أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
هل تخيّلت يوماً أنّك قادر على إنشاء بيت كامل في يوم واحد؟ أو حتى مستودعاً أو أي بناء بأبعاده الثلاثيّة في زمنٍ قياسيّ وأنت تستمتع بقهوتك الصّباحية؟ إنها ليست مزحة، بل حقيقة مدهشة تحقّقت بفضل تقنية الطّباعة ثلاثيّة الأبعاد!
قبل أيّام، شهدت مدينة جدّة السّعودية بناء أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبمساحة 5600 متراً مربعاً، حيث تم إنشاؤه في زمن قياسيّ لم يتجاوز 6 أشهر فقط! وقد استخدمت في عملية بناء أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أربع طابعات عملاقة من شركة Guanli الصينية لتحقيق هذا المعجزة المعماريّة.
كيفية انشاء مسجد ثلاثي الابعاد
ولكن، ألم تتساءل يوماً عن كيفية عمل هذه التقنية الساحرة؟ حقيقة؛ الطّباعة ثلاثيّة الأبعاد ليست مجرّد عمليّة تصنيع، بل هي ثورة في عالم الإبداع والتّكنولوجيا، وتعتمد على تراكم الطّبقات للمواد لإنشاء أجسام ثلاثيّة الأبعاد بدقّة فائقة، وكل ذلك بضغطة زر من حاسوبك أو “جهاز التحكّم” الخاص بالطابعة!
لكن هل تتوقف فوائد الطباعة ثلاثية الأبعاد عند البناء، مثلما تم في بناء أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؟ بالطبع لا! ففي عالم الطب مثلاً، تمثّل هذه التّقنية السحرية نقلة نوعيّة، فهي تسمح بتصميم وإنتاج أجهزة طبيّة مخصّصة لكلّ فرد، مما يحسن من جودة الرعاية الصحية ويزيد من راحة المرضى، وتقدّم العديد من المزايا الأخرى، مثل:
- تخصيص الأجهزة الطبية.
- تصنيع النّماذج الجراحيّة.
- تصنيع الأعضاء والأنسجة الصّناعية.
- تصنيع الأجهزة الطبية المخصصة.
- الأبحاث والتطوير.
وفي مجال الفنون والتصميم، تفتح الطباعة ثلاثية الأبعاد أفاقاً جديدة للإبداع، فهي تسمح بإنشاء قطع فنية فريدة ومبتكرة بسهولة وسرعة لم يسبق لها مثيل، ولربّما يكون الأمر “تجارياً” أيضاً، ونعني هنا بمجال الفنون، حيث يمكن أن تقدّم التقنية تصنيعاً سريعاً وتجارياً لقطع أصليّة، أو بما معناه “نسخاً” دقيقة قابلة للبيع!
وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنّ الكثير من الفنّانين حول العالم أعربوا عن رفضهم لأيّ تدخلات تقنية في الأعمال الفنية، خصوصاً الرّسم والنّحت، حيث أنّها وفقاً لتصريحاتهم، تعتبر “نزعاً” للروح البشريّة من الأعمال الفنيّة، أو “أتمتة” للذوق العام. ما رأيك أنت؟
أمّا البناء، فهذا المجال يشهد ثورة حقيقية بفضل الطباعة ثلاثية الأبعاد. فبدلاً من أشهر من البناء التقليدي، يمكننا الآن إنشاء مبانٍ مذهلة بسرعة فائقة وتكلفة منخفضة، مما يجعل التصميم الاستثنائي، والتخصيص شيئاً اعتيادياً.
وبعد إطلاق أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يٌفتح باب التساؤل حول ماهيّة التّقنية في هذا المجال. وهنا؛ نشير إلى أنّ استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد في مجال البناء يشهد نمواً متزايداً ويقدم فرصاً مثيرة للابتكار وتحسين عمليّات البناء. إليك عزيزي القارىء بعض الطّرق التي يمكن فيها استخدام الطّباعة ثلاثيّة الأبعاد:
- تصنيع الأجزاء والمكوّنات.
- تصميم النّماذج الهندسيّة.
- البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
- التّخطيط الحضري وتصميم المناطق.
ليست مجرد تقنية، بل هي ثورة صناعية ثالثة، تغيّر شكل حياتنا وتجعلنا نرى العالم بأبعاد جديدة تماماً، ومصطلح الثورة الصناعية الثالثة، يعود إلى مقال نشرته صحيفة “ذا إيكونوميست” عام 2016؛ تحت عنوان “ثورة صناعية ثالثة”، وحقيقةً نرى أنّه من أكثر العناوين صدقاً في وصف تقنية حديثة.
لن يتوقّف الحدّ عند هندسة، أو كما في خبرنا افتتاح أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ولا حتى الاستخدامات الطبيّة، فعند البحث، نرى أنّ الاستخدامات لن يكون لها حد، وكلما مر يوم جديد؛ ازدادت الدّقة، وتوسّعت مجالات الاستخدام.