الذكاء الاصطناعي في المسلسلات يغيّر وجه الدّراما
الذكاء الاصطناعي في المسلسلات جعل الخوف يدبّ في نفوس ممّثلي هوليوود لأوّل مرّة منذ 43 عاماً ما دفعهم للقيام باحتجاجات وبالتّالي توقّف الأعمال السّينمائية والدّرامية الأمريكيّة خوفاً من التّاثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي وإمكانيّة حلوله مكان الممّثلين.
استخدام الذكاء الاصطناعي في السينما والأعمال الفنّية كان محلّ جدل كبير جدّاً وتداولته العديد من الصّحف ووسائل الإعلام، كما أنّ نقابة الممّثلين في الولايات المتحدّة حاولت الوصول إلى اتفاق لتوفير حماية لأعضائها ضدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي بوصفه تهديداً وجوديّاً للمهن الإبداعيّة.
ومع عرض حلقات الجزء السّادس من المسلسل الأكثر شهرة حول تأثيرات التّكنولوجيا بلاك ميرور والّذي ظهرت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بوضوح وهي تحلّ محلّ البشر عادت هذه المخاوف لتطفو من جديد.
الذكاء الاصطناعي في المسلسلات: تهديد صارخ للخصوصيّة؟
لم يمرّ المحتوى الذي ظهر في الحلقة الأولى من مسلسل بلاك ميرور مرور الكرام فنسخة سلمى حايك بالذكاء الاصطناعي بدت وكأنّها أكثر من مجرّد حبكة لمسلسل تلفزيوني الأمر الّذي أعاد طرح النّقاشات الخاصّة بالخصوصيّة مرّة أخرى.
تدور حبكة الحلقة من المسلسل حول حقّ إحدى شبكات الإنتاج التّلفزيوني في استخدام صور الفنّانين وامتلاكها للأبد في أيّ مشروع دون الحصول على موافقتهم أو الدفع لهم مقابل ذلك.
وعلى الرّغم من الجدل المتعلّق باستخدام الذكاء الاصطناعي في السينما منذ فترة طويلة إلا أنّ المخاوف هذه المرّة تجاوزت مجرّد استنساخ الأداء لتصل إلى طمس الهوية الفعلية للممثلين.
كما أنّ الذكاء الاصطناعي في المسلسلات يهدف بصورة رئيسيّة إلى تطوير أداء الممّثلين بالإضافة إلى استخدامه في مجالات أخرى مثل الكتب الصّوتية الآلية، أو أعمال التّعليق الصّوتي المركّبة، أو الصّور الرّمزية الرّقمية لمقاطع الفيديو.
وتتمحور المخاوف أيضاً حول إمكانيّة أن يحدث الذكاء الاصطناعي تزييفاً في الأعمال الفنّية، الأمر الّذي دفع الخبراء والمسؤولين والنّاقدين الفنّيين إلى التأكيد على أنّ صناعة التّرفيه لا تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي على الإطلاق.
ويعود ذلك بصورة أساسيّة إلى أنّه ليس هناك نقص في الممّثلين أو الكتّاب أو غيرها للّجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يعتبرون بأنّها موجودة بصورة أساسية لسدّ الثّغرات في الصّناعات المختلفة.
الذكاء الاصطناعي يكتب النّهاية لصّناعة التّرفيه؟
تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الصّناعة
قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي في المسلسلات وسيلة لتقليص النّفقات إلا أنّ القائمين على الصّناعة يعتبرون أنّ هذه التّقنيات قد تقود إلى نهاية صناعة التّرفيه بالكامل.
وبالنّظر إلى أنّ الأفلام والمسلسلات تركّز بصورة أساسيّة على القصص الإنسانيّة تنبع تخوّفات الخبراء كذلك من كون هذه التّقنيات ستجعل الأعمال مفتقرة إلى الحس الإنساني.
وتشمل الآثار التي قد تنجم عن الذكاء الاصطناعي خصوصاً في مجال كتابة السّيناريو:
1- قد تؤدّي أدوات الذكاء الاصطناعي إلى التعدّي على حقوق المؤلفّين والكتّاب
2- ستقلّل تقنيات الذكاء الاصطناعي من الفرص المتاحة للكتّاب
3- لا تعدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات صحيحة ودقيقة لإنشاء المحتوى
4- قد تؤدّي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء الرّواتب والعوائد الماليّة للكتّاب
بناء على ذلك، جاءت توصيات الخبراء متمّثلة بصورة رئيسية في منح الكتّاب الإذن لأدوات الذّكاء الصّناعي لتطوير محتوى مراقب منهم بصورة رئيسيّة.
كما دعت توصيات الخبراء إلى تقييم المخاطر والفوائد المترتّبة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وبالتّالي وضع التّشريعات التي قد تقنّن وتنظّم هذه العمليّة بالإضافة إلى ضرورة الخروج بتعريف واضح لمفهوم الملكيّة الفكريّة.
وتأتي هذه المخاوف بصورة رئيسيّة من كون الصّور المصنّعة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت عامّة ومجّانية وقابلة للاستخدام من أيّ شخص.
بناء على ذلك، قد يكون وجه الشّخص وصوته ملكيّة عامّة ومتاحة للجميع الأمر الذي قد يعرّض عاداتنا وتقاليدنا وصناعة الدّراما والسّينما لخطر الاندثار.
مصدر المقال: الرابط
شاهد مسلسلاتك المفضلة دون تقطيع مع أنترنت الجيل الخامس من أمنية !