التكنولوجيا في الرعاية الصحية تعيد تشكيل المشهد
تقترب التكنولوجيا في الرعاية الصحية كل يوم خطوات إضافية من تحقيق ثورات حقيقيّة تغيّر مشهد قطاع الرّعاية الصّحية بصورة لم يسبق لها مثيل.
وكانت آخر التّحديثات في مجال تطور الصحة من خلال التّكنولوجيا ما أشارت له الدّكتورة فوزية محمد سعد، عالمة النّفس والمستشارة المساعدة في جامعة السلطان إدريس، حول دور استخدام التّكنولوجيا في تشخيص الصّحة النّفسية.
التكنولوجيا في الرعاية الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
ستسهم الابتكارات المدعومة بالذّكاء الاصطناعي مثل التّحليلات التنبّؤية في تطور الصحة من خلال التكنولوجيا عبر التدخّلات السّريعة ما يؤدّي إلى إحداث ثورة في قطاع الرّعاية الصّحية النّفسية.
وفي ظلّ الثّورة المتوقّعة من تطبيقات التكنولوجيا في الرعاية الصحية فإنّ التطوّرات المتوقّعة تتمثّل في تخصيص أنظمة العلاج الفردية.
وتعني هذه التّغييرات المتوقّعة في مجال الرّعاية الصّحية النّفسية تطابُق الأساليب العلاجية بصورة وثيقة مع الخصائص الجينية والاحتياجات الخاصّة بكلّ مريض الأمر الذي يعدّ ثورة حقيقية ما إن بدأ في دخول حيّز التّنفيذ بالفعل.
وستكون التكنولوجيا في الرعاية الصحية حاضرة بقوّة من خلال الدّور الأكبر لأدوات الصّحة النّفسية الرّقمية ووصولها إلى أكبر قدر ممكن من المرضى من خلال تمكينهم من تحمّل التّكاليف.
ولن يقتصر تطور الصحة من خلال التكنولوجيا على أساليب الرّعاية الصّحية فقط بل سيشمل أيضاً تقليل الوصمة الاجتماعية المرافقة للصّحة النّفسية وبالتّالي المساهمة في وصول الفئات الأكثر احتياجاً للعلاج.
وسيتمثّل مشهد الرّعاية الصّحية النّفسية الحديث في توظيف تقنيات تكنولوجية متقدّمة مثل العلاج عن بعد وتعزيز منصّات الاستشارة النّفسية عبر الإنترنت في إطار التوجّه لإحداث تحوّل حقيقي في الرّعاية الصّحية النّفسية.
وستسهم تقنيات وتطبيقات العلاج عن بعد بالتغلّب على الحواجز الخاصّة بالمسافات وإمكانيّة وصول الأفراد إلى العلاج فيما ستسهم منصّات الاستشارة عبر الإنترنت في تنظيم عمليّة حصول المرضى على العلاج المناسب.
من جهة أخرى، سيتمكّن الأفراد من مراقبة حالتهم الصّحية بصورة مستمرّة ما يمكّن الأطّباء من تحديد العلاجات المناسبة بالنّظر إلى حصولهم على بيانات المرضى في الوقت الفعلي.
علاج نفسيّ رقميّ!
وبحسب الدّكتورة سعد فإنّ وسائل العلاج الرّقمية ستكون مدمجة مع العلاجات السّريرية ما يسهم في تعزيز الأثر النّاجم عن العلاجات النفسية عبر تعزيز استخدام التّطبيقات الرّقمية.
وستكون التدخّلات الرّقمية في مجال العلاجات النّفسية مصمّمة لتلبية الاحتياجات الفردية المخصّصة من جهة والمتنوّعة بحسب الحالة من جهة أخرى.
وتتمثّل تطبيقات التكنولوجيا في الرعاية الصحية في خوارزميّات التعلّم الآلي التي ستقوم بتحليل حالات الصّحة النّفسية للتحقّق من تفاصيل الحالة الخاصّة بكلّ شخص.
وبناء على نتائج التّحليل، سيحصل كلّ مريض على التدخّل العلاجي المناسب وتعزيز تجربتهم بصورة متكاملة إلا أنّه ولتحقيق ذلك لا بدّ من دعم عمليّة التعلّم التّكنولوجي وتعزيز البنية التّحتية الرّقمية خصوصاً أنّ التّطبيقات الرّقمية الجديدة التي ستعمل عبر الهواتف الذّكية ومنصّات الإنترنت ستحدث ثورة حقيقيّة وغير مسبوقة.
وسيكون على القائمين على قطاع الرّعاية الصّحية النّفسية التّعامل مع التحدّيات القانونية اللّاحقة المتمثّلة في ضرورة التحقّق من عمر المستخدمين خصوصاً أنّ العلاجات تتطلّب موافقة الوالدين للمرضى الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً بالإضافة إلى توفير ضمانات خاصّة بحماية البيانات والحفاظ على السّرية.
وفي الوقت الذي تسهم فيه خدمات الرّعاية الصّحية النّفسية الوجاهية في تعزيز التّفاعل والرّوابط بين المرضى ومقدّمي الرّعاية الصّحية إلا أنّ المزايا المرتبطة بالخدمات الرّقمية لا يمكن إنكار أهمّيتها كذلك.
وسيكون على مقدّمي الرّعاية الصّحية كذلك مراعاة الفروقات بين الأفراد والحاجات المتنوّعة بحسب حالتهم الصّحية وملفّهم العلاجي.
مصدر المقال: الرابط
اعرف أكثر عن مزايا خدمة إنترنت الأشياء التي تقدمها أمنية.