مبادرة #باب_رزق أطلقتها الإعلامية والناشطة الأردنية عروب صبح على حساباتها الرقمية فرصة لكل باحث عن عمل للتشبيك مع عالم الأعمال والشركات
"نحن كجزء من هذا المجتمع، تقع على عاتقنا مهمة بنائه، كلٍ من موقعه، وأن نفكر كيف يمكننا فتح الأبواب لبعضنا البعض". هذا ما تؤمن به الإعلامية والناشطة الأردنية عروب صبح، وقد حولّت إيمانها هذا إلى التزام فعلي من خلال إطلاقها مبادرة #باب_رزق عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث سّخرت صبح (أو كما تسمي نفسها على مواقع التواصل الـبطلة @bataleh)هذه الحسابات التي يتابعها الآلاف، لمساعدة كل باحث عن عمل في الأردن سواء من الخريجين الجدد أو من أصحاب الخبرات وأصحاب المهن على أنواعها.
ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق تحوّل محوري في أسواق العمل، من خلال خلق فرص عمل جديدة وجعل هذه الأسواق أكثر ابتكاراً. ولقد تنبّهت صبح لهذا التحول لا سيما أنها ومنذ سنوات، تشهد حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً مباشراً مع المتابعين بحيث تتلقى العديد من الطلبات للمساعدة في إيجاد وظيفة. وهم يلجؤون إليها، كما تقول صبح، كونها شخصية عامة وتعمل في مجال الإعلام، لكنها كانت تشعر دائماً أنه من الصعب أن تتابع جميع الطلبات، خاصة وأن البعض قد يعتقد أنها لا تريد المساعدة أو أنها غير جدية في ذلك.
وتشرح صبح أنه في أحد الأيام وصلها العديد من الطلبات لأشخاص يبحثون عن عمل، والبعض كان يطلب منها نشر طلبهم على صفحتها على فيسبوك أو على حسابها على تويتر، وهذا ما جعلها تربط الأمور ببعضها البعض لإيجاد وسيلة تجمع كل هؤلاء وإيصال طلباتهم إلى المعنيين، فكانت انطلاقة #باب_رزق. هذه المبادرة التي تتيح المجال لأي باحث عن عمل استخدام حساب صبح على تويتر لإيجاد عمل مؤقت أو دائم والحصول على فرصة قد تغيّر حياته.
هل شهدت مبادرة #باب_رزق تفاعل كبير أو جذبت انتباه الشركات والمؤسسات الأردنية؟
تؤكد صبح في إجابتها على هذا السؤال بأنه ليس هناك جهة معينة أو مؤسسة محددة تواصلت معها، ولكن هناك طلبات تأتي من حسابات أشخاص يعملون في قسم الموارد البشرية في عدد من الشركات، بحيث يعلنون عبر المبادرة عن الحاجة لإيجاد مرشحين لوظائف معينة. وتضيف صبح أن فكرة التواصل والتعاون مع شركات ومؤسسات كبيرة في الأردن لإعطاء مبادرة #باب_رزق الأولوية للإعلان عن وظائف شاغرة لديها، هي من الخطط المستقبلية التي وضعتها لتطوير المبادرة وتوسيع نطاقها.
وتشرح صبح أنه من الصعب عليها أن تتابع شخصياً كل الطلبات التي تصلها عبر المبادرة، ولكنها تدخلت في السابق مع حالات إنسانية معينة.
صبح التي عُرفت كمدافعة شرسة عن حقوق النساء والعمل على تمكينهن على كافة الأصعدة، تفكر حالياً في إطلاق منصة خاصة لمساعدة النساء العاطلات عن العمل وتشغيلهن، لا سيما النساء اللواتي خرجن من سوق العمل لأسباب عائلية أو صحية، وتشجيعهن على العودة إلى سوق العمل. وأوضحت صبح أن بعض هؤلاء النساء، وبالرغم من كونهن مؤهلات ويملكن خبرة عملية، لكن عندما أردن العودة إلى سوق العمل وجدن أن الوضع صعب والطريق غير معبدة. وتشير صبح أن هذه الفكرة لا تزال تشغلها وستعمل على تنفيذها قريباً.
وتختم الناشطة عروب صبح حديثها بالتأكيد على دور كل فرد في المجتمع في مساعدة ومؤازرة أخيه الإنسان، فهي تؤمن برسالة كل إنسان على هذه الأرض. وتؤكد على أهمية التنبّه إلى دور وسائل الإعلام الرقمية في عالم الأعمال، الذي يعتمد في نهاية الأمر على التشبيك والتواصل. وتطلق عروب نداء إلى كل شخص يمكنه أن يساعد في تحقيق مستقبل أفضل لشبابنا وطاقاتنا الأردنية الواعدة.