الإقتصاد الرّقمي في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا: مواكبة التطورات العالمية وفتح مجالات جديدة أمام الشّباب

يتحوّل عالمنا اليوم إلى عالم رقميّ يعتمد على التّكنولوجيا والابتكارات الجديدة. ومنطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست بالبعيدة عن ما يحصل في العالم، والمعروف عن بعض شعوبها بأنها من الأكثر استعمالاً للإنترنت ومواقع التّواصل الاجتماعي. لكن المفارقة تكمن في مؤسّساتها الرّسميّة والحكوميّة وحتى الشّركات الخاصة التي لم تستطع حتّى الآن من تحويل أعمالها إلى رقميّة وبالتّحديد إلى الإقتصاد الرّقمي وفتح مجالات جديدة للشّباب.

ramadan offers

إنّ هذا المصطلح الجديد، أي الاقتصاد الرّقمي، يعني وباختصار أنّ على الاقتصاد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات، أي المعرفة وتوظيفها وتطويرها لهدف واحد وهو تحسين الحياة في المجالات كافة. ففي القريب العاجل، سيطغى الاقتصاد الرّقمي على العالم، وعلى دول الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا العمل على إدخال عدّة تعديلات جوهريّة في أنظمتها أكانت الحكوميّة والمؤسّساتيّة أو الحياتيّة والاجتماعية.

الإقتصاد الرقمي

مَن منّا لا يستعمل الإنترنت بكل نشاطاته اليوميّة. إذاً الاقتصاد الرّقمي هو المستقبل وهو الذي يساهم بالإصلاحات الاقتصادية. كيف لا والحكومات العالميّة تعمل على تعزيزه نظراً إلى الإصلاحات المباشرة والغير مباشرة التي يحدثها في مؤسّساتها مثل محاربة الفساد، الشّفافيّة والتّواصل المباشر مع مواطنيها. لذا على حكومات المنطقة العمل على إزالة كلّ العقبات التي تحول دون تشجيع الشّباب الغوص في عالم التّكنولوجيا وأهمّها وضع القوانين التي تحمي المبتكر والمستهلك في آنٍ معاً وتطوير المناهج التّعليميّة في المدارس والجامعات بهدف التّركيز على إدخال التّكنولوجيا فيها. تقارير البنك الدّولي تُظهر بطء عمليّة النّمو في منطقتنا. فالأرقام تشير إلى أنّ النمو سيصل في أواخر 2018 إلى 2% وسيرتفع إلى 2.8% أواخر عام 2020. يعود هذا الأمر إلى حالة عدم الإستقرار التي تعيشها المنطقة والذي تسبّب بدورها تراجع نسبة وقيمة الإستثمارات. إذاً على الحكومات البدء بوضع خطط عمليّة جديدة تساهم في النهوض الإقتصادي وفتح أسواق جديدة للشباب تؤمّن فرص عمل لهم. كلّ هذا يحتاج إلى قرار واحد وهو التّحوّل التّدريجي من الاقتصاد الكلاسيكي إلى ذلك الرّقمي. هذا ما تعمل عليه المملكة الهاشميّة الأردنيّة من خلال وضع خطّة اقتصادية متكاملة تحت اسم "أردن رقمي 2020" تبدأ بتحويل حكومتها من تقليديّة إلى رقميّة لتصبح بدورها من أوائل الحكومات العربية الرقميّة.

لدى مجتماعاتنا كلّ المقوّمات التي تسمح لنا بالانتقال إلى الاقتصاد الرّقمي. فالأفكار الابتكاريّة التّكنولوجيّة موجودة ولكنها بحاجة إلى دعم من الدّولة أو من الشّركات الخاصة لتطويرها وإطلاقها في الأسواق. فهؤلاء الشّباب هم ركيزة الإقتصاد في المستقبل القريب. وكل ابتكار بإمكانه أن يصنع التّغيير، ومثال على ذلك ولادة تطبيق خاص بالمواصلات على الهواتف الذّكيّة بدأ في إحدى البلدان العربيّة كشركة صغيرة وانتشر في المنطقة بعد ذلك إلى أن أصبح عالميّاً اليوم، كما وساهم هذا التطبيق في خلق فرص عمل جديدة للشّباب العاطلين عن العمل وتحقيق أرباح كبيرة للشّركة، الأمر الذي أدى إلى تحريك العجلة الإقتصاديّة من خلال إنخفاض نسبة البطالة.

عالم رقمي

شباب اليوم أصبحوا على علم بأن التّكنولوجيا والمنصات الرّقميّة هي التّي ستحقّق لهم أحلامهم. فهي التي تربط بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل، وتساهم في توفير التدريب المهني وتساعدهم على إطلاق أعمالهم. التحدي الآن يكمن في تهيئة الظروف الملائمة للإنطلاق بعهدٍ جديد من الاقتصاد الذي سيساهم في نهوض الدّول وتوفير المال العام ألا وهو الاقتصاد الرّقمي.

umniah 5g banner

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *