الطّائرات الأسرع من الصّوت: العودة المرتقبة بتكنولوجيا أكثر تطوّراً
استطاع قطاع صناعة الطّائرات أن يواكب كل مراحل التّطوّر التّكنولوجي، والبرهان على ذلك هو طائرات اليوم التي تتمتّع بمواصفات عالية تحترم البيئة عبر التّخفيف من التّلوث النّاتج عن الوقود، والوسائل المرتبطة بالإنترنت والرّاحة التي ترافق المسافر في الطّائرة. في العام 2003، توقفت الرحلات الجوية لطائرات الكونكورد، والتي كانت تعتبر الأسرع في العالم، وذلك لعدّة أسباب أهمّها إرتفاع التّكاليف وتراجع الطّلب عليها بعد تعرّضها لإنتكاسة قويّة عام 2001 إثر سقوط إحدى طائراتها، كما وأنّها لم تكن تستوفي الكثير من الشّروط المتعلّقة بالبيئة. أمّا اليوم، تلجأ الكثير من الشّركات إلى إعادة هيكلة طائرات مثل الكونكورد وإعادة إحياء مفهوم الطّائرات الأسرع من الصّوت.
تعمد الصّين إلى أن تصبح من أوائل الدّول التي تعيد إحياء الطّائرات الأسرع من الصّوت، وذلك بالشّراكة مع شركات أمريكيّة لتسييرها رحلات جويّة بين الدّولتين عام 2020. فالتّكنولوجيا المنوي إستخدامها ستسمح بتعديل الأنظمة التّشغيليّة والمحرّكات والإرتقاء بها إلى مستوى جديد ذو مواصفات عاليّة الدّقة تسمح بإعادة بناء الثّقة التي انكسرت بين تلك الطّائرات والمستخدمين. ولهذه الطّائرات نقاط إيجابية تواكب التّطوّر الحاصل في عالمنا اليوم.
أوقات الرّحلات:
سيطرت السرعة على كل المجالات والبشر، وأصبح تضييع الوقت بمثابة الخسارة الكبرى للشركات والمصالح. فهناك الكثير من رجال الأعمال حول العالم يقومون برحلات تجارية كل أسبوع لمتابعة أعمالهم في الخارج وعقد صفقات بين الشركات. لذا فإن إحدى خصائص الطائرات الأسرع من الصوت هي تقليل أوقات الرحلات بين دول العالم. فعلى سبيل المثال، كانت تستغرق الرحلة بين الصّن والولايات المتحدة حوالي 12 ساعة لإتمامها، أما مع هذه الطائرات فسينخفض الوقت إلى حوالي النصف أي 6 ساعات والذي هو بمثابة الحلم لرجال الأعمال. فالتكنولوجيا ستلعب الدور الرئيس لإتمام هذا الأمر والحد من خطورة هذا الموضوع.
الإبتكار في مجال السفر:
التنافس بين مختلف المجالات بحاجة إلى الإبتكار بشكل متواصل لإحداث فرق في العالم. فالتكنولوجيا هي العامل الوحيد الذي يساعد في تطوير الأفكار والإسراع في طرحها في الأسواق أو بين الشركات. مع وجود الطائرات الأسرع من الصوت، أصبح بإمكان شركات السفر أو حتى شركات النقل إحداث قفزة نوعية في هذا المجال وطرح أفكار جديدة تساعد على إرساء روح التنافس والإبتكار بين بعضهم البعض.
إنفتاح العالم على بعضه البعض:
أصبح عالمنا على قاب قوسين للتحول إلى قرية كونية واحدة، وهذا طبعاً بفضل التكنولوجيا التي طورت مفاهيم ومجالات كثيرة. لذا فإن هذه الطائرات ستغير صناعة ومفهوم السفر حول العالم. هذا الأمر سيؤثر بشكل مباشر على الإقتصاد وإنفتاح دول العالم على بعضها البعض وذلك بفضل قصر المسافات والتنقل السريع بين الدول. مثلا، إنّ الرحلة حول قارة أوروبا بهذه الطائرات لن تستغرق أكثر من 4 ساعات.
الحفاظ على البيئة
تولي الشركات المهتمة بموضوع الطائرات الأسرع من الصوت أهمية خاصة للأثر البيئي الذي يعتبر من التحديات التي تواجهها. فطائرات الكونكورد لم تكن تستوفي الشروط البيئية المتعلقة بكمية إحراق الوقود والمحركات. ولكن عالم اليوم يختلف عن العالم قبل 15 سنة و20 سنة، فالتكنولوجيا تطورت بشكلٍ كبير وأصبح بإمكانها تصحيح وخلق نماذج جديدة وفق المعايير البيئية من خلال الذكاء الإصطناعي.