الصناعة المصرفية تدخل عصراً جديداً لا مزيد من التبادل النقدي بعد اليوم

سنوات قليلة قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وسنشهد على تحولات جذرية في إطار الثورة الرقمية ستطال كافة مرافق الحياة لا سيما الاقتصادية والمالية وعلى رأسها التعاملات المالية. هذه ليست بفرضية بل هي نتيجة لواقع الحال واتجاهات الأسواق. إذ بدأنا نشهد على غياب التعاملات النقدية فعلياً لتحل محلها التعاملات المصرفية عبر الهواتف النقالة. وبدأت المصارف بتبني الذكاء الاصطناعي في خدماتها المصرفية وعمليات الدفع أصبحت بنقرة واحدة من مستهلك إلى مستهلك. إلى جانب الفرص الجديدة للعملات الرقمية المشفرة والبطاقات البيومترية التي لا تحتاج كلمة مرور وغيرها من الخدمات.

التعاملات المصرفية عبر الهواتف النقالة

هذه الخدمات الرقمية أخذت الصناعة المصرفية إلى عصرٍ جديد كلياً فيما يتعلق بخدمة العملاء، فالبيانات الذكية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي مكّنت البنوك من توفير خدمات وخبرات مصممة خصيصاً لاحتياجات كل عميل. ولا يزال الأفق رحباً أمام المصارف للاستفادة من التطورات في عالم التكنولوجيا لا سيما عالم إنترنت الأشياء.

واحدة من الخدمات والتطبيقات المرتقبة لإنترنت الأشياء يمكن أن تشمل القدرة على إجراء العمليات المصرفية باستخدام أجهزة قابلة للارتداء وأجهزة تُنشّط بالصوت (مثل أمازون إيكو)، ودمج المدفوعات غير المرئية في وسائل النقل وتناول الطعام، والاستفادة من الأجهزة المنزلية الذكية كأدوات للمصارف.

الدفع عن طريق الموبايل

تساءلت مجلة غلوبال فاينانس العالمية عن شكل بنوك المستقبل! وأجرت المجلة مقارنة بين الأمس واليوم معتبرةً أنه لن يكون هناك حاجة للطوابق السفلية في بنوك المستقبل حيث تخزن الأموال النقدية، وعلى الأغلب ستنحسر ظاهرة مراجعة الفروع والمقرات لتتحول المعاملات إلى الشكل الإلكتروني عبر الإنترنت أو الجوال. هذا الجيل الجديد من البنوك من شأنه أن يجعل المعاملات المالية أكثر سهولة وسرعة وشفافية. وسيشهد تحول الخدمات المصرفية عبر الجوال نحو الخدمات المصرفية الرقمية تسارعاً قياسياً خلال هذا العام، وذلك بفضل التقدم في التكنولوجيا التي لا تقتصر مهمتها فقط على تمكين المصارف من تقديم البيانات للمستهلكين، لا بل على تزويدهم بمعلومات قابلة للتنفيذ أيضاً. وسيصبح بإمكان المستهلكين اتخاذ قرارات سديدة في الوقت المناسب بشأن أموالهم وكيفية حماية أصولهم المالية. ويسمح الذكاء المضاف إلى نظام الدفع بأن تصبح المدفوعات فورية وغير مرئية وآمنة وسهلة.

لكن هذا الواقع قد ينتج عاملاً تنافسياً جديداً يتمثل في دخول شركات التكنولوجيا لقطاع الخدمات المصرفية. ففي الولايات المتحدة، يتوقع الكثيرون أن ينبثق بنك المستقبل في واحدة أو أكثر من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل أو آبل أو فيسبوك أو أمازون.

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *