طباعة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان: أمل كبير للمرضى
منح النّجاح في زراعة عين كاملة لأوّل مرّة في الولايات المتحدّة في شهر تشرين الثّاني/نوفمبر العام الماضي، وعمليّة زراعة قلب لطفل يبلغ عمره 18 يوماً قبل فترة قصيرة، أملاً كبيراً للعاملين في القطاع الطبّي في العالم إلا أنّه أعاد إلى السّطح مخاوف قديمة جديدة ترتبط بعمليّات زراعة الأعضاء حيث تضمّ لوائح الانتظار أعداداً كبيرة من المرضى الذين تتوقّف حياتهم على زراعة العضو، لتأتي الثّورة المرتبطة بطباعة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان وتقدّم أملاّ جديداً للمرضى والأطّباء.
ببساطة سيكون الإنسان هو المتبرّع لنفسه! يتمثّل المفهوم في طباعة الخلايا3D مباشرة داخل جسم الإنسان ومن ثمّ استخدام هذه الخلايا لإجراء عمليّات الزّراعة الحسّاسة مثل الكلى والقلب وغيرها من الأعضاء الحيوية. إنّه انقلاب حقيقيّ في عمليّات زراعة الأعضاء كما نعرفها، قد تختفي معها طوابير الانتظار الطّويلة للبقاء على قيد الحياة!
طباعة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان: من الإنسان إليه!
بكلّ حماس استقبل العالم الأخبار الخاصّة بتطوير فريق من مهندسي الطبّ الحيوي في أستراليا روبوتاً صغيراً يقوم بطباعة الخلايا 3D مباشرة داخل جسم الإنسان.
هذه الخطوة إذا تمّت بالفعل ستكون بمثابة ثورة غير مسبوقة على الإطلاق للأطّباء والمرضى على حدّ سواء حيث تقوم العمليّة بصورة أساسيّة على طباعة الأنسجة الحيوية داخل جسم الإنسان والأنسجة الطّبيعية الأخرى التي تعرف باسم “الحبر الحيوي”.
وتهدف هذه الخطوة المتقدّمة جدّاُ إلى إجراء طباعة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان بهدف إصلاح وعلاج الأعضاء التّالفة أو الأوعية الدّموية المصابة بالتمزّق.
ومن خلال هذا التطوّر سيتبرّع الإنسان لنفسه بالأعضاء خصوصاً أنّ الخلايا التي ستتم طباعتها ستندمج بشكل طبيعي في جسم الإنسان وتستمرّ بالنموّ أيّ لن يرفضها الجسم.
وسيقضي الجهاز الجديد على المضاعفات والمخاطر المرتبطة بزراعة الأعضاء من خلال الطّباعة بشكل مباشر داخل جسم الإنسان.
وستتمكّن فوّهة الطّباعة من رسم الأشكال المبرمجة مسبقاً أو تشغيلها يدويّاً في حال استدعت الحاجة طباعة أكثر تعقيداً إلا أنّ تصميم الرّوبوت الجديد جيد جدّا للتّعامل مع جسم الإنسان.
مستقبل الرّوبوت الجديد
ما طوّره المهندسون ليس إلّا نموذج أوليّ يبلغ قطره 11 إلى 13 ملم أيّ نفس حجم المنظار الدّاخلي إلا أنّ تصغيره بصورة أكبر لطباعة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان تشمل أعضاء أصغر سيكون ممكناً في المستقبل.
وتتمّيز الطّباعة ثلاثية الأبعاد بمرونتها العالية وقدرتها على التكيّف ما يعني إمكانية طباعة أيّ عضو أو جزء داخل جسم الإنسان أيّ أنّنا قد نشهد عمليّات زراعة يتبرّع فيها الإنسان لنفسه بالقلب أو الكلية أو الكبد أو العين.
وسيسجّل عندها الأطّباء قصص نجاح متزايدة لعمليّات زراعة أعضاء دقيقة دون الخوف من إمكانية رفض جسم الإنسان لها. ولا يزال الجهاز الجديد في طور التّطوير وسيعمل الفريق على إجراء المزيد من التّجارب السّريرية ومن ثمّ تسويقه خلال السّنوات الخمس أو السّبع القادمة.
هذا الرّوبوت الجديد ما هو إلاّ تجسيد لأفضل الأمثلة على الطّريقة التي يمكن أن تسهم بها التّكنولوجيا في قلب حياتنا للأفضل رأساً على عقب خصوصاً في المجال الطبّي الذي يعدّ أكثر المجالات حيويّة.