طرق لتتقن مهارات التعلّم الفعّال
إدراك - لطالما كان التعلّم يقتصر على حضورنا بالمدرسة حتى الجامعة، لكن الحقيقة لم نكن نعرف أنه من خلال تعلّم مهارات التعلّم الفعّال فلا يوجد حد للعمر لتعلّم أشياء جديدة، سواء للنجاح في حياتنا المهنية أو الشخصية. التحدّي الحقيقي هنا هو تنمية الدافع والشغف اللذين سيبيقينا نتعلم طوال حياتنا دون ملل.
وللالتزام بمهارات التعلّم مدى الحياة، يجب عليك تغيير الطريقة اللي تفكر بها، وتتبنى مفاهيم جديدة ومنها الاستعداد دائماً لانتهاز أي فرصة أمامك للتعلّم، وإيمانك بنفسك أن لديك القدرة على التغيير والنمو دائماً من خلال المعرفة والخبرات التي تمر بها.
وهذا الكلام ليس معناه أنه بوجود الدافع أو الشغف والعمل الجاد يمكننا جميعاً أن نصبح أينشتاين غداً، ولكن المتعلمين مدى الحياة يعتقدون أن شخصياتهم مليئة بإمكانيات لم يتم اكتشافها بعد، وعلى ذلك يأتي الدافع للسعي المستمر لاكتشاف المزيد من الحقائق والإمكانيات الذين يتمتعون بها وتطويرها دائماً من خلال الفرص واستغلال الأدوات المتاحة بحياتهم حتى ولو كانت محدودة.
إذن ما هي الطرق أو النصائح لتبنى عقلية متفائلة من النمو وتطويرها؟ وكيف يمكن الالتزام بها على المدى الطويل؟ وكيف تتقن التعلّم الفعّال؟ الإجابة في النصائح التسع التالية لتصبح متعلّماً مستمراً وملتزماً مدى الحياة.
تحمّل مسؤولية رحلة التعلّم الخاصة بك
لا يمكن الإنكار بأن قد كان لدينا جميعاً مدرسون سيئون وعقبات مختلفة منعتنا من الإبحار بسلاسة خلال مرحلة التعليم الرسمي، ولكن في النهاية، نحن مسؤولون عن نتائج التعلّم الخاصة بنا خاصة عندما تنتهي هذه المرحلة وبدء حياة الراشدون وتحمل المسؤولية الكاملة عن كل شيء بحياتنا، لذلك ترتبط المعرفة التي تطورها ارتباطاً مباشراً بالجهود التي تبذلها لاكتساب هذه المعرفة والخبرات المهنية أو الحياتية.
تحديد أدوات التعلّم الخاصة بك
ما هي طريقتك المُفضلة للتعلّم؟ هل تحب سماع الحلقات الصوتية (Podcast)، كتابة ملاحظات مختصرة، رسم الخرائط الذهنية، أو قراءة المعلومات بصوت عالِ؟ كل هذه الاختيارات تُسمى بأدوات التعلّم، والخطوة التالية بالنسبة لك هو تحديد الطريقة الأفضل لك في التعلّم، لأن إدراكك للطريقة التي تتعلّم بها ستساعدك على تعلّم أشياء جديدة وتصبح متعلماً فعّالاً مدى حياتك.
جرّب أشياء جديدة بشكل منتظم
عليك دائماً تجربة تعلم أشياء جديدة، لأن بجانب أنها مفيدة للعقل والخلايا الدماغية فإنها تبقى عقلك دائماً متحفّزاً ولديه القدرة على التطوير المستمر، وتبدأ في إدراك أنه لا يزال هناك الكثير لتتعلمه في الحياة بشكل عام أكثر مما كنت تتخيله. ما رأيك بأن تبدأ نشاطات تطوعية أو تطبخ وجبة جديدة من ثقافة أخرى أو تعلّم لغة جديدة؟
اكتب قائمة "للتعلّم" لتحديد أهدافك المستقبلية
لطالما كانت الكتابة على الورق لها شعورها الخاص مهما تطوّرت التكنولوجيا، لأن الكتابة بالأيدي تساعدنا في تحديد وتصور أهدافنا المستقبلية بشكل أوضح، كما أنها تبقينا متحمّسين دائماً لتحقيق هذه الأهداف. هذه فرصتك الآن لتدوين قائمتك الخاصة بك ومن هذه الأهداف على سبيل المثال تعلّم اللغة الفرنسية في ستة أشهر، أو إتقان التصوير الفوتوغرافي خلال سبعة أشهر. لك مطلق الحرية.
اقرأ أيضاً: أساسيات التصوير الفوتوغرافي
اطرح جميع الأسئلة عند الشعور بالحيرة
يعتقد الكثير من الناس أن طرح الأسئلة علامة ضعف أو جهل بالأشياء الموجودة حولنا، ولكن في الحقيقة طرح الأسئلة باستمرار علامة من علامات النضج، حيث إذا كنت واثقًا بما يكفي في ذكائك للتحدث عندما تحتاج إلى مساعدة، فلن تواجه مشكلة في أن تصبح متعلمًا طوال حياتك، وستكون منبهرًا بكم المعلومات التي أصبحت على علم بها أكثر ما كنت خجولًا.
ممارسة الأشياء التي تعلمتها بشكل نظري
التعلم القائم على المعلومات النظرية غير مجدي إذا لم يتم تطبيقه أو ممارسته في الحياة العملية، مثلاً دراستك النظرية للرسم ليس مثل التقاط الفرشة وتطبيق ما تعلّمته. نصيحتنا لك، إذا تعلمت شيئا جديدًا مؤخراً دون القدرة على وضعها موضع التنفيذ، فهذه فرصتك لبدء ممارستها وربما ابتكار شيء جديد منها.
اختر مهنة تشجّعك على التعلّم باستمرار
من المفيد لتطوير قدراتك العقلية وتزويد خبراتك اختيار مهنة تشجعك على التعلم المستمر، حيث إذا كنت تعمل في وظيفة لا تسمح لك بالتمتع بقدر من الحرية الفكرية أو التطور بها، فهذا الوقت المناسب للتفكير في مهنة بديلة تكون بمثابة تحد جديد لتعلم أشياء جديدة وتطويرها باستمرار، وننصحك أيضاً بالتواصل مع مُدرب وظيفي للمشورة المهنية.
تعلَّم هوايات جديدة
تعلُّم هوايات جديدة سيفتح لك آفاقًا من المعرفة، حيث يمكنك تبنى هوايات مختلفة عن مجالك المهني لتنشيط عقلك بشكل مستمر، ومنها تعلم رياضة جديدة، أو إتقان الحياكة أو قراءة مسرحية لشكسبير كل صباح، والأهم الحفاظ على الروتين لإتقان هذه الهوايات بشكل جيد.
تحسين ذاكرتك
إذا كنت لا تستطيع تذكّر ما تعلّمته من قبل، فعملية التعلم نفسها ستصبح مصدر إحباط لك، لذلك العمل على تحسين ذاكرتك سيساعدك على الاستمرار في التعلم، وهناك الكثير من الطرق المتاحة للمساعدة في تحسين سعة الذاكرة العاملة لديك، ومن أهمها مراجعة ما تعلمته على فترات متقاربة لضمان تطبيقه أو استشارة طبيبك الخاص للحصول على فيتامينات لتحسين الذاكرة.
الخلاصة
النجاح والاستمرار في التعلم يحتاج للكثير من الجهد والمهارات، ولكن بمجرد بدء رحلة تعلمك سواء على المستوى المهني أو الشخصي، ستصبح شخص قادرًا على التعاطف وفهم نفسك والآخرين بشكل أفضل وبالتالي أخذ قرارات أفضل في حياتك. تبني مهارة التعلم الفعال في حياتك سيعزز من قدرتك على التعامل مع مجريات الحياة المتغيرة.
نرشّح لك هذه الدورة الدراسية لتطوير مهاراتك المهنية والشخصية، والأهم لا تنس تطبيقها على أرض الواقع.