السفلية للصورة من جهة اليسار، رجلاً يبدو انه يقوم بتنظيف حذائه في الشارع؛ كما يمكنك أيضاً أن ترى الفتى الذي يقوم بتلميع الحذاء.
برغم أننا لا نلاحظ هذه التفاصيل عند إلقائنا نظرة خاطفة على هذه الصورة القديمة والغير واضحة لمدينة تبدو مهجورة بشكل غريب، إلا أن التمعن في الصورة جيداً يظهر لنا ما يبدو أنها أول صورة فوتوغرافية يظهر فيها إنسان.
المصدر: إرث الأردن
بعد التطور في عالم التصوير أصبح هناك القدرة على التقاط صور شخصية "بورتريه" وكان الوقت المطلوب لأخذ الصورة يتجاوز أحياناً العشر دقائق لذلك كانت غالبية الوجوه في الصور حينها تشبه خالية المشاعر كالضحك أو الابتسام أو الغضب فكانت صورهم جامدة أو ما يعرف بمصطلح ال poker face، وكانت تستخدم أدوات معينة لتثبيت الأشخاص لتساعدهم على الثبات وعدم الحرك لالتقاط صورة واضحة.
مصطلحات يستعملها المصورون
حتى لو كنت من هواة التصوير بالكاميرا الاحترافية أو بالهاتف لا بدّ من التعرّف على أبرز المصطلحات التي يتم استعمالها من قبل المصورين، وكيفية استعمالها، وقد خصص المصور والمدرب معاذ السلوادي قسماً من الورشة التدريبية لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن اهم ثلاثة إعدادات بالكاميرة والتي تستطيع من خلالها التحكم بالضوء والتي تسمى بمثلث التعريض المؤلفة من: فتحة العدسة، الغالق، ISO.
1. فتحة العدسة
وهي أول عنصر يتعامل مع الضوء بالكاميرا، وأقرب مثال إلى آلية عملها هو بؤبؤ العين، وهي موجودة في جسم العدسة و مسؤولة عن كمية الضوء الداخل إلى جسم الكاميرا أو المستشعر ويرمز لفتحة العدسة داخل قائمة إعدادات الكاميرا بحرف F باللغة الإنجليزية.
أ- تأثيرها على الضوء
بالأماكن المظلمة نقوم بتكبير فتحة العدسة ليدخل الضوء إلى الحساسات sensor والعكس صحيح في حال وجود كمية ضوء كبيرة نقوم بتصغير فتحة العدسة.
ب- تأثيرها على العزل
في كل مرة تكون فيها فتحة العدسة أكبر في العنصر الذي نركز عليه سيكون واضحاً أكثر والخلفية فيها ضبابية، أما إذا قمنا بتضيق فتحة العدسة فسيكون العنصر الذي نركز عليه والخلفية واضحان، وهذه الخاصية موجودة أكثر في الكاميرات الاحترافية.
2. الغالق أو الستارة shutter:
هو العنصر الذي يقوم بالتحكم في المدة التي يصل فيها الضوء للمستشعر يتكون من ستارين، الأولى لفتحه والثانية لإغلاقه، خلال حركة هذه الستائر، يوجد فراغ بينهما والذي يسمح للضوء بالمرور.
أ- تأثيره على الضوء:
حسب السرعة التي تتحرك بها هذه الستائر ستدخل نسبة أكبر أو أقل من الضوء.
إذا كان shutter مغلقاً الضوء لا يدخل إلى الSensor وفي حال فتحنا الغالق لفترة طويلة سنسمح للصورة بأن تتعرض للضوء أكثر، وفي حال فتحنا وأغلقنا بسرعة يكون تأثير الضوء أقل.
كلما زادت سرعة الغالق = تقل مدة التعريض وبالتالي إضاءة أقل بالصورة
كلما بطؤت سرعة الغالق = تزيد مدة التعريض وبالتالي إضاءة أكثر بالصورة
ب- تأثيره على الحركة:
أما التأثير الثاني للغالق فهو يتعلق بالأمور المتحركة فمثلا التصوير الرياضي يتطلب سرعة غالق عالية حتى تظهر حركة لاعب كرة القدم مثلاً ثابتة والكرة ثابتة والعشب ظاهر. أما في بعض التقنيات الأخرى فتتطلب أن تكون فيها سرعة الغالق أبطىء لإظهار الحركة أكثر.
3. ISO:
أي مدى حساسية المستشعر للضوء، وكلما كانت حساسية الISO أعلى كان الضوء في الصورة أعلى، وكلما خففنا هذه الحساسية كلما خف الضوء في الصورة.
عندما نضطر إلى رفع الISO أحياناً، فذلك سيسبب بتشكيل حبيبات صغيرة في الصورة، فكلما عملنا على تقليل الISO نحصل على صورة واضحة ونقية.
وفي ختام هذه الفقرة نصح المصور معاذ بتنزيل تطبيقات على الهاتف تمكّن المستخدم من تفعيل اعدادات الموبايل الكاميرا الاحترافية وبالتالي يستطيع التحكم بال ISO والغالق مثل برنامج Camera FV-5 Lite وبرنامج تحرير ومعالجة الصور أطلقته adobe واسمه Light Room.
قواعد التصوير الفوتوغرافي
وعن أشهر قواعد التصوير شرح المصور معاذ عن:
1. قاعدة الثلث
أي أن الصورة تقسم إلى ثلاث أثلاث مع أربع نقاط القوة، ويحبّذ أن يكون الأمر الذي نريد التركيز عليه موجود في نقطة أو نقطتين من نقاط القوة، كما يجب أيضاً أن ننتبه إلى الاتجاه الذي ينظر فيه الشخص وإلى اتجاه جسمه.
2. التأطير المزدوج أو الFraming:
وهي تقود العين إلى العنصر الذي نريد أن نركز عليه والمطلوب من المصور أن يكون خلاقاً ومبدعاً لإيجاد الإطار الأجمل.
4. الهيد روم:
وهي المسافة الواقعة بين أعلى رأس الممثل والجزء العلوي من الإطار، إذا أردنا اقتطاع أي جزء من الصورة يجب عدم ترك فراغات كبيرة فوق رأس الشخص في حالة اقتطاع جزء من جسمه بالاسفل.
السلوادي أكّد أن القواعد في التصوير والفن ليست إلزامية ووجدت حتى تكسر، فإذا أردنا إيصال رسالة معينة في الصورة فمن الطبيعي أن نكسر القاعدة.
أسئلة واستفسارات المتابعين
طبعاً لا تخلو أي حلقة تتطرق إلى موضوع التصوير من الأسئلة خصوصاً فيما يتعلق بنوع الكاميرا الأفضل التي يمكن شراؤها، فأشار سلوادي إلى أن الكاميرا تخضع لميزانية الشخص وقدرته على الاستحصال عليها إضافة إلى نوع الصور الذي يريد تصويره، أما عن الوقت الأمثل للتصوير فأكد سلوادي أن كل وقت يمكن أن يكون مناسباً لأخذ صورة جميلة ولكن الساعات الذهبية للتصوير التي يُحكى عنها فهي إما ساعة الشروق أو الغروب إلا أن المهم أن نعرف كيف نستغل الإضاءة بشكل سليم.
وعن المكان المناسب لالتقاط الصور، قال سلوادي إن أكبر مدرسة للعين والخروج بأفكار جديدة هي متابعة مصورين مشهورين ومتابعة أعمال عالمية والدخول إلى منصات تختص بالصور الفوتوغرافية أو التصميم وتعلم كيفية توزيع العناصر في الصورة والكوادر وذلك يساهم في تدريب عين المصور لمشاهدة الأمور الجميلة، ناصحاً في هذا الاطار بمتابعة تطبيق 500px.
كما تطرق إلى ال HDR المدى الديناميكي العالي مشيراً إلى وجود بعض التطبيقات التي يمكن من خلالها استعمال الHDR بكبسة واحدة، وعن إشكالية تصوير الأشخاص في الشمس والتي يعاني منها كثيرون قال معاذ سلوادي من نصائح تصوير الأشخاص باضاءة الشمس الطبيعية أن تكون درجة الإضاءة 45% على الشخص وتكون خلف المصور ما سيظهر ملامح نافرة وجميلة للوجه، وأعطى نصيحة خاصة ترفع من مستوى الصور بشكل كبير وهي استعمال "ورقة الزبدة" في حال لم يستطع المصور الاستحصال على مشتت للإضاءة، التي ستساعد على تنعيم الإضاءة.
نصائح للمصورين المبتدئين بالمجال الاحترافي والأشخاص الذين يصورون بالموبايل
في حلقته التدريبية، أعطى المصور المبدع معاذ السلوادي مجموعة من النصائح للمصورين المبتدئين وللأشخاص الذين يصورون بالموبايل منها:
1. السيلفي:
الطريقة الأفضل لأخذ السيلفي هي رفع الكاميرا إلى الأعلى حتى لا يظهر الأنف كبيراً، وعندها سيظهر الجسم أصغر بقليل، ومن المهم أن نكون بمواجهة الضوء أو الشمس.
أما بتصوير الطبيعة اذا أردنا أن نبرز اللون الأزرق بالسماء في الصورة فمن المحبّذ أن تجعل الشمس خلفك للخروج بصورة تظهر بها السماء بلون أزرق جميل.
2.لا يجب أن نقوم بال digital zoom عبر الهاتف فهو بمثابة شدّ للصورة (Stretching) لتكبيرها، أما ال Optical Zoom فهو زوم حقيقي إلا أنه موجود أكثر في الكاميرات الاحترافية وشبه الاحترافية.
3. استغلال الضوء في المكان الموجود فيه:
من المحبذ التصوير ضمن إضاءة طبيعية، لأن أخذ الصورة في حرارة ضوئية مختلفة سيضرّ بالصورة وستظهر الألوان غير متناسقة.
(فمثلا ضوء الشمس يميل إما إلى الأصفر أو الأحمر، أما ضوء "الفلورسنت" او "نيون" فيميل إلى الأبيض أو الأزرق) ويحبذ أن تلتقط الصورة ضمن مصدر إضاءة واحد ضمن درجة حرارة لونية واحد.
4. بالنسبة لسيدات المنزل اللواتي يردن التقاط صور لمأكولاتهن:
يجب عدم استخدام الفلاش الذي يعطي تأثيراً سيئاً للصورة، ويمكن اعتماد نفس تقنية ورقة الزبدة للمساعدة على تنعيم الإضاءة، ومن أفضل إضاءة هي الإضاءة الطبيعيّة، فمثلًا ضوء الشمس القادم من النافذة يُعَد مناسبًا للحصول على صورة رائعة.
كل هذه التفاصيل التي ذكرناها وغيرها من المعلومات يمكنكم الاطلاع عليها عبر الدخول إلى فيديو الحلقة عبر الرابط التالي:
يمكنكم أيضاً متابعة آخر أخبار المصور والمدرب معاذ السلوادي عبر عناوين على مواقع التواصل الاجتماعي التالية:
Facebook : muaath.selwadi
Youtube : muathselwadi
Instgram : selwadi