الانتفاضة الإلكترونية تجذب انتباه العالم إلى الواقع الفلسطيني

لقد أثبتت الكلمة قوّتها، وتحوّلت منصّات التواصل الاجتماعي إلى ساحات حرب افتراضيّة، وهو الأمر الذي ساهم في إلقاء الضوء على شوارع غزّة، وإنارة الواقع الفلسطيني أمام الملايين من سكّان العالم، بعد أن سادها التعتيم الإعلاميّ لسنوات، وحاول جاهداً إطفاء أضواء الحقّ والحقيقة فيها.

ما عادت الكلمة تُقتل فور ولادتها، ولا غدت الصور تَفقدُ لونها قبل أن تُنشر. اليوم، يعلو صوت الواقع على باقي الأصوات. واليوم، أصبح الموساد الإسرائيلي في مواجهة هاجسه الأكبر؛ كلمات الحقيقة وأحرف الحريّة!

الانتفاضة الإلكترونية تجذب انتباه العالم إلى الواقع الفلسطيني
للكلمة والخطّ المرسوم وقع وتأثير
"تسقطُ الأجسادُ.. لا الفكرة"- غسّان كنفاني

قبل 49 عاماً، قام الموساد الإسرائيلي بقتل الأديب والمناضل الفلسطيني غسّان كنفاني لأنَ كلماته كانت كالخنجر في خاصرتهم. واليوم، كنفاني حيّ يرزق، وكلماته وكلمات الانتفاضة والمقاومة الفلسطينيّة تخرج من أفواه الملايين من الفلسطينيّين والعرب والكثيرين من مختلف بقاع الأرض، وحروفها غدت تغطّي سماء العالم أجمع.

ومن منّا لا يعرف كاركتير "حنظلة"؟! شخصيّة الصبي ذو العشرة أعوام الذي يرمز إلى الفلسطينيّ القوي والصامد، رغم كلّ الظلم والعذاب. هذه الأيقونة التي غدت مثالاً للإنسان الثائر الذي لا يخشى شياً، فهابها الموساد الإسرائيلي واغتالوا رسّام الكاركتير الاستثنائي ناجي العلي، ظنّاً منهم أنّهم بقتله سيقتلون حنظلة، لكنّ حنظلة حيّ إلى اليوم ولا يزال صبيّاً في العاشرة من عمره.

لو لم تكن الكلمة مؤثرة لما اغتالوا كنفاني والعلي، لكن للكلمة والريشة تأثير وجبروت يفوق تأثير الرصاص.

الانتفاضة الإلكترونية تجذب انتباه العالم إلى الواقع الفلسطيني
منصّات التواصل الاجتماعي تتصدّى للتعتيم الإعلامي
"أنا من شعب يشتعل حبّاً، ويزهو بأوسمة الأقحوان، وشقائق النعمان على صدره وحرفه، ولن أدع أحداً يسلبني حقّي في صدقي"- غسّان كنفاني

على مدار أعوام طويلة، والكثير من وسائل الإعلام العالميّة تقوم بتحوير وتزييف حقيقة القضيّة الفلسطينيّة وما يحصل فعلاً في فلسطين، خاصّة مع محاولات الاحتلال المستمرّة لتصوير غزّة وفلسطين كالطرف المعتدي. لم يعمل ذلك على التقليل من أهميّة الخسائر والأرواح الفلسطينيّة فحسب، بل كان بمثابة تبرير للقيام بمزيد من عمليّات القصف والاستمرار بالأعمال الوحشيّة.

وفي ضوء ما نشهده اليوم من انتفاضة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تمكّنت الصور والفيديوهات الحقيقيّة والفعليّة من الوصول إلى ملايين الشاشات عبر مختلف البلدان، ودخول منازل جميع جنسيّات العالم. لقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً وهاماً في هذه المواجهة غير العادلة، فتمكّنت من رفع صوت فلسطين الجريحة، ووالدة الشهيد الملكومة، وأبناء الانتفاضة الفلسطينيّة فوق كلّ شبر على هذه الكرة الأرضيّة.

وعلى الرغم من القيام بالعديد من عمليّات التقييد والحجب للكثير من الحسابات التي تدعم القضيّة الفلسطينيّة، إلاً أن اتحاد الملايين في وجه الظلم والبشاعة قد تمكّن من احباط الكثير من هذه العمليّات، وبدأ بكشف الحقيقة التي لطالما حاول الاحتلال تشويهها وتمزيقها وتغييرها.

أهميّة توحيد الهاشتاغات واستخدامها

بدأت الانتفاضة الإلكترونيّة، التي عبّرت عن غضب عامر تجاه الأحداث الأخيرة التي تحصل في فلسطين، بمجموعة من الهاشتاغات التي انتشرت بسرعة كبيرة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرزها وأكثرها تداولاً هاشتاغ #أنقذوا_حي_الشيخ_جرّاح.

وما أن برز الدور الفاعل الذي بإمكان الهاشتاغات تأديته، حتى بدأ المستخدمون بتوحيدها والتوجّه أيضاً نحو الهاشتاغات المكتوبة باللغة الإنجليزية حتى تصل إلى العالم أجمع، ولا تبقى داخل حدود الدول العربيّة فقط. لقد ساهم استخدام الهاشتاغات باللغتين العربيّة والإنجليزيّة بشكل كبير في توسيع رقعة التأثير والوصول.

وبلا شك، نجحت هاشتاغات القضيّة الفلسطينّة في جلب انتباه العالم بأكمله إلى الواقع الفلسطيني، وساهمت في مناصرة أبناء وبنات الشعب الفلسطيني ورفع أصواتهم عالياً، لتتحوّل إلى قضيّة رأي عام وقضيّة انسانيّة، بعيداً عن كل محاولات الاحتلال السابقة إلى جعلها تبدو كقضيّة دينيّة.

الانتفاضة الإلكترونية تجذب انتباه العالم إلى الواقع الفلسطيني
ولا تزال الانتفاضة الإلكترونية مستمرّة..

"سأظلّ أناضل لاسترجاع الوطن لأنّه حقّي وماضيّ ومستقبلي الوحيد لأنّ لي فيه شجرة وغيمة، وظل وشمس تتوقّد، وغيوم تمطر الخصب وجذور تستعصي على القلع" -غسّان كنفاني

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *