أين وصلت الجهود الهادفة إلى دمج الأكاديميا بالصناعة؟
في ظلّ الفجوة بين القطاع الأكاديمي والصّناعة هناك حاجة لحلول مبتكرة يمكنها دمج الأكاديميا بالصناعة لسدّ الفجوة التي تشير إلى التّباين بين المهارات والمعرفة التي يكتسبها الطّلاب والخريجون من المؤسّسات التعليمية وما يتطلبه سوق العمل الفعلي.
يعدّ هذا الاختلاف مصدراً رئيسيّااً لعدم الاستقطاب الفعّال للمواهب وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، من هنا ستركّز هذه المقالة على الصّورة المثلى لدمج قطاع الصناعة بالأكاديميا وأبرز التّحديثات على الجهود في هذا المجال عقب أن تناولنا هذا الموضوع سابقاً على مدونتنا.
دمج الأكاديميا بالصناعة: جهود العالم لتقليل هذه الفجوة
تَفهمت مختلف الدول من أنحاء العالم أهمّية التقليل من هذه الفجوة ودمج الأكاديميا بالصناعة، لذلك شهدنا جهوداً حثيثة تهدف إلى تحسين التّواصل والتّعاون بين الجامعات والصّناعات.
تشمل هذه الجهود برامج التّدريب التّطبيقي، وورش العمل، وشراكات البحث المشتركة والتي أصبحت أدوات رئيسية تستخدم لدمج الأكاديميا بالصناعة.
من المُلاحظ أنّ العديد من الدول المتقدّمة تبنّت نماذج التّعليم العملي التي تدعم الطلاب بمهارات عملية ملموسة، من هنا تعدّ برامج الإرشاد والتّدريب المنتظمة نقطة أساسية للتّأكيد على الجانب التّطبيقي والتقني في التعليم.
كما أنّه في ظلّ الاقتصاد المبني على الابتكار المفتوح، باتت الجامعات والمراكز البحثية أهمّ مكوناته لرفد القطاع الصّناعي بتكنولوجيا ومنتجات مبتكرة.
اقرأ أكثر عن دور الذكاء الصناعي بالتعليم على مدونة أمنية 8log
جهود الأردن في مواجهة الفجوة
يسعى الأردنّ دائماً لتحقيق دمج أفضل بين القطاع الأكاديمي والبحثي وقطاع الصّناعة، حيث نفذّت الحكومة الأردنية سياسات وبرامج مبتكرة من خلال صندوق دعم البحث العلمي والابتكار والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تأسيس العديد من الجامعات لمكاتب نقل التكنولوجيا.
وبرز كذلك اهتمام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من خلال رسالته للشعب الأردني في إطلاق رؤية التّحديث الاقتصادي والتي أكد فيها رؤيتهِ لمسقبل مشرق نعزّز فيه أمننا واستقرارنا كما انبثقت العديد من المبادرات من هذه الرّؤية لتؤكّد أهمّية البحث العلمي التطبيقي ونقل التكنولوجيا والشّراكة بين القطاعين الأكاديمي والصّناعي.
شركة JAIP ومنصة JAIPConnect: مبادرات مبتكرة
انطلق مؤسس شركة منصة دمج الأكاديميا بالصناعة من الإيمان بأهمّية كلّ ما سبق، من هنا جاءت شركة JAIP وهي شركة ريادية أردنية تأسّست في بداية عام 2019.
يجمع الفريق المتخصّص في المنصّة خبراء في مجالات البحث العلمي والقطاعات الصّناعية المتنوعة، بهدف تسويق البحوث العلمية والباحثين من الجامعات لصناعات مهتمة، مما يمكّن الصّناعات من استثمار الكفاءات والخبرات المتوفّرة في الجامعات في تجسيد لدمج قطاع الصناعة بالأكاديميا.
تعمل المنصّة على ربط الأطراف المهتمة وتسهيل التعاون، بين مقدّمي الأبحاث والباحثين بنموذج عملي يخدم القطاع الصّناعي ويحرص على الجودة وحقوق الجميع.
تتمثّل رؤية المنصّة في أن تكون المكان الرئيسي الذي يمكّن الباحثين والجامعات من الاتصال بالصناعات الحيوية محلّياً وإقليميّاً وعالميّاً بكل سهولة وفعالية.
كما تهدف أيضاّ أن تكون الخيار الأوّل للقطاع الصّناعي في الحصول على الخدمات الاستشارية والفنّية والتّعاون في مجال البحث والتطوير لذلك عملت منذ التّأسيس على خلق قنوات تواصل وتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.
ومن هذا المنطلق تمّ تصميم منصّة JAIPConnect والتي تمّ إطلاقها بداية شهر كانون الأول تحت رعاية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله، لتكون نموذجاً على دمج الأكاديميا بالصناعة بهدف سدّ الفجوة بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، وتعزيز التعاون والابتكار وتبادل المعرفة والاستفادة من القدرات البحثية والأكاديمية.
ما دور دمج ثقافة الابتكار في استراتيجية الشركات؟ اقرأ أكثر
تهدف المنصّة أيضاً لتسويق قدرات القطاع الأكاديمي للصّناعة وتحويلها إلى منتجات مبتكرة ذات قيمة سوقية تعزّز الاقتصاد. تسّهل منصّة JAIPConnect التعاون المتعدّد بين مختلف التخصّصات وتعزز الاستخدام الفعّال للموارد البحثية، وتشجع على حلّ التحدّيات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.
تلتزم المنصّة بدمج قطاع الصناعة بالأكاديميا من خلال تقديم هذه الخدمات بشكل مجّاني مع التركيز على تمكين الاستكشاف الأكاديمي والابتكار لصالح جميع القطاعات وهي مجّانية للقطاعين الأكاديمي والصّناعي.
بنيت JAIPConnect كمنصّة سحابية وذلك لأنّ هذه التكنولوجيا تعتبر من التقنيات المبتكرة والتي تعتبر رائجة هذه الأيّام للعديد من الميزات أهمّها أنّها تلبي متطلبات القطاعات المستهدفة في تقديم حلول للتحدّيات التي تواجهها، إضافة إلى الفعالية وتقليل الوقت والجهد في إيجاد الحلول للتحدّيات التي يبحثون عنها هذا بالإضافة إلى تدابير الأمان والحماية التي تتميز بها هذه المنصّات السّحابية وقدرتها على التوسّع والوصل عبر الحدود كما أنّها توفّر قنوات للتشبيك والتواصل بسهولة ويسر وكل هذا بطرق سلسة ومبتكرة.
في نهاية المطاف، تقليل الفجوة بين الأكاديميا والصناعة يعد تحديًا شائكاً يتطلّب جهوداً مشتركة على مستوى عالمي ومحلي، لذلك فإنّ توظيف الابتكار وتبّني النماذج التعليمية المرنة يمثّل خطوة حاسمة نحو تحقيق التّوازن الأمثل بين المعرفة النّظرية والمهارات العملية الضرورية للنّجاح في سوق العمل المعاصر.
بقلم الدكتور خالد خريسات – مؤسس شركة منصة دمج الاكاديميا بالصناعة
تعرّف على الحلول التقنية الذكية التي تقدمها شركة أمنية من خلال متجرها الإلكتروني!