التكنولوجيا المالية تبني الثّقافة المالية للأطفال
ما إن يبلغ الطّفل عامه الثّاني، حتّى يبدأ والداه في التحقّق من قدرته على الكلام والتّعبير عن نفسه، في عالم اليوم يظهر عامل إضافي سيشغل اهتمام الآباء، حيث يمكن أن يبدأ الطّفل، بمجرّد بلوغه العام الثّاني، رحلته في أن يكون جزءاً من القرارات المالية وأن يبدأ بإدراك المصطلحات الخاصّة بالتكنولوجيا الماليّة،كما يمكن أن يبدأ بالتعرّف على أهمية التكنولوجيا المالية.
يبدأ الطّفل بمجرّد بلوغه عامين بإدراك واستيعاب المواقف التي تحصل حوله، ومن هنا يمكن للأهل أن يستغلّوا هذه الفرصة لتعليم أطفالهم أساسيّات ومفاهيم بسيطة متعلقة بمجالات التكنولوجيا المالية وكيفية إدارة الأموال.
هذا “التّعليم في الصّغر” سيكون بمثابة “النّقش في الحجر” بكلّ معنى الكلمة حيث سيدرك الأطفال منذ سنّ مبكّرة، المفاهيم الخاصّة بالثّقافة المالية، ويمكن أن تسهم خصائص التكنولوجيا المالية في تسهيل هذه المهمّة.
دور التكنولوجيا المالية في محو الأمية المالية للأطفال
كيف تساعد التكنولوجيا المالية الأباء على تثقيف أطفالهم ماليّاً؟
تعليم مبدأ الادخار للطّفل أصبح أكثر سهولة من خلال استخدام التكنولوجيا المالية، سواء عن طريق تقديم حصّالة له أو تعريفه بشكل العملات المختلفة وقيمتها وكيفيّة إنفاقها.
فالتّطبيقات التي تمكّن المستخدمين من إجراء المعاملات المالية أصبحت تتضمّن كذلك بعض الميّزات التي تتيح الفرصة للأهل لتعليم أطفالهم بعض المصطلحات المالية، وفتح حسابات لهم مع مراقبة أدائهم وتوجيههم ويعود ذلك بصورة أساسية إلى مجالات التكنولوجيا المالية التي تصبح كلّ يوم أكثر اتّساعاً.
وتأتي أهمية التكنولوجيا المالية كذلك في تعزيز مفهوم الشّمول المالي إذ يتسنى للجميع اكتساب الثّقافة المالية المناسبة لإدارة أموالهم بصورة حكيمة.
ومع انتشار التكنولوجيا المالية أصبحت هناك حاجة للتّعامل مع التحدّيات المتمثّلة في أمان البيانات وسريّة المعلومات، فظهر ما يعرف بالتكنولوجيا المالية وإدارة المخاطر، وأصبحت مساقاً يساعد الطّلبة والشّباب على اكتساب المهارات اللّازمة للتّعامل مع الأخطار المحتملة المرتبطة بالتكنولوجيا المالية.
السّؤال هنا كيف تسهم التكنولوجيا المالية في بناء الثّقافة المالية للأطفال والتي يمكن تعريفها بأنّها تعلم الطفل ما هو المال وكيف يتمّ الحصول عليه، وكيفيّة إنفاقه وادّخاره وتسخيره لتحقيق أهدافهم دون الانجرار وراء الرّغبة في الشّراء السّريع.
تتمثّل الإجابة فيما يلي:
1- منصّات التعلّم التّفاعلية: والتي تتضمّن تجارب وألعاب مصمّمة خصّيصاً للأطفال لتعليمهم كيفيّة التصرّف في المواقف الماليّة المختلفة.
2- المحاكاة المالية الافتراضية: والتي تعدّ بمثابة تدريب عملي للأطفال تتيح الفرصة لهم لاتّخاذ قرارات مالية مناسبة للموقف.
3- المراقبة والتّوجيه الأبوي: من خلال الميّزات والخصائص التي تتيحها أدوات التكنولوجيا المالية مثل حدّ الإنفاق اليومي، والأساور الذّكية ، التي تمكّن الأطفال من إجراء معاملاتهم المالية.
4- المراقبة في الوقت الفعلي: تتيح الميّزات المرتبطة بأدوات التكنولوجيا المالية، إمكانيّة مراقبة نشاط الأطفال في الوقت الفعلي وبالتّالي اتّخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب.
5- تدريبهم على إدارة المخاطر: يمكن أن يكون تعليم الأطفال حول التكنولوجيا المالية مرتبطاً بتدريبهم على كيفية التعامل مع التحديات المتعلقة بأمان البيانات وحماية معلوماتهم الشخصية. يشمل ذلك تعليمهم حول مفهوم إدارة المخاطر الرقمية واتخاذ الإجراءات الوقائية.
تقدم محفظة UWallet من أمنية بعض هذه الميّزات وتوفير بيئة داعمة وتفاعلية حول أهمّ المصطلحات المالية الأساسية، التي تساهم في بناء ثقافة مالية.
تعلّم بحسب العمر!
من الضّروري أن يعرف الأهل أنّ كلّ مرحلة عمرية تتطلّب التّركيز على جانب معيّن من جوانب الثّقافة المالية، فالمرحلة من عامين وحتّى 4 أعوام يجب التّركيز خلالها على تعليم الطّفل الصّبر وعدم إعطائه ما يحتاج مع تعريفه بمفهوم المكافأة.
فيما يمكن للأهل أن يشركوا أطفالهم في وضع ميزانيّة البيت الشّهرية خلال المرحلة العمرية من 5- 8 سنوات، واصطحابهم أثناء التسوّق بالإضافة إلى منحه مصروفاً أسبوعيّاً.
في المرحلة التي تسبق المراهقة أيّ خلال الأعوام 8-12 عاماً يدرك الأطفال بصورة أكبر معاني القناعة والرّضى والمصاريف المتناسبة مع الميزانية ومفهوم الاستثمار وسحب النّقود والحسابات البنكية.