التحول الرقمي للأعمال: الطريق الأقصر نحو التّطور والنموّ
التحول الرقمي بات جزءاً لا يتجّزأ من جميع مناحي الحياة، والأهمّ أنّه بات عاملاً حاسماً لتطوير الشّركات وتعزيز نموّها خلال فترات قياسيّة.
ولكنّ تطوير أعمال الشّركات باستخدام تقنيات التحول الرقمي يمرّ بمراحل كثيرة وكي يتمّ القيام بذلك بالصّورة الصّحيحة لا بدّ من اتّخاذ بعض الخطوات الهامّة والضّرورية السّابقة الّتي تمهّد الطّريق لتحقيق الهدف المرجوّ من تبني هذه التقنيات.
التحول الرقمي للأعمال: الثقافة ونظام العمل أوّلاً
بحسب آخر التّقارير الصّادرة عن EY فقد أشار 1% فقط من المستطلعين إلى أنّهم قاموا بتبّني تقنيات التحول الرقمي للأعمال عام 2020 فيما قفز الرّقم إلى 11% عام 2022 الأمر الّذي يشير بوضوح إلى أنّ الشّركات تتجّه لا محالة نحو الرّقمنة.
ولكن وفي ظلّ الإحصاءات الّتي تشير إلى أنّ 10% من جهود الشّركات الرّقمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تتجاوز التوقعّات في حين لا يزال على 33% العمل بصورة أكبر للّحاق بركب التوقعّات المرجوة من الرّقمنة، تبرز إلى السّطح بعض الخطوات الضّرورية الّتي تتجاوز استبدال العمالة التّقليدية بالرّقمية.
في البداية، لا بدّ أن يعي صنّاع القرار في الشّركات بأنّ التّكنولوجيا لا ينبغي أن تحلّ محلّ الأنظمة التّقليدية بصورة مفاجئة بل يجب أن تكون ضمن موارد الشّركة الهادفة لتعزيز عمليّة إعادة تصوّر العمليّات التّجارية بالكامل.
ماذا يعني ذلك؟ لا يمكن أن يحقّق التحوّل الرّقمي للأعمال الهدف منه إذا ما قامت الشّركات باستخدام التّكنولوجيا فقط دون إجراء مراجعة شاملة لعمليّاتها وحلولها كي تكون مهيّأة لاستخدام هذه التّقنيات وتوظيفها بالصّورة المثلى.
تشير الإحصائيّات إلى أنّ 57% من أصحاب الأعمال سيمنحون الأولويّة للرّقمنة في أعمالهم خلال العامين المقبلين خصوصاً في مجال الاستثمار في البيانات والتّحليلات وذلك مقارنة ب 31% فقط عام 2020 فيما حلّت كلّ من السّحابة وإنترنت الأشياء والذّكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي في المراتب التّالية.
فمن أين يجب أن تبدأ الشّركات في مجال تحقيق التحول الرقمي للأعمال؟
التحول الرقمي للأعمال: بناء بيئة متكاملة
لتحقيق تحوّل ناجح نحو الرّقمنة يجب على الشّركات أن تقوم ببناء بيئة متكاملة من خلال 4 خطوات رئيسيّة تشمل:
- التركيز على المجالات الرئيسية: عبر اختيار تقنيات متنوّعة تتناسب مع أهداف المؤسّسة ورؤيتها وتوجّهاتها.
- تطوير تجربة العملاء بصورة سريعة: من خلال الاستثمار في تحليل البيانات وتوظيفها لفهم احتياجات العملاء بصورة تواكب التغيّرات السّريعة على مستوى العالم.
- توظيف تحليل البيانات لتحديث رؤية الشّركة: عبر سدّ الفجوات في تحليل البيانات واستخدامها كأساس لإجراء التّحديثات اللّازمة على رؤية الشّركة ومنتجاتها.
- إعادة تصوّر للعمليّات بالكامل: الرّقمنة الفاعلة لا يمكن أن تتحقّق دون إجراء إعادة تصوّر شاملة للعمليّات والمهامّ والأنظمة بصورة تتوائم مع الأدوات والتقنيات الّتي سيتمّ استخدامها بما يتيح الفرصة لإعادة الاستثمار في الموارد البشرية وتوجيهها بالطّريقة الصّحيحة.
التحول الرقمي للأعمال هو بكلّ تأكيد الطّريق الأقصر نحو النموّ حيث تتوقّع الشّركات نموّاً في الإيرادات بنسبة 6.2% عام 2022 بفضل التّقنيات الرّقمية لكنّ ذلك مرهون باتّخاذ الخطوات السّابقة الملائمة كي تكون تكنولوجيا اليوم هي رؤية الغد!