التّكنولوجيا في خدمة المجتمع تقنيات جديدة لمساعدة وتسهيل حياة فاقدي البصر

لم تعد التّكنولوجيا مجرّد اختراع محدد في مجال معيّن، بل خرقت الثورة التكنولوجية جميع المجالات التّقليديّة وطوّرتها، وأدّت إلى ولادة مهن ومفاهيم جديدة مع انتشار الإنترنت. ولقد دفعت الثورة التكنولوجية بالمخترعين إلى التسابق على ابتكار تطبيقات هاتفيّة وتكنولوجيّة طالت جوانب الحياة كافة واستهدفت فئات المجتمع المتنوعة.

ramadan offers

ولعل أبرز تلك التطبيقات هي تلك المخصصة لفئات مجتمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة. فلقد أصبح بإمكان فاقدي البصر الاستعانة في أي وقت يريدون بعيون أفراد مشتركين معهم في تطبيقات هاتفيّة جديدة أهمّها : “Be My Eyes” و “Aira” اللّتان ترجمتا مفهوم "التّكنولوجيا في خدمة المجتمع" على أرض الواقع. وتكمن أهميّة هذان التّطبيقان في مساعدة فاقدي البصر على التّأقلم والإندماج أكثر في المجتمع من دون أي خجل أو تردّد.

be my eyes app

 “Be My Eyes” هو تطبيق جديد ومتطوّر للهواتف الخلويّة الذّكية، ابتكره شخص كفيف اسمه "هانز جورغن فيبيرغ"، وهو يجمع طرفين من داخل المجتمع الواحد، الكفيف والمتطوّع. أراد هانز من خلال التطبيق توظيف الشخص المتطوّع بحيث يكون بمثابة عين الشخص الكفيف خاصة الكفيف في الأماكن العامة نظراً ل للمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأفراد.

وتعد طريقة عمل التطبيق سهلة إذ على الفريقين أولاً تحميل التّطبيق على هواتفهم الذّكيّة والتّأكّد من التّشغيل. ثانيًا، من المعلوم أنّ الكفيف يستعين بالكثير من الأشخاص في الأماكن العامة بهدف الإرشاد والمساعدة، هنا يأتي دور هذا التّطبيق، فعندما يواجه الكفيف مشكلة في مكانٍ ما، كل ما عليه فعله هو تشغيل التّطبيق وطلب المساعدة من أحد المتطوّعين أو المدرّبين المشتركين في هذا التّطبيق أينما كانوا. بعد التّعرّف على بعضهم البعض وعرض المشكلة، يستعين الكفيف بعدسة كاميرا هاتفه لنقل الصورة عن واقع المشكلة. مثلًا، عندما يدخل الكفيف لشراء حاجاته من الطّعام داخل أحد المتاجر، عليه الاطلاع على تاريخ صلاحيّة المنتج وهذا الأمر مستحيل، هنا يأتي دور المتطوّع حيث يوصل إليه كافة المعلومات المتعلّقة بالمنتج بالإضافة إلى إعطائه الإرشادات إلى أماكن تواجد البضائع والمنتجات. هذا مثال بسيط من عدّة مشاكل تواجه فاقدي البصر، ولكن مع هذا التّطبيق يمكن معالجة نسبة كبيرة من مشاكله في دقائق معدودة ومن دون أي تعب أو صعوبة.

aira app

 “Aira”: هذا التّطبيق لا يختلف كثيرًّا عن الأوّل، فالاثنان يتمتعان بسهولة الاستعمال. في تطبيق Aira يستعين الإنسان الكفيف بنظّارات ذكيّة تحتوي على عدسة كاميرا مرتبطة مباشرة بالتّطبيق والهاتف. وعند الحاجة، كل ما عليه فعله هو الاتصال بأحد الوكلاء المعتمدين للمساعدة الفوريّة من خلال التّطبيق على الهاتف. تسمح Aira لكلّ شخص جاهز لتلبية طلب المساعدة الفوريّة بأن يصبح وكيل لهذا التّطبيق شرط أن يخضع لدورة تدريبية تمكّنه من حلّ جميع المشاكل التي من الممكن الوقوع بها والأهم معرفة كيفيّة عمل هذه النّظارات للتمكن من المساعدة الفورية للشخص الكفيف ومن دون أي تأخير. ويعمل Aira على ميزة جديدة ألا وهي تحديد مكان تواجد الشّخص الكفيف حتى بعد انقطاع البثّ والإنترنت.

أعطت هذه التّطبيقات بوادر أمل لفاقدي البصر حول العالم، لكنها لم تكن لتنجح لولا مشاركة الانسان أخيه الإنسان، من خلال مساعدة من هم بحاجة للقليل من وقتنا لجعل حياتهم أسهل وأكثر راحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *