هجمات الهكر على الكيان

اختراق وصفقة تبادل.. ما القصة؟

هجمات الهكر على الكيان، أو ما يُعرف المقاومة بالتكنولوجيا واختصاراً الهجمات السيبرانية على مصادر بياناته، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المناظر الحديثة للصراعات الإلكترونية في السّاحة الآن. بينما كانت المواجهات التّقليدية تعتمد على القوة العسكرية والتكتيكات الهجومية والمعدات العسكرية، فإنّ العصر الرقمي شهد تحولاً جذرياً في طبيعة الصراعات، حيث أصبحت الحروب السيبرانية تلعب دوراً محوريّاً، وله وزنها الحقيقي وتأثيرها الفعلي.

وبينما تشكل هذه الظاهرة تحدياً كبيراً للكيان، وأصبحت واقعاً يعيشه كلّ يوم؛ يسعى هذا المقال لاستكشاف مفهوم المقاومة بالتكنولوجيا وأهميتها في العصر الرقمي، وكيف حقّقت حتى الآن ضربات موجعة حقاً، أقلّها إعادة “البريق” لقضيّة العصر، ولأصحاب الحق والأرض!

متخصصون بهجمات الهكر على الكيان

 

هجمات الهكر

تحت شعار المقاومة بالتكنولوجيا، توالت هجمات الهكر على الكيان، ونشطت جماعات وأفراد متخصّصون في استخدام التكنولوجيا الرقمية كسلاح للاختراق والتسلّل إلى أنظمة العدو وتعطيلها أو سرقة معلومات حسّاسة. يعتمد هؤلاء المهاجمون على الثغرات في البرمجيات والأجهزة والشّبكات لتنفيذ هجماتهم، ممّا يجعل التحدي للأمن السيبراني أكثر تعقيداً وتطويراً وأكثر “إيلاماً” للكيان الصهيوني.

المعركة في أوجها على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني!

فيما لا تزال الحرب على أهلنا في غزة مستمرّة، نقلت وكالة الأناضول وموقع الجزيرة خبراً مفاده قيام قراصنة دوليون بإنشاء موقع إلكترونيّ خاص لنشر التّسريبات التي نتجت عن عمليّات اختراق متعدّدة لقواعد بيانات حسّاسة في الكيان.

وتم نشر آلاف الوثائق الإسرائيلية على الموقع الذي أطلقه قراصنة الإنترنت، وادّعوا أنهم حصلوا عليها عن طريق اختراق أنظمة تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية والتأمين الوطني، بالإضافة إلى أنظمة وزارة القضاء ومنشأة الأبحاث النوويّة في ديمونا (أحد مفاعلات الكيان).

ومنذ بداية الحرب، تزايدت الهجمات السيبرانية على مواقع ومؤسّسات إسرائيلية، حيث تم تسريب معلومات قانونيّة ومدنيّة وأمنيّة حساسة عبر اختراق المواقع الإلكترونية، وفقًا لتقرير “وحدة السايبر الوطنية” الإسرائيلية. وفيما يتعلق بالقراصنة الدوليين، فقد قاموا بنشر وتعميم المعلومات والبيانات الإسرائيلية التي تم تسريبها، ونشروها على الإنترنت ضمن شبكة واسعة، مما يجعل من الصعب إزالتها من الشبكة. وأعلنت مجموعة قرصنة جديدة وغير معروفة تُدعى “نت هانترز”، عن مسؤوليتها عن العملية، وطالب أفرادها إسرائيل بإطلاق سراح 500 أسير فلسطيني لمنع نشر المعلومات بالكامل.

هجمات الهكر على الكيان بين تنوّع المصادر والاستمرار

“أنونيموس جنوب أفريقيا” تهدّد بتسريب المزيد من المعلومات بعد اختراق قاعدة بيانات إسرائيلية جديدة، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبريّة. ولم يعرف الباحثون في مجال السايبر هذه المجموعات من قبل، ولكن بعد تسريب المعلومات، حظيت بتغطية إعلاميّة في وسائل الإعلام الرسميّة، مشابهة للحالات السّابقة لمهاجمة جماعات سيبرانية أخرى.

واستكمالاً لهجمات الهكر على الكيان؛ زعمت مجموعة قراصنة غير معروفة تُدعى “إيغل كلوز” (Eagle Claws) أنها اخترقت مؤسسة التّأمين الوطني، وأصبحت تمتلك معلومات شخصية لـ 8 ملايين مستوطن إسرائيلي، تشمل تفاصيل الحسابات المصرفيّة وعناوين السّكن.

تهديدات الهجمات السيبرانية التي يشنّها الهكر على الكيان تعدُّ خطراً جدياً على أمنه، حيث يمكن أن تتسبب في تسريب معلومات حسّاسة وسرقة بيانات شخصية لمستوطنيه، وهذه الهجمات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على موازين القوى وتؤثر على المعادلة، حيث يتم استغلال المعلومات المسرّبة في العمليات السّياسية والعسكريّة لربما، ممّا يزيد من تسليط الضوء العالمي على القضيّة العادلة لأهلنا في غزة وفلسطين عموماً.

أخيراً؛ هناك دائماً من يؤمنون بحقوق الشعوب ويتبنّون محاربة الظّلم، يؤمنون بضرورة الدّفاع عن العدالة والحريّة، وهؤلاء الأفراد والجماعات لا يتوانون عن استخدام أيّ وسيلة متاحة لنصرة قضيتهم وتحقيق أهدافهم. وفي عصر التكنولوجيا والاتصالات الحديث، أصبحت الهجمات السيبرانية إحدى الأدوات الفعّالة التي يعتمدها هؤلاء النشطاء لكسر القيود ونشر رسالتهم، حيث يمكن لتلك الهجمات أن تلقي بظلالها على المنظومات القمعيّة وتعرّي ممارسات الظلم والفساد.

وباعتبارها وسيلة فعّالة لتحقيق الغايات السّياسية والاجتماعية؛ فإنّ الهجمات السيبرانية تبرز كأداة للمقاومة والتحرّر، حيث يمكنها تعطيل عمليات القمع والتحكم، وإظهار الحقائق المخفية، وتحريك دوافع التغيير وقلب الرأي العام. وهي في هذه الحالة تجسّد إرادة الشّعوب في التّصدي للفساد والظلم، وتعكس قدرتها على استخدام التكنولوجيا لتحقيق ما عجزت عنه “قوى عالميّة” في فكّ القيود وإنهاء الاستبداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *