كيف مهد تطوّر حاضر و مستقبل الجيل الخامس الطّريق في الشّرق الأوسط للجيل السّادس
مستقبل الجيل الخامس يبدو أكثر تطوّراً من أيّ وقت مضى بحيث إنّ التقدّم غير المسبوق في دور تقنية الجيل الخامس في مختلف القطاعات أدّى إلى دخول شبكات الجيل السّادس على الخطّ بسرعة.
وفي المقارنة بين شبكة الجيل الخامس والسّادس، من المتوقّع أن تعتمد الأخيرة على الذّكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي بصورة أكبر؛ حيث إنّ الشّركات العامّة والخاصّة بدأت بالفعل في وضع تصوّر للتّكنولوجيا التي سترافق تقنيات الجيل السّادس.
هل من المبكّر الحديث عن الجيل السادس؟ اقرأ أكثر على مدونة أمنية 8log
مستقبل الجيل الخامس: سرعة أكبر وتطوّر هائل
قد يرتبط الحديث عن شبكات الجيل السّادس بالمستقبل الذي قد يحتاج لسنوات، إلّا أنّ الطّريق له بدأت بالفعل، وللوصول بصورة أسرع تتركّز الجهود في الوقت الحالي على إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لتقنية الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم وخاصّةً في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبحسب أحد التّقارير الحديثة فإنّ 31.4 مليون مستخدم يعتمدون حاليّاً على شبكة الجيل الخامس في المنطقة، فيما تصدّرت السّعودية من حيث عدد المستخدمين الذي وصل إلى 11.2 مليون مشترك في نهاية العام الماضي.
وعلى الرّغم من هذه الأرقام الطّموحة، لم يخلُ التوجّه نحو مستقبل الجيل الخامس من تحدّيات شملت نقص الأيدي العاملة وتعطّل سلاسل التّوريد بسبب جائحة كورونا، إلا أن ذلك لا يعني بأنّ الجهود نحو إدراجه في مختلف القطاعات قد توقّفت.
وقد يكون ارتفاع التّكلفة تحدّياً كذلك في إطار التوجّه نحو مستقبل الجيل الخامس، إلّا أنّه بكلّ تأكيد الخيار الأكثر ذكاءً للأفراد والشّركات على حدّ سواء.
تعرف على أحدث اتجاهات شبكة الجيل الخامس ودورها في التحول الرقمي
تثبيت قواعد شبكة الجيل الخامس
ماذا يجب علينا أن نفعل؟
لتثبيت قواعد تقنية الجيل الخامس من الضّروري الإجابة على بعض الأسئلة الهامّة والتي تشمل:
-
لماذا نحتاج إلى شبكة الجيل الخامس؟
لأنّها تتيح للأفراد تجربة اتّصالات بآفاق جديدة كلّياً بفضل سرعات البيانات العالية وزمن الاستجابة الأقلّ، ما يجعل الأنشطة المتمّثلة في الحملات المختلفة وبثّ مقاطع الفيديو والتّفاعلات عبر الإنترنت أكثر سلاسة.
وعلى صعيد العمل تسهم تقنية الجيل الخامس في توفير الاتّصال الرّقمي الموثوق والفاعل للعمل عن بعد والتعلّم عن بعد وغيرها.
وفيما يتعلّق بمستقبل الجيل الخامس المرتبط بخدمات الإنترنت المختلفة وتطويرها بصورة غير مسبوقة، يمثّل دعم تقنية الجيل الخامس للنّطاقات المختلفة ميزة هامّة.
وتشمل هذه النّطاقات sub-6 جيجا هرتز وmmWave. يمكّن هذا التنويع في خيارات الاتّصال يمكّن المستخدمين من اختيار الشّبكة الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهم المحدّدة وموقعهم الجغرافي، مما يضمن الأداء والتغطية الأمثل.
بالإضافة إلى كلّ ذلك، يمثّل الاستثمار في الأجهزة التي تدعم تقنية الجيل الخامس خطوة استراتيجية نحو التكنولوجيا المستقبلية.
ومع تبّني العالم لتقنية الجيل الخامس على نطاق واسع، قد تصبح الأجهزة القديمة غير صالحة للاستخدام، ممّا يحدّ من الوصول إلى أحدث التّطبيقات والخدمات.
-
كيف يمكننا استخدام تقنية الجيل الخامس؟
تدعم تقنيات الجيل الخامس التّطبيقات التي تعتمد على زمن استجابة سريع، مثل التحكّم الآلي عن بعد والواقع المعزّز، والتي تستفيد من الاستجابة في الوقت الفعلي تقريباً.
من هنا، تضمن الموثوقية العالية لشبكة الجيل الخامس اتّصالاً مستقرّاً في البيئات الصعبة، ممّا يعود بالفائدة على المركبات ذاتية القيادة ومراقبة البنية التحتية الحيوية وخدمات الرعاية الصحية مثل مراقبة المرضى عن بعد.
ويقع إنترنت الأشياء في قلب مستقبل الجيل الخامس بفضل قدرة الشّبكة على توصيل العديد من الأجهزة في وقت واحد، ما يعني إمكانية إحداث ثورة في نظام عمل إنترنت الأشياء (IoT).
وتشمل أجهزة إنترنت الأشياء التي يمكن أن تدعمها شبكة الجيل الخامس أجهزة الاستشعار والأجهزة القابلة للارتداء والبنية التحتية للمدينة الذّكية وتطبيقات إنترنت الأشياء الصّناعية.
ويمكن أن يتحقّق ذلك من خلال توفير اتّصال سلس وفعال لمجموعة واسعة من أجهزة إنترنت الأشياء، وبالتّالي تطوير ونشر حلول إنترنت الأشياء المبتكرة التي يمكنها تطوير الصناعات وتحسين الكفاءة العامة.
كيف يعمل إنترنت الأشياء؟ وما هي تطبيقاته؟ اقرأ أكثر
-
ما هو الدّور الذي يلعبه التّعاون بين الحكومات والشّركات
تخصّص الحكومات في جميع أنحاء العالم تمويلاً كبيراً لدعم التحوّل الرقمي وتطوير البنية التحتية، ولسدّ الفجوة الرّقمية بشكل فعّال، من المتوقّع أن تعمل الحكومات بشكل وثيق مع مزودي الشّبكات والشّركات.
ويهدف هذا التّعاون إلى تحديد المناطق ذات التّغطية غير الكافية، ووضع استراتيجيات لتحسين الاتصال وتنفيذ حلول فعّالة من حيث التكلفة تجعل خدمات الإنترنت عريض النّطاق أقل تكلفة.
ويمكن للحكومات استخدام تقنية الجيل الخامس في مختلف الإدارات والقطاعات، مثل الجيش والجمارك وحماية الحدود وإدارة الخدمات العامة وغيرها.
ولا تعدّ منطقة الشّرق الأوسط وإفريقيا استثناء في هذا المجال؛ حيث تحاول هذه المناطق اللّحاق بركب التطوّر في مستقبل الجيل الخامس.
على سبيل المثال، قامت شركة اتصالات الإماراتية (Etisalat by e&) بجلب تقنية الجيل الخامس إلى البلاد في آذار/مارس 2023.
كما حرصت شركة الاتّصالات السعودية STC، وهي شركة اتصالات تعمل في مناطق مختلفة من دول مجلس التعاون الخليجي، على إدخال التّكنولوجيا أيضاً إلى المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين.
-
ماذا بعد الجيل الخامس؟
تتمثّل الخطوة التّالية في تطور الاتصال في شبكة الجيل الخامس المتقدّمة حيث تقدّم هذه التّقنية خدمات أكثر موثوقية وسرعات أعلى، لتكون بمثابة الأساس لشّبكة الجيل السادس.
بدأت الشّركات والمؤسسّات بالفعل في هذا المجال، على سبيل المثال تتعاون شركة دو مع إحدى الشّركات العالمية الرّائدة في توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والأجهزة الذكية في دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء البنية التحتية والأساسات اللازمة لشبكات الجيل الخامس المتقدّمة، وفي تمّوز/يوليو 2022، كشفت البحرين أيضاً أنها تعمل على بناء الأساس لشبكة الجيل الخامس المتقدّمة كذلك.
لا يمكن إيقاف مستقبل الجيل الخامس في ظلّ تبّني الأفراد والشّركات لفوائد الأجهزة التي تدعم تقنية الجيل الخامس، كما تكثّف الحكومات والجهات الفاعلة في الصّناعة جهودها لتوفير إنترنت عريض النّطاق بأسعار معقولة والدّخول في عصر جديد من الاتصال.
إنّ المشهد مهيّأ لعالم تصبح فيه التفاعلات والابتكارات الرقمية السّلسة هي القاعدة، ممّا يدفعنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر اتصالاً.
بقلم فيمي أوشيجا، نائب الرئيس للمبيعات والخدمات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كومسكوب.
مصدر المقال: الرابط