لا تسمحوا بتهديد حياة أولادكم المستقبلية… انتبهوا من نشر صورهم على الانترنت

قد يفوق عدد الصور التي تُنشر للطفل منذ ولادته حتى سن المراهقة، أي حتى يمتلك هو بنفسه صفحة خاصة على فيسبوك أو أي وسيلة تواصل اجتماعي أخرى، الألف صورة. حيث بات نشر الصور يشكل هاجساً لدى معظم الأهل الذين يريدون التباهي بجمال وذكاء أطفالهم، مهملين فكرة أن هذا الأمر قد يؤدي في المستقبل إلى الإساءة إليهم، خصوصاً أنهم ينشرون صورهم من دون إذنهم ما يعرض خصوصيتهم للانتهاك.

تشير مؤسسة "CRC"  الأميركية غير الحكومية إلى أن 90% من الأطفال ما دون السنتين، يتم نشر صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل أهلهم، إلا أن نظرة نشر صور الأولاد على الانترنت تختلف بحسب البلد وثقافته وعاداته، فمنهم من يعتبرها بمثابة أرشفة وتوثيق ذكريات، وفي الدول العربية مثلاً، لا يحبّذ الكثير من الأهل نشر صور أولادهم ليس انطلاقاً من إلمامهم بمخاطر ذلك وإنما خوفاً من العين والحسد بحسب اعتقادهم. في حين أن بعض البلدان اتخذت تدابير أمنية لمنع الأهل من نشر صور أولادهم ففي فرنسا مثلاً يغرّم الآباء بمبالغ طائلة عند نشر صور صغارهم من دون موافقتهم، أما في المانيا فدعت الشرطة الأهل إلى تجنب نشر صور الأطفال حماية لخصوصياتهم وعدم تعرضهم للخطر.

انتبهوا من نشر صور أولادكم على الإنترنت
ما هي أبرز سلبيات نشر الصور للأطفال عبر الشبكة العنكبوتية
إضافة إلى ما سبق وذكرنا أن نشر الصور للأطفال من دون أخذ اذنهم يعتبر انتهاكاً لخصوصيتهم، فإن نشر صورهم يمكن أن يعرضهم للكثير من المخاطر أبرزها:

1-  احتمال أن يكون الطفل عرضة لخطر سرقة هويّته من مختطفين رقميّين، إذ وينشرون صوره على حساباتهم الخاصّة بهويّات مزيّفة.

2- إمكانية تعرض الطفل إلى مضايقات وابتزاز فيما بعد، في المدرسة مثلاً، ما يؤثر سلباً على نفسيته.

3- من الممكن أن تشكل بعض الصور التي ينشرها الآباء مصدر إحراج للأبناء في المستقبل خصوصاً إذا أصبح الطفل محط أنظار الناس في المستقبل (مثلاً ممثل مشهور أو فنان، أو مقدم برامج...).

4- نشر صور للطفل على الانترنت في مناسبات لها أي طابع سياسي سيجعل الناس يفترضون أن الولد سيسير على خطى أهله في كل معتقداتهم عندما يكبر وهذا الأمر ليس عادلاً بحقه.

انتبهوا من نشر صور أولادكم على الإنترنت
نصائح وقواعد أساسية لنشر صور الأطفال على الانترنت

يجب على الأهل أن يعلموا أن كل ما ينشر من صور على الفيسبوك أو أي وسيلة أخرى تحتفظ به محرّكات البحث، وبالتالي فإن مجرد كتابة الاسم ولو بعد عشر سنوات، سوف تظهر إما صورة الشخص أو إحدى كتاباته.

لذا، من المهم أن يعرف الأهل أن هناك أموراً ينبغي مراعاتها عند نشر صور أطفالهم أهمها:

• امتناع الأهل من نشر معلومات عن أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً تلك التي قد تسبب له بأذى في حال سرقت (مثل اسمه الكامل وزمان ومكان ولادته...)، وعدم الإشارة إلى إحداثيات مكان أخذ أي صورة للطفل خوفاً من تعقب المتحرشين له، بالإضافة إلى عدم نشر صور الأطفال وهم يستحمون أو مرضى خشية تعرضهم للتنمر في المدرسة حين يكبرون.

• إذا أردتم نشر صور لأطفالكم على الانترنت يمكنكم تغطية وجوههم أو عدم إظهار الوجه بشكل كامل كأخذ الصورة مثلاً من الخلف أو تصوير جانب من جسمهم، وهنا نكون قد عملنا على احترام خصوصيتهم وحميناهم من الانتهاكات الالكترونية.

• فيسبوك يمنح المستخدم القدرة على إنشاء قوائم فرعية، وبالتالي يمكن للأم أو الأب إنشاء قائمة حصرية مؤلفة من أفراد العائلة، ينشرا فيها صوراً خاصة بأطفالهما، ليراها المقربون.

• إذا أرادت الأم مشاركة صورة طفلها مع العائلة أو الأصدقاء، يمكن إرسالها بالبريد الإلكتروني، فهو أكثر خصوصية.

رغبة الأهل بمشاركة فرحتهم بأطفالهم خصوصاً حديثي الولادة، لا يمكن لجمها بشكل نهائي، وهي مشروعة إلى حدّ ما ولكن وضع سقف أو حدٍّ لها هو أمر مطلوب لا بل ضروري، لأن الأهل هم الخط الأساسي والمنيع للدفاع عن هذا الكائن الصغير، ومن الضروري أن يفكروا قبل نشر أي صورة لهم على العالم الرقمي إذ بتصرفهم هذا يمكن أن يعرضوا أطفالهم يوماً ما للسخرية أو التنمر أو الابتزاز.

فلنكن حذرين لأن أولادنا هم أمانة ثمينة بين أيدينا يجب المحافظة عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *