الاستثمار في شبكات الجيل الخامس لتحقيق التحوّل الرقمي
الجيل الخامس يُعتبر المستقبل للتحوّل الرقمي حيث تسهم شبكات الجيل الخامس في إعطاء دفعة للقطاعات الاقتصادية الرّئيسية في الأردنّ الّذي يسعى إلى إنشاء بنية تحتية موثوقة لتقنية المعلومات والاتّصالات.
إن الاستثمار في الجيل الخامس هو كلمة السّر لتحقيق انتقال سلس في مجال التحوّل الرقمي كما أنّه الوسيلة لتعزيز مبادرات شركات الاتصالات وتطويرها والوصول بها إلى مستويات جديدة تستبق احتياجات العملاء، بالإضافة إلى توسيع محفظة الخدمات وحلول الاتّصالات والإنترنت في المملكة ليستفيد منها الأفراد والشركات، وكذلك تدعيم حلول قطاع الأعمال ودعم جهود الدولة في رحلة التحوّل الرقمي، والمساهمة في تحقيق التّنمية المستدامة والشاملة في قطاع الاتّصالات والقطاعات الاقتصادية الأخرى.
ويعرّف التحوّل الرّقمي أوDIGITALIZATION بأنّه عملية انتقال الشّركات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرّقمية، أيّ استخدام هذه التقنيات لابتكار منتجات أو خدمات توفر للشركة قنوات جديدة من العوائد وفرص تزيد من قيمة منتجها.
فما هي الفوائد المترتّبة على البدء في استخدام تقنيات الجيل الخامس في القطاعات المختلفة؟ وكيف سيبدو العالم لدى استخدام هذه التّقنيات؟
تقنية الجيل الخامس ركيزة للتحوّل الرقمي
تعتبر تقنية الجيل الخامس، العمود الفقري لعملية التحوّل الرقمي على مستوى القطاعات جميعها وقطاع الاتّصالات بصورة خاصّة، حيث إنّ هذه التّقنية تنقل أطنانًا من البيانات عبر مسافات أقصر من شبكات إل تي إي للجيل الرّابع، مما يساعد على سرعة واتساق إشارات الاتصال والشّبكة نفسها - حتى أثناء الحركة.
تأتي أهمّية شبكات الجيل الخامس في ظلّ الاستخدام الكبير لشبكات الجيل الرّابع والضّغط الكبير عليها، كما أنّ انتشار الأجهزة الذّكية المتّصلة بالإنترنت يعني أنّنا بحاجة إلى نظام أسرع وأعلى كفاءة لدعم مليارات الأجهزة الموجودة بالفعل. ومع هذه المزايا وغيرها، تصبح بيانات الهواتف المتنقّلة أرخص وأقلّ استهلاكًا للطاقة وأسرع في توصيل الأجهزة بأكثر ممّا هو عليه الحال اليوم.
وتعدّ كوريا الجنوبية الدّولة الأولى في العالم الّتي تقوم بتوفير تقنية الجيل الخامس للمستخدمين الّذين لمسوا الفرق في خدمة الإنترنت، فشبكة الجيل الخامس توفّر تصفّح وتحميل وبثّ ذا وقت استجابة منخفض وعالي الجودة، بالإضافة إلى إمكانية التّواصل مع أشخاص من حول العالم بسهولة دون انتظار التّخزين المؤقّت أو أيّ شيء آخر.
توفّر شبكة الجيل الخامس بعض الميّزات القوّية وتمنح المستخدمين فرصة استكشاف عالم الإنترنت والتكنولوجيا من خلال إمكانية التحكّم بجميع أنواع الأجهزة والرّوبوتات والأدوات الأخرى عبر سرعة الإنترنت التي تزيد عن 1 جيجابت بالثّانية، كما أنّ لديها القدرة على التعامل مع العالم بأسره ومستخدميه دون أي تأخير في الأداء.
كيف سيبدو العالم مع شبكات الجيل الخامس؟
من المتوقّع أن تسهم شبكات الجيل الخامس في تمكين الواقع وجعل العالم أكثر تشويقاً حيث ستؤثّر على حياتنا اليوميّة بالطّرق التالية:
-
النطاق العريض المحسّن للأجهزة المحمولة
ستوفّر شبكات الجيل الخامس حزم البيانات عالية الجودة ممّا يسهم في تحسين قاعدة البيانات الخاصّة بالمستخدم، الأمر الّذي سيؤدّي إلى تمكين الذّكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي للاستمتاع بتجربة الواقع الافتراضي.
-
الاتصالات المهمّة
ستتيح حزم البيانات عالية السّرعة لشبكة الجيل الخامس، سواء المركّبة أو الرّوبوت، الاستخدام السّلس لهذه الأجهزة، كما ستوفّر تكلفة أقّل لكلّ بت للأداء عالي السّرعة حيث من المتوقّع أن تنمو البنية التّحتية للتحكّم عن بعد مع إطلاق شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع.
إنترنت الأشياء الهائل
مع توفير السّرعة العالية للإنترنت، سيكون هناك تغيير كبير في إنترنت الأشياء للعالم بأسره، حيث ستسهم شبكات الجيل الخامس في لتقليل الأسعار والحصول على قوّة وأداء محسّنين لأي عمل على الإنترنت.
كما سيتمكّن المستخدمون من الحصول على سرعة نقل تتراوح بين 15 جيجابايت بالثانية و20 جيجابايت بالثّانية، والوصول إلى الملفات من السّحابة دون انتظار، بالإضافة إلى استخدام تطبيقات الهاتف المحمول مباشرةً من السحابة دون استخدام محطّة الهاتف الذّكي، مع توفير زمن وصول أقلّ للسّماح بتجربة كلّ برنامج متاح على الإنترنت.
كما ستتيح شبكات الجيل الخامس توفير نظام قيادة آلي، والسّماح لعدد كبير من الأجهزة بالاتّصال من خلال وسائل لاسلكية - بديلة لشبكة LAN عبر أجهزة مختلفة، وإطلاق الشّبكة الافتراضية عن طريق إنشاء شبكات فرعية لاحتياجات معينة.
هذه الإمكانيّات غير المسبوقة الّتي ستحقّقها شبكات الجيل الخامس ستغيّر وجه العالم والطّريقة الّتي تعمل بها القطاعات من خلال إنترنت الأشياء ذي الإمكانيّات الهائلة.