فرص سيطرة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط
مؤتمر الويب العالمي يوضّح
في عالم يتسارع فيه التقدّم التكنولوجي بشكل لم يسبق له مثيل، يعدّ مؤتمر الويب العالمي منصّة حيويّة لاستعراض أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وفي أحدث دوراته، قدّم مؤتمر الويب العالمي نظرة متعمّقة على تأثير الذكاء الاصطناعي على الشركات الناشئة وسوق العمل في منطقة الشرق الأوسط، وبيّن المجالات التي قد تأثرت بالفعل، والأخرى التي “تمشي” على درب الانصياع للذكاء الاصطناعي!
والآن، ومع تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة والتي أصبحت جزءاً لا غنى عنه في عمل الشّركات الضّخمة والناشئة؛ أدّى تبنّي التّكنولوجيا الذّكية إلى تعزيز الإنتاجية والكفاءة، وفي الوقت نفسه، يحدث تغييرات جذريّة في طريقة عمل الشّركات وتوظيف العمّال، وهو الأمر الذي يمكن أن يعتبر “الوحدة” الأولى التي تقسم إلى سلبيات وأخرى إيجابيات لهذه التّطبيقات، فإلى جانب مساعدة أصحاب الشّركات في زيادة الإنتاجيّة وتوفير التّكاليف، فهي بالفعل تحلّ شيئاً فشيئاً مكان الكثير من الموظّفين، وفي أسواقنا العربية، ونظراً “لندرة” الوظائف، أصبح الأمر حقاً مقلقاً.
صندوق النّقد يوضّح في مؤتمر الويب العالمي
بحسب ما نقله موقع الجزيرة نت ووفقاً لصندوق النّقد الدّولي، وضمن نقاشات مؤتمر الويب العالمي، فإن اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدّي لزيادة نموّ الإنتاجية بمقدار 1.5 نقطة مئوية سنوياً على مدار 10 سنوات، مما يمثل زيادة فعلية بنسبة 7% في إجمالي الناتج المحلّي العالمي، وهو رقم مذهل يثير حماس أصحاب المشاريع والشركات، ويفتح أعينهم على مزيد من الفرص الاستثمارية التي ستزيد من دخلهم على المدى الطّويل.
الأثر المباشر للشركات النّاشئة
بحسب مقرّرات مؤتمر الويب العالمي، أثّر الذّكاء الاصطناعي على الشّركات النّاشئة والوظائف بأكثر من مجرّد تحسين في الإنتاجية وتقليل التكاليف، بل يتجاوز ذلك إلى تحسين تجربة المستخدم وإعادة تشكيل الوظائف وتوسيع الفرص. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات التشغيلية وتحليل البيانات بسرعة أكبر من البشر، مما يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف. وتتيح هذه التقنيات للشركات الناشئة فرصة لتحقيق ميزة تنافسية في سوق تتّسم بالتحديات، وإتاحة خوض غمار المنافسة لشركات أقلّ حجماً ضمن الأسواق المفتوحة والعالمية.
تجربة مستخدم أكثر غنىً
من جانبها، تساعد التطبيقات الذّكية على تحسين تجربة المستخدم، حيث يمكن استخدام الذّكاء الاصطناعي لتقديم خدمات مخصّصة وفهم أفضل لاحتياجات العملاء، ممّا يزيد من ولاء العملاء ويبني علاقات أقوى. ومع ذلك، يعرض تبنّي التكنولوجيا الذكية للشركات الناشئة تحدّيات جديدة، بما في ذلك التّكاليف العالية والموارد البشريّة المحدودة لتطوير وتنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالأمن والخصوصية.
نمو سوقيّ وابتكار
في نفس الوقت، يعتبر الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة للشركات الناشئة لتحقيق النمو والنجاح في السوق. وتشير دراسات إلى أن الاقتصاد العالمي يحتاج إلى المزيد من المبتكرين ورجال الأعمال الذين يمتلكون معرفة في مجال الذّكاء الاصطناعي، وهو ما يشجّع على الابتكار ويساعد على إغلاق الفجوة التّكنولوجية.
شركات ضخمة تعلّق
من جهتها، تحثّ بسمة عماري، المديرة الإقليمية للّسياسة العامّة لشركة “ميتا“، على استثمار أكبر في البحث والتطوير لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تزيد من نجاح الشركات الناشئة في السوق، مع التّركيز على تعزيز الابتكار وتحسين الإنتاجية.
وفي سياق متّصل، يؤكّد المدير التّنفيذي لغلوبال كونسيل على أهمّية استخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تحليل بيانات السّوق، لفهم احتياجات العملاء بشكل أفضل وتوجيه الاستراتيجيات وفقاً لهذه التّحليلات.
باختصار، يعدّ الذّكاء الاصطناعي وسيلة لتحسين الإنتاجية وتقليل التّكاليف، لا بل هو أيضاً فرصة للشّركات النّاشئة للابتكار وتوسيع نطاق أعمالها، ممّا يجعل استثمار التّكنولوجيا الذّكية أمراً ملحّاً لمستقبلها ونجاحها في سوق الأعمال العالميّة، وبما أنّ الأسواق أصبحت أكثر تقارباً وانفتاحاً، كذلك الفرص، أصبحت أكثر توفّراً وكثرة، وبالطّبع بصبغة تنافسيّة أكثر تعقيداً.